أدب الرعب والعام

نيازك الملائكة!

أخبرني هل يعذب الله تائبًا؟
قالها ثم فاضت روحه !

” أخبرهم أنكَ أعرج وتستبق في مضمار كبير وجمهورك جاحد! “

أقولها لكم اليوم ياسادة لاضمانات تأتي من الحياة
كل شيء جائز كل شيء ممكن حتى تلك الأمور التي تظنها ثابتة، هكذا كان غيه كان شيئًا لايمكن تصور زواله!
أغويته نعم ..هذه غايتي على كل حال !
كان شابًا يافعًا عشرة أعوام أمضاها بين اللهو ذلك المطرب العندليب الذي أضحى يشجى مسامع الملايين
اليوم .. اليوم عزم على التوبة!
واستيقظ الصوت الرؤوم الذي طالما كان ضعيفَا

كل شيء هنا كان يلمع المسرح والجمهور والموسيقى وهو! كيف ينجو ؟

بمكالمة هاتفية أنهى الامر كل حفلة كان ينوي احياءها كل عقد فسخه ..بتغريدة واحدة أعلن توبته

خلفه أثقل عليه خطواته ..الهجمة الشرسة كانت بانتظاره
لم أكن لأسمح له بأن يعود
ضيقت صدره سلطت عليه جمهوره
يعاديه، لا يرحمه، يستفزه، يغريه!
يصوره بالمتمرد الذي عاق ألحانه
“ودعت الفن ودعت الجمال! ودعت الرسالة! “

أتلفت أمله أغتالته وساوسي باليأس كي لا تطيب له التوبة!

أتعرف كم شابًا ضللته بصوتك؟
أنت حتى لا تستطيع أن تحصي ضحاياك
لقد قطعت شوطًا طويلًا في الظلام !
***
الطبيب :
السرطان في طوره الأخير ، الأيام قليلة
للأسف جئت متأخرًا جدًا ..

هنا أستفاقت روحه الهائمة ووئدت أحلامه الضالة، أدرك أن تلك هي العقوبة
!كنيزك من الله أصاب غاويًا فأهلكه كما هلك كل ظالم ..لشاب أستحل أن يستميل الشباب ويلهيهم بصوته عن كل حقيقة ثابتة وقد خاب من حمل ظلمًا !
كل مال أكتسبه اليوم لا يباعد الموت عنه شبرًا ولا يقرب الحياة يومًا ..أزفت ساعته المحتومة وأختلجته مشاعر الندم

كيف أتوب؟
هاه صلاتك لا تكفي قلتها وأنا اثبطه

حاول أن يتصدق أن يتعاقد مع الشركات من أجل نشر أعماله الدينية بصوته …

أتعرف كم شخص كان يستمع لأغنية واحدة من أغانيك؟
ثلاثة ملايين ..
أتدري كم شخص يستمع لأعمالك الدينية؟ خمسة ألاف فقط أنت تحتاج لعمر فوق عمرك لتنجو ناهيك عن سخرية الجمهور من سذاجتك في التلاوة ولومهم لك لهجرك عالمهم الذي لطالما مجدوك فيه وتلذذهم بأنغامك مهما توسلت لهم أن يكفوا ! جمهورك أناني!

أتذكر حين كنت تسمع صراخهم أسفل قدميك ؟ كان هذا يجعل الادرينالين في ذروته بروحك والكبرياء يختلج صدرك كأنهم يمجدوك وحدك هذا أنت صنعت وشر ما صنعت !

كدأب التائبين قبلك تتمتم كيف أكفر عما فات ..اقترب الموت وحان اللقاء كيف توقف كليبات على اليوتيوب تجاوزت المليون مشاهدة كيف تصد المدمنين على أصداحك
كيف تصرخ ..أرحموني ! أنا تائب ..

كنت في صراع محتوم مع الحياة أنت ذاك الشاب الفقير الذي لا يكاد يجد قوت يومه ذاك الشاب الضال الذي لم يسبق له أن عرف طريق الاستقامة ومع ذلك كنت آمنًا أكثر من اليوم فأنت لم تقود القافلة!

كنت في حياتك في غياهب التيه ولكن تهت وحدك !
اليوم على ذمتك جمهور من الضالين أنت تحمل أوزارهم!

سمعتك مرة تدعوا الله أن يهديكَ لكن أين كنتَ أنتَ ؟
في طريقك لصعود سلم النجومية تبناك أحد المنتجين وأسماك صوت العهد! أجل انه العهد يا رفيقي عهدي على الله أن أضلك .. !

تلك الليلة الدهماء كانت ليلتك المشؤومة التقيت بجماعة في مكتبك يتساومون على كليب جديد الكلمات من تأليفهم والموسيقى ألحانهم
ما الذي يدفعك لطاعة هذه الجماعة المجنونة؟
المبلغ طبعًا كان يفوق ثلاث أضعاف ما تجنيه من كليب واحد

من أنتم؟
نحن الماسونية!

تفكر!
قلت لك فعلها الكثيرين قلبك ولم يحدث شيء السماء أشرقت كما تشرق كل يوم والأرض على حالها لن تخسف بك! وغضب الله يوم القيامة أليس بذلك لرجع بعيد؟

حتى لو كانوا يعبدون الشيطان ؟ الكلمات بها سحر أسود هؤلاء قوم سوء!

ما دخلك أنت؟ هل تضحي بهكذا رقم؟

على المسرح تغني ولكن هذه المرة للشيطان.. إن كنت تؤمن بالمؤامرة فهي حتمًا موجودة هي موجودة شئت أن تؤمن بها أو تكفر!
مؤامرتي نجحت وانا انتصرت!

الجمهور كعادته يصرخ ! ولكن بعضهم يصرخ كأنه بالجحيم
تتساقط الضحايا كما تتساقط أوراق الشجر! لا بأس ستقيد الحوادث أختناق بسبب الزحام

ترى حبيبتك تبكي أنها تفتخر بك !

ذاع صيتك أكثر وجنيت أرباح لم تكن في أحلامك حتى أضحى هذا الإسم اللامع حليفي

أجل يا عزيزي أنت الرجل الأيهم الذي تآمر مع الشيطان ضد نفسه!

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى