تجارب ومواقف غريبة

هل أنا السبب ؟ لقد تركتها تعاني.

بقلم : الفراشة السوداء – الجزائر

صديقتي أصابها الجنون و أظن أنني السبب فيما حصل لها

 مرحباً يا جماعة ، سأدخل في الموضوع مباشرة ، لدي صديقة عزيزة ونحن أصدقاء طفولة ومقربون جداً كالأخوة تماماً ، المشكلة بدأت مع بداية العام الجديد 2019 م ، حيث تغيرت شخصيتها كثيراً ، فقد كانت متحفظة وتحب الدراسة والهدوء ولا تحب الأجهزة الإلكترونية والأنترنت و أفلام الكرتون والمسلسلات لأنها ترى فيها مضيعة للمال والوقت ، كان هدفها الوحيد أن تصير طبيبة جراحة ، أما أنا فكنت أعطيها مجموعة من المسلسلات واقنعها أنها جيدة ومثيرة للاهتمام ، لكنها ترفض وتدعي أن الوقت ضيق وعليها الدراسة بجد ،

أعجبت بإخلاصها وأرادتها لذا لم أعد أتكلم بذلك الشأن ، لكن الأن تغيرت كثيراً حيث أنها تحدثني عن الكائنات الفضائية ومصاصي الدماء وغيرت حلمها لتصير روائية . تساءلت لماذا هذا القرار ؟ فأجابت أنها تريد الغوص في بحر الخيال ، فبدأنا نحكي كثيراً عن رواياتنا التي ألفناها وكذا استمر الحال ، ولكن ما أخافني أن نبرة صوتها تغيرت وصارت تكلم نفسها ولا تتقرب مني فخلت أني فعلت شيء خاطئ ، فذهبت إلى منزلهم ، وكنت مقربة جداً من عائلتهم ، ففاجئني قول أمها لي : أنها أصبحت تخرف و تضحك وحدها ، فاقتربت من غرفتها بهدوء وسمعت صوت همساتها ، وعندما دخلت أخفت شيئاً وراء ظهرها وبدء عليها التوتر ، لذا جلست أمامها وطلبت السماح ، لكنها أخرجتني من بيتهم وقالت أنها مشغولة وأننا سنلتقي في المدرسة واعتذرت

 وفي الامتحان أسمع صوتها فأظن أنها تغش ، وعندما ننتهي منه تأتي وتقول أنها تغش بطريقة عجيبة جداً ومذهلة ، صُدمت لأنها ليست من تغش لأنها تكره هذا العمل كثيراً وتنبذه ، ذهبت إلى بيتهم مرة ثانية وكلمت أمها وقالت أنها خائفة من أبنتها فقد تغيرت وصارت تصرخ على أمها حين تنظف غرفتها ، وأستمر الحال ولكن الفاجعة حدثت قبل أسبوع ..

فعندما تغيبت من المدرسة ذهبت إلى بيتهم و وجدت الناس تحوم حول بيتهم فهرعت مسرعة ووجدتها تصرخ بأعلى صوتها وتبكي بهستيرية على حافة الطريق ، فسألت الناس ماذا يجري ؟ فقالوا : ربما تركها حبيبها ، لكنها كانت تصرخ وتقول : لماذا ذهبت  ؟  فذهبت لتهدئتها واحتضنتها ثم أدخلتها البيت ، وبعد أن هدأت أخبرتها  ما بها ؟ فأجابت : في بداية العام وجدت قزماً طوله 7سنتمترات

في البداية صرخت من الخوف لكن بدأت أتقرب اليه لأنه تاه في طريقه ولا يدري أين قريته لذا اعتنيت به حتى يجدها وأحببته حباً جماً ، لكن عائلته جاءت وأخذته بعيداً وبدأت تحكي لي ماذا حدث معهما وأنها كانت تتحدث اليه وترسله ليخبرها الجواب في الامتحانات عندما يسترق النظر لأوراق زملائها ، لكنني بدأت اضحك وأقول أن هذا السيناريو جميل حقاً ، فغضبت جداً وقد أخافني منظرها وطردتني وهي تقول أني وقحة ولست صديقتها ، كيف للأصدقاء أن لا يصدقوا بعضهم ؟ وبدأت تصرخ وتبكي بهستيرية وتقول : لماذا لا أحد يصدقني ؟ أخذناها إلى الراقي و إلى أطباء النفس ، لكنهم قالوا أنها مجرد هلوسة وأنها سليمة عقلياً وجسدياً ، ولذا فقلنا أنه ربما مس من جن ، لذا استمروا بالضغط عليها بأخذها إلى الطبيب و الراقي لكنها لم تتحسن ، بل زاد الأمر سوءًا ، وهي تردد دائماً أنا لست مجنونة ، أنا لا أكذب ، أنا أقول الحقيقة ، لماذا لا أحد يصدقني ؟.

لذا قررت أن أخفف معاناتها وأقول أني صدقتها ، فسردت لي أن اسمه “جاك” وأرتني صوراً رسمتها له ، وأصبحت على طبيعتها ، وأخيراً ارتسمت الابتسامة في محياها وبدأت تقول المواقف الطريفة معه عندما يحمل قلم حبر ويسقط أرضاً لأن القلم أكبر منه ، وتبدأ في الضحك ، أما أنا أتظاهر بالضحك من قلبي وانا أتوجع لحالها وأقول أنها قد أصبحت مجنونة

وقبل يومين سمعتني وأنا أقول لأمها أنها لربما تأثرت بالحكايات الخيالية فقط ، فدخلت علينا وبدأت تضربني وتصرخ وتقول أنها لم تظنني أبداً هكذا ، وأنا لست صديقتها وأنا قد كنت أسخر منها ، و رجعت لحالها

 والان أنا ما زلت في صدمة قوية لدرجة أخاف مقابلتها ، وأنا لربما سأجن وأصدق تلك الخرافات ، قزم طوله 7 سنتمترات ، لقد حاولت الانتحار مراراً ألا أن عائلتها تمنعها ولا تنام بسببها لمراقبتها ، أما أنا فلم أعد أزورهم و أراها عبئاً ثقيلاً عندما أرى مجنوناً أمامي وفي نفس الوقت أعاني من تأنيب الضمير ، يا جماعة هل هذا بسببي؟ هل أنا من جعلتها هكذا ؟ ساعدوني أرجوكم ، ماذا أفعل الأن ؟.

تاريخ النشر : 2019-02-23

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى