تجارب ومواقف غريبة

هل كان حقا جنيا؟

السلام عليكم رواد هذا الموقع الجميل . أتمنى أن تنال قصتي إعجابكم ، وأقسم بالله العظيم أن ما سأقصه عليكم هنا حدث معي بالفعل . أنا شاب من الجزائر أبلغ من العمر 33 سنة ، حدثت معي أمور وأشياء لا يصدقها عقل بشر إلا من ابتلاه الله بأن واجه أمورا وأحداثا مثلما حدثت معي .

إحدى هاته الحوادث أننا نقطن في منطقة ريفية ونمتلك قطيعا من الأغنام . والحظيرة التي تبيت بها الأغنام في مكان تقريبا بعيدة بعض الشيء عن المنزل ، لذالك يجب علينا ان نتفقدها بين الفينة والأخرى . خصوصا وأن لصوص القطعان نشطون للغاية .

وذات ليلة دافئة كما أذكر وكان عمري حينها 19 سنة و بتمام الساعة الواحدة صباحا ، وقبل أن أنام بعد سهرة طويلة ، قررت أن أتفقد القطيع للمرة الأخيرة قبل أن يتولى والدي الأمر .

إقرأ أيضا : إنتقام جني

بعدها خرجت من المنزل متوجها الى الزريبة وكان البدر جميلا ولا شيء يدعو للريبة . تفقدت القطيع وعدت أدراجي من طريق آخر غير الذي جئت منه . كان بين المنزل والزريبة إسطبل كبير مهجور نتيجة خلافات عائلية ، وبين الإسطبل والمنزل أشجار تين شوكي وشجرة زيتون معمرة ، في ذلك المكان نهارا الجلوس تحت تلك الشجرة جميل جدا . لكن ما إن يحل الليل حتى يصبح مظلما بشكل مرعب .

وما إن وصلت إلى الشجرة اقشعر بدني فجأة ، واضطربت حواسي وخفق قلبي بسرعة شديدة . وأحسست بضيق غير عادي ، والمرعب حقا وكأن أحدهم قال لي التفت على يسارك . وأقسم بالله العظيم ثلاثا أن ما رأيته هناك حقيقي كان أشبه بشكل لا تظهر تفاصيله سوى سواد ، ولم أر في حياتي سوادا مثله . ورغم أن المكان مظلم جدا لكن ذلك الشيء كان أشد سوادا .

في البداية لم يخطر ببالي أنه شيء من العالم الآخر ، لوهلة وقفت أخمن ماهية هذا الشيء وكان يتحرك ببطء في مكانه . تساءلت : هل هو حمار ( أعزكم الله ) ؟ . لا ليس كذلك . هل هو بقرة؟ . ليست كذلك . هل هو… وخطر في بالي أنه خنزير بري وما إن خمنت أنه كذلك حتى ارتعبت وبدأت افكر كيف أهرب . فماذا لو هاجمني ما السبيل للهرب؟ .

إقرأ أيضا : الجني دمرني

وخطرت في بالي فكرة أن أصعد إلى شجرة الزيتون التي لا تبعد عني سوى خمس أو ستة أمتار . وفعلا خطوت الخطوة الأولى ودعست بقدمي على أوراق الشجرة اليابسة وأصدر ذلك صوتا أجبر ذلك الشيء الذي تبين أنه كان يواجهني بظهره ويالهول مارأيت حين التفت إلي وأنا جامد مكاني لا أحرك ساكنا .

كان عبارة عن كتلة سوداء ضخمة في أعلاها عينين لم أر في حياتي كلها بياضا ناصعا مثلها أبدا . لم أعرف ساعتها ماذا أواجه هنا أو ماذا علي أن افعل؟ .

استمررت في التحديق إلى ذلك الشيء وكذلك فعل هو . لا أذكر المدة التي قضيناها في التحديق ، ربما كانت حوالي 10_15 ثانية على الأكثر . ثم لم أعرف ما حصل لي حيث سرت عائدا إلى البيت وخلدت للنوم . ولعجيب أنني لم أفكر في ماهية ذلك الشيء أو ماذا يكون؟! .

نمت تلك الليلة ونسيت الحكاية تماما ، وبشكل غريب ولم أتذكرها إلا بعد مرور عشرة سنوات كاملة . وذلك حين بدأت القراءة عن مواضيع الرقية الشرعية وأشكال الجن التي من الممكن أن يتهيأ بها حتى صادفني مقال عن أنواع من الجن يقال لهم الرصد . وهم من يقومون بحراسة الكنوز والدفائن تحت الأرض . ومن أوصافهم أنهم يتهيأون على ثلاثة أشكال : القرد والثعبان الضخم والعبد الشديد السواد .

إقرأ أيضا : أنا والجني الخبيث بالجبل

سألت كثيرا عن الموضوع ليتبين لاحقا أن مالقيته تلك الليلة واحد من هؤلاء وما زاد ثقتي في هذا التفسير أنه يروى هنا عن ثعبان ضخم يأتي ليلا من أجل التهام جيف الدجاج الميت التي يرميها أحد المزارعين الذي لديه حظيرة كبيرة لتربية الدواجن . وقبل سنتين من الآن وبنفس الطريقة ، لكن كان المكان والزمان مختلفين . فقد كنا في رمضان الكريم ، وكنت في جولة تفقدية . لكن هاته المرة ظننت أنه لص جاء لسرقة المواشي ، فرحت أجري خلفه .

كان نفس الشكل الأسود ، لكن وبمجرد وصولي إلى مكان رؤيتي له كانت الأرض وكأنها ابتلعته . جلست في فراشي أربط الأحداث ببعضها لأتأكد أنه نفس المخلوق . حقيقة لا أزال أذكر رغم طول السنوات تلك النظرات الحادة وتلك العينين وتلك الرهبة التي امتلكتني أول مرة حين رأيته . ولا زال الشك يراودني بشأنه .

منذ أن عرفت أن ما رأيته جني لم أعد أتجرأ على المرور من مكان شجرة الزيتون ليلا . ولم أحدث لأحد بما حصل باستثناء قلة قليلة من الناس . أجدد لكم تأكيدي أن ما رأيته لم يكن وهما أو شيئا عاديا . فقط من عايش أحداثا ومواقف مشابهة بإمكانه فهم ما أعنيه .

في النهاية أشكر لكم صبركم على طول قصتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

التجربة بقلم : عبد النور – الجزائر

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى