تجارب من واقع الحياة

هل لي ذنب في ذلك ؟

بقلم : سامي – سوريا

هل لي ذنب في ذلك ؟
لا أرغب أن أحدث أحد

مرحباً بالجميع ، أنا أتابع هذا الموقع الرائع منذ مدة طويلة ،و لطالما ترددت في كتابة مشكلتي، و لكن بعد أن ضاقت بي السبل قررت أن أشارك تجربتي عسى أن ترتاح نفسي و أجد حلاً لها .

في البداية  أنا شاب في التاسع عشرة من عمري ، يتيم الأبوين و أعيش مع جداي و عمتاي ، و رغم فقداني لأهلي إلا أنه كان لي ثلاثة أصدقاء من عمري يعيشون في نفس الحي الذي أعيش فيه ، وبعد إنتهاء الثانوية قضينا وقتاً ممتعاً طيلة الصيف ، و كنا حزينين لأننا سنفترق ، فكلٌ منا سيذهب إلى جامعة مختلفة .

مشكلتي بدأت في نهاية الصيف عندما انتقل شاب جديد إلى حينا ، التقينا به و تحدثنا كثيراً و أخبرنا بأن أسرته لا زالت في القرية و لن تأتي إلا بعد أسبوع على الأقل ، و قد كان شخصاً طيباً و مرحاً ،و في إحدى الأيام دعانا إلى منزله لقضاء الوقت في حديقة منزله الجميلة , و بالفعل استجبنا للدعوة و ذهبنا .

لا أذكر في ذلك اليوم أكثر من صوت السقوط و لون الدم الأحمر الذي ملأ المكان ، دخلت أنا و صديقي خالد إلى منزل صديقنا وكان صديقي مصطفى و كرم قد ذهبوا قبلنا ، و عندما دخلت إلى الحديقة رأيت مصطفى يبكي و بجانبه كرم ،و على الأرض جثة صديقنا الجديد و قد ملأ الدم الحديقة ، ثم أخبرني كرم بأن مصطفى و صديقنا الجديد كانا يجلسان على الشرفة المطلة على الحديقة ،و كان مصطفى يمزح مع صديقنا الجديد و من ثم عن غير قصد دفعه من على الشرفة و سقط على الأرض .

لقد كان قد فارق الحياة ، لم نعرف ماذا نفعل ، صديقي خالد قال أن نخبر الشرطة و لكن مصطفى بكى بكاءَ شديداً و توسل إلينا ألا نفعل شيئاً ،و كرم كذلك الأمر عارض إخبار الشرطة ،و قال الأمر سيظل بيننا و ستظن الشرطة أنه سقط من على الشرفة ، و بدأ بمسح بصماتنا من على الباب،

لم أعرف ماذا أفعل كل ما فعلته أني تركت المنزل وخرجت مسرعاً عائداً إلى منزلي ، وبعد يومين أتت الشرطة إلى منزل صديقنا الجديد ، فقد اتصلت أسرته كثيراً ولم يجب أحدا، و قد حقق الشرطي معي فأدعيت بأني أعرفه معرفة سطحية ،و كذلك تم التحقيق مع أصدقائي ، و من ثم انتهت القضية بإعتبارها إنتحار ،

 لقد كاد الألم و الحزن يقتلني يومها، و تمنيت لو أذهب و أخبر الشرطة بكل شيء ،لكني تذكرت السجن و كره المجتمع لنا ، و من يومها لم أتحدث مع أصدقائي أبداً ، مصطفى غادر الحي مع أسرته ، كرم سافر إلى بلد أخر و أنا ذهبت إلى جامعة قريبة من بلدتي ، خالد لا أعرف عنه شيئاً ،فقد انتقل إلى جامعة أخرى و من ثم انتقلت عائلته إلى إحدى المدن . 

وقد أنهيت سنتي الجامعية الأولى و لم يكن لي صديق واحد طول تلك المدة, أصبحت أنام كثيراً و لا أرغب أن أحدث أحد ،و بعد نهاية السنة الأولى عدت إلى بيت جدي حيث علمت منهما أن مصطفى قد انتحر ، لم أحزن و لم أبكِ لا أعلم لماذا، ولكن لم أتوقع أن تنتهي صداقتنا هكذا ، والآن أنا يائس كثيراً و أشعر أن لي ذنب كبير في هذا الأمر ..

تاريخ النشر : 2016-07-02

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى