تجارب من واقع الحياة

هل هي معجزة؟

بقلم : سليمة

عندما أشعر بمرارة الحياة وأبدأ بالإعتراض على نصيبي في الدنيا ولأخفف عني وطئة الحياة أذهب لليوتيوب أو أقرأ عن محبة الله للعباد أو أقرأ قصص لأشخاص عن تفريج الكربات لأشعر بالراحة، وعسى أن تكون قصتي تثلج ما بصدر القارئ وتزيد من الأمل بداخله.

قبل خمسة عشر عام أصبت بسكري والحمدلله كنت أخاف الذهاب إلى دكتور العيون للكشف على عيني! لأنني في كل مره أذهب فيها للدكتور الخاص بعلاج ومتابعة حالتي يحولني إلى قسم العيون ولا أذهب خوفاً من الكشف ، لأن مرض السكري له مضاعفات من بينها (المياه البيضاء) وتعد من أخطر المسببات في ضعف النظر وتحدث في كل مرة يرتفع فيها السكري عن المعدل طبيعي وتصور يا صديقي أن السكري دام معي خمسة عشر سنة وكنت أشعر أن النظر ضعيف جداً فقبل ثلاثه سنوات عملت نظارات وكانت درجة نظري 7 أي أن نظري قّل.

المهم قبل مدة قصيرة قمت بتشغيل احد الفيديوهات الخاصة بأعراض وجود الماء البيضاء على العين وكما كنت متوقعة أن الأعراض 77% منها موجوده عندي وكانت الساعة الواحدة ليلاً كمية الوجع والتعب النفسي والضعف لا حدود لها (ولله الحمد) كنت أقول في نفسي كيف ستكون أول عملية لي كيف ستكون عيوني بعد العملية هل سأتحمل الوجع!!

ذهبت لأصلي ركعتين لوجه الله وأقسم أنني لم أستطيع حتى التحدث من شدة البكاء وكنت أشعر بعظمة الله وكنت أستشعر أنني حبة غُبار أمام صحراء فأنا لليوم لا أعلم هل بكيت لأجل حالي أم بكيت لعظمة المولى وأقسم أنني شعرت بأن الله ينظر إلي ، ويعلم ما بي من وجع وسبحان من لا تخفى عليه خافية!

ذهبت للدكتور وكنت أردد : (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه) وعندما دخلت للدكتور قال لي سأكشف على درجة النظر تم أرى إن كان السكري أثر على العيون، بعد الانتهاء كنت مهيئة نفسيا مما أخافه! حتى اني كنت قد حددت أي طبيب سيقوم لي بعملية سحب المياه البيضاء من العين ..
ثم قال لي دكتور أن درجة عينك 9\10 وأن عيونك سليمة لا يوجد بها شيء.. فأستغربت من كلامه وقلت له قبل ثلاثة سنوات قال لي أحد الاطباء أن لديك مياه بيضاء بشكل طفيف جدا ولازم يتم سحبها وقال أن درجة عيني سبعة .. وأنا أهملت هذا الموضوع

قال لابد أنه أخطأ في الكشف.

أقسم أني رجعت للبيت وأنا أبكي ، كمية الشعور لا توصف ، لا أعلم إن كنت أبكي من الفرح أم كنت أبكي بشعوري برحمة الله بي

صديقي إن ضاقت عليك ستفرج ستفرج .. أقسم لك

زكريا قال لربه قد وهن العظم وإشتعل الرأس شيباً وإمرآته لا تلد في شبابها وقد دعا ربه دعاء خفياً ولم يجهر به ومع ذلك أعطاه الله غلام إسمه يحيى إن ربي كريم وأنا لا أجزم أن ما حصل لي معجزة كما كتبت بعنواني بل من الممكن أنه نتيجة خطأ الأطباء في تشخيص درجة عيني و أنا أعاني من كمية طفيفة من الماء الأبيض بعيني جعلتني أستلذ ما أعطاه لي ربي من نعمة لإستشعاري لعظمة رب كون.

guest
10 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى