تجارب من واقع الحياة

وجع في قلبي

أهلا .. أنا شاب في نهاية العشرينيات . جئت اليوم وأريد أن أحدثكم عن تجربة مررت بها تركت مرارة في حلقي ووجعا في قلبي وشرخا في حياتي لن يجبره الزمن .

قبل عدة سنوات كنت في آخر سنة في المرحلة الثانوية، كنت شابا مرحا نشيطا مجتهدا نوعا ما . خرجت قبلها بفترة من علاقة حب لم تدم طويلا . صحيح أنها أوجعتني وأحرقت قلبي لكن ليس لدرجة أن أرهن حياتي تحت ظلالها . المهم تعرفت في حصة التربية البدنية على فتاة ليست من المدرسة التي أدرس فيها . كانت قد أتت لقريبتها التي تدرس معي، جذبتني .. جذبني جمالها، عيناها، ابتسامتها . وحاولت بعدها بشتى الطرق أن أجد حسابها على الفيسبوك، رجوت قريبتها أن تأتي لي به، بالبداية رفضت وبعدها لانت لأعرف لاحقا أنها من أعطتها الضوء الأخضر .

إقرأ أيضا : وجع الخيانة

تعارفنا .. وشيئا فشيئا توطدت علاقتنا، كانت أكبر مني بسنة، تعيد السنة الأخيرة في مدينتي إذ أنها تقطن وعائلتها في مدينة أخرى .

نجحت هي وعادت لمدينتها واستأنفت دراستها بالجامعة . ورسبت أنا واتجهت للحياة العملية . ورغم ذلك لم تنقطع علاقتنا، كنت أزورها مرة في السنة، واتفقنا على الزواج عندما تتحسن الظروف .

ولكن ظروفي لم تتحسن، كنت أعول عائلتي مع والدي، وبعدها توفي ليترك لي ولأخي المسؤولية، وللامانة لم يكن هذا العائق يوما، كنت أستطيع تدبر أمري لولا والدها الذي كان يريد زوجا لابنته ذو وظيفة رسمية ومرتبا شهريا ثابتا لدى القطاع العام . ليضمن لها حياة كريمة عاشتها طيلة حياتها معه . لم أجد وظيفة، سعيت بكل جهدي لكن أغلقت الأبواب بوجهي . أعمل مهنا مختلفة وحرة .. لكن وظيفة حكومية أضحت حلما في زمن الفساد و المحسوبية والرشاوي .

مرت سبع سنوات وأكثر، تخللتها مشاكل وفراق وعودة، لكننا تمسكنا ببعضنا كانت وفية، تفهمتني ورضيت بي وبظروفي كما أنا . رغم اعتراض قريباتها و أمها أيضا التي كانت لها فكرة عن علاقتنا .

إقرأ أيضا :حبيبي الذي تركني

ذهبت السنة الفارطة لوالدها لخطبتها لكنه رفض . حاولت دون جدوى . ماذا كنت سأفعل؟، هل نهرب سويا؟، هل أتركها هاربة طيلة الزمن ؟، هل أقطعها عن عائلتها؟ إلى جانب أن تربيتي وأخلاقي لا تسمح لي بذلك . فما كان مني ورغم دموعها وكسرة قلبي إلا أن أتركها . إلى متى ستنتظرني؟، قاربت على الثلاثين من العمر ورفضت كل خاطب تقدم لها لأجل حب مستحيل بفضل والدها .

تركتها منذ أشهر لكني تركت معها كل مخططاتنا وأحلامنا وأمانينا . تركت معها الحلم ببيت مستقر وهانئ يملؤه الدفء والمحبة ، تركت معها قرار الزواج للأبد . وها أنا ذا وحيد بقلب مكسور وذكريات تدمع عيني كلما استحضرتها .

نصيحتي لكم إياكم والحب . فإنه لايجلب سوى الوجع و الضعف .

التجربة بقلم : أحمد

guest
55 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى