تجارب من واقع الحياة

وهم العالم الإفتراضي

السلام عليكم رواد موقع كابوس . لقد كان سبب دخولي لعالم الإنترنت هو مللي الشديد وعدم وجود أي شيء أفعله في حياتي ، وشعوري الدائم بالوحدة . إلا أنه أصبح كابوسا بالنسبة لي . ظننت أني هربت من واقعي لكنني في الحقيقة دخلت في وهم أسوأ .

نعم لا أنكر أنني استفدت كثيرا بقراءة الكتب والتعلم ، لكنها أيضا لم تسد الفراغ والوحدة في روحي . أصبحت محطمة بسبب الأخبار التي أقرأها كل يوم في الإنترنت . أخبار تصف عالمنا التعيس الذي نعيش فيه وكم هو قاسي . عرفت أن العالم ليس ورديا كما هو في مخيلتي .

وبدأت أخلق لي شخصيات وهمية بأسماء مستعارة وأتحدث مع أناس مجهولين . حتى أنني أحيانا أكاد أصدق أنني تلك الشخصية التي صنعتها في العالم الإفتراضي! . وذلك من شدة إتقاني للكذب ! .

إقرأ أيضا : تجربتك في الإنترنت السفلي

وفي كل مرة أتوب الى الله وأعزم ألا أعود لهذا الفعل ، و أحذف حساباتي من هذا العالم الإفتراضي . لكني بعدها أشعر بالوحدة والرغبة في التحدث مع البشر . و أعود مجددا لهذا الكذب . حتى بسبب أفعالي هذه يراودني الشك أن هاتفي لصبح مخترقا أيضا .

كم كنت أتمنى لو كان هنالك أشخاص أتحدث معهم في الواقع ، لكني عشت طوال حياتي في المنزل ولم أخرج منه . ليس لدي صديقات ولم يتقدم لي أحد للزواج ، وكيف يتقدم لي أحدهم للزواج وأنا لا أخرج من المنزل ولا يعرفني أحد ولا اعرف أحدا ؟ . أشعر أنني سأموت وحيدة بلا زوج ولا طفل ولا صديقات .

أما أهلي فمنذ أن ولدت وهم في مشاكل مستمرة وفي طلاق وشقاق . لم يحبني أحد منهم ولم يجلس أحدهم يوما معي ليتحدث معه كابنته !! . نعم أنا ممتنة لهم لأنهم لم يقصروا معي في المسكن والملبس والمأكل . لكنهم قصروا معي في أشياء أخرى ،

هل تعلمون أنهم لم يعلموني حتى ديني ؟! . لقد تعلمته بنفسي وكان السبب في ذلك أشخاص في هذا العالم الإفتراضي . تعلمت ديني بسببهم ، لقد من الله علي بذلك . لكن هؤلاء الأشخاص أيضا اختفوا ولم أعرف بعدها عنهم شيئا آخر . أحيانا أفكر أن الله أرسلهم لي لكي أعرفه وانتهت مهمتهم .

وأنا اليوم أيضا سأفعل ما سأفعله في كل مرة . سأتوب و أحذف حساباتي من عالم الإنترنت وأرجو ألا اعود هذه المرة . وأرجو أن يشغلني الله بما يبدد الوحدة التي تقتلني .

التجربة بقلم : مينا محمد

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى