لم أعد احتمل (1)
رأى شخص طويل جداً يكاد رأسه أن يوصل إلى السقف و لونه أسود |
في الفجر تحديداً أكتب لكم قصتي ، لطالما عانيت منها كثيراً عند انتقالنا إلى بيتنا الجديد ، ففي عام 2013 م انتقلنا إلى البيت الجديد بسبب الظروف الواقعة في بلادي ، فقد أُصيب أبي برصاصه طائشة أي لا نعلم من أين أتت ، و لذلك انتقلنا إلى بيتنا الجديد حرصاً على سلامة أمي و أخوتي الأخرين ، دعونا نبدأ من بدأيه القصة
قبل بناء البيت كانت أعمدة و سور وغرف مبنية فقط من الإسمنت في الجدران – بناء جديد – مكونة من طابقين ، كنا نناوب عليها لكي لا تُسرق الأغراض منها ، فكنت أنا و أخي نتناوب في الليل و بينما إخوتي ينامون في البيت الأخر (الأول) ، فأنا أنام في الطابق الثاني و أخي ينام في الطابق الأول و نظل نراقب طيلة الليلة وننام فقط ساعات محدودة ، و في الصباح يأتي عمال البناء
بدأت أول ليلة طبيعية جداً ، نسيم وهواء بارد وصوت الرياح ، و في الليلة الثانية أخبرت أخي بأنني سوف أنام في الطابق الأول و أدعه ينام في الطابق الثاني ، و بسبب أن الطابق الأول يجب أن أكون متأهب لكل شيء فأحسست بمعاناة أخي فنمت في الطابق الأول ، و كالعادة فرشت فراشي على الأرض واستلقيت على جنبي الأيمن فنومي ثقيل و لا أنام إلا بعد ساعات ، أغمضت عيني و بعد تقريباً نصف ساعة أحسست بالبرد الشديد و كأن الغرفة أصبحت باردة ، و كذلك أحسست أن هنالك أحداً بالطابق الأول لأنني نمت في الغرفة المجاورة لمدخل البيت
نهضت من مكاني بكل حذر وأخذت سكيناً و بكل حرص توجهت إلى الباب أنظر بنظرات خافته إلى لباب لكي أرى من هناك ، لكني لم أرى أحداً أبداً ، فتشت الطابق الأول بالكامل و صعدت إلى لطابق الثاني خوفاً على أخي ، رأيته نائم ولا أحد عنده ، فاطمئن قلبي وعدت إلى فراشي ، وكعادتي استلقيت على جنبي الأيمن و بعدها بلحظات سمعت خطوات أقدام فأخذت السكين من على جنبي الأيسر و نهضت مسرعاً بناحية الصوت ولم أرى أحداً أبداً ، فانتابني الفضول ماذا هنالك ، ماذا يحصل ؟
عدت إلى فراشي وعيناي مفتوحتان والسكين بيدي ، و مرة أخرى سمعت الخطوات و في هذه المرة سمعتها و كأنها بالغرفة المجاورة لي ، نهضت مسرعاً متوجهاً بناحيتها ، و لم أرى أحداً ، استمر الوضع على هذه الحال حتى أذان الفجر ، صعدت إلى الطابق الثاني لكي أرى أخي و أيقضه لصلاه الفجر ، نهض أخي من مكانه وتوجهنا للمسجد ، جلست أقرءأالقرآن حتى قامت الصلاة ، انتهت الصلاة و عدت و أخي بجانبي ونحن متوجهين إلى البيت ، فسألته : هل تسمع صوت خطوات أقدام أو شيء ؟
فقال لي : نعم ، لقد سمعته في الليلة الأولى في الطابق الأول ، و عندما وصل العمال إلى المنزل ، ذهبنا إلى بيتنا الأول و قصصت على إمي و أبي ما يحصل لنا ، قال لي أبي : خذ هاتفي ففيه الرقية الشرعية و قم بأرسالها إلى هاتفك و شغلها بجانبك قبل أن تنام ، فعلت كما طُلب مني و أختفى صوت خطوات الأقدام كلياً
و كالعادة لم أنام أبداً فشككت و كبر الموضوع جداً حتى أصبح اهتمامي الكبير ، ذهبت إلى شيخ المسجد و قصصت ما حصل معنا ، قال لي : تعوذ من الشيطان الرجيم و أقرأوا القرآن الكريم عند ذاهبكم إلى البيت و عند نومكم و تحصنوا دائماً ، ففعلت ذلك و لكن الأمر تكرر ، و كان بجوارنا حوش كبير و بداخله أشجار ساسبان ( أشجار الشوك ) فقال لي أخي : قد تكون الأرض التي نبني عليها قد ملكاً للجن ، فضحكت ضحكة شريرة و قلت له : نعاني من المنزل الأول والأن نعاني هنا ، كفاك من هذه المواضيع فرأسي متعب منها جداً ، و إذا كنت خائف سوف أنام عندك ، قال لي : لا عليك فأنا لم أعد طفلاً
سارت الأمور على ما يرام حتى انتهت أعمال البناء و أصبح المنزل جاهز للسكن ، و هنا بدأت الأحداث تتوالى ، فقد كنا ننام موزعين على الغرف و تسبب لنا هذا بالعديد من المتاعب فقد كنا نسمع أصوات الأقدام و تطور الأمر إلى دق الجدران من الأسطح ثم تطور الأمر بظهورهم أمامنا ، و ذات مرة كنت نائم لوحدي فأتت إلي أمرأة بهيئة أمي و أيقظتني من نومي بدون أي سبب يُذكر ، و ذهبت معها إلى المطبخ و أشعلت الضوء ، و أنا كنت مستغرب جداً لأنها ليست أفعال أمي ، و عندما أشتعل الضوء اختفت فجأة ، فأصابني الخوف الشديد لكنني تمالكت نفسي و بدأت أتأقلم مع كل ما يحصل
في يوم الأيام نام أخي في الصالة و رأى شخص طويل جداً يكاد رأسه أن يوصل إلى السقف و لونه أسود و بدون ملامح في وجهه ، نهض أخي من مكانه ينظر إلى الشخص الواقف ثم أختفى ، تكرر الموقف 3 مرات حتى أنتقل أخي لكي ينام في الطابق الثاني ، لقد خفت عليه و لم أسمح له أن ينام لوحده ، صعدت إلى الطابق الثاني و نمت بجانبه ، و لكن هذه المرة تأخر أخي في الصعود إلى لطابق الثاني لطبيعة عمله ، فقلت في نفسي : علي أن أنام لأنني متعب ، و عندما هممت بالنوم أحسست بأن أحداً يحوم حولي
لم أعر للموضوع أي اهتمام ، و فجأة سمعت أصوات ضحك تأتي من خلفي و صفق باليدين ، لم أهتم أبداً بل قلت : فلتعمل ما تشاء لم أعد أهتم ، و عم الهدوء المكان و ارتحت قليلاً ، عاد بشكل عدواني و ضرب الفراش سحبه عني بقوة ، أرتعش كل جسمي ، و لا أخفي عليكم حتى شعري أرتعش وأصبح مرتكز من شدة الخوف ، بدأت بقراءة المعوذات و الكرسي و بدأ كل شيء يهدأ ، و من بعدها نمت نومه لم أنم مثلها من قبل
و في اليوم التالي أخبرت أخي بكل ما حصل و قلت له : لا أريد أن أنام هنا مرة أخرى لأن الغرفة مطلة على الحوش المجاور لبيتنا ، إن أردت أن تأتي معي لغرفة أخرى فمرحباً بك ، ذهبت للغرفة الأخرى لأنام و تكررت معي نفس الأحداث و لكن بصوت حمار يضحك ، قسم بالله أني لا أكذب عليكم ، فقلت : كفى ، رأسي سينفجر ، ماذا تريدون ؟ تريدوننا أن نخرج من البيت أم ؟ ، و فجأة سمعت دك أو ضرب على الجدار و بقوة ، فقلت : لن أخرج فهذه أرض الله و بيننا الصباح ، لا أعلم كيف نمت فقط نمت ، و نهضت بالصباح مخبراً أبي ، لم أعد أحتمل وجودهم أبداً يا أبي ، و كنا نتحدث أنا و أبي و لم تنهض أمي بعد , فاستغربت و سألت أبي : ما بها أمي ؟
قال لي : أنها مريضة ولا أعلم ما بها ، أخذتها إلى المستشفى وأجرينا الفحوصات و لم تظهر النتائج أي شيء يُذكر ، كتب لنا الدكتور أدويه لتهدئتها من مرضها ، استعملت الدواء و مر أسبوع و لم يحصل لها أي تحسن ، أصبحت حالتها أسوء
حينها سمعت من جيراننا بأن هنالك معالجة زارتهم لكي تعالج أبنهم , فأبنهم نظر من النافذة بالليل باتجاه الحوش المجاور لبيتنا ، لأن بيت جيرانا يرتفع عنا 6 طوابق ، والولد نظر بالليل من الطابق الأخير (6) فأصابه بالمس ، وعندها عالجته هذه المرأة بسور من القران الكريم ، فطلبت مها أمي أن تعالجها ، أتصلت عليها قصت عليها ما يحدث مع أمي ، فزارت منزلنا مع المغرب و دخلت عند أمي ، حدثت أمي و قالت لها : بأنها أُصيبت بالعين
أخبرتها أمي بالأحداث التي تحصل في بيتنا ، فتفاجأت المرأة و قالت لأمي : و جيرانكم كذلك يعانون مثل ما تمرون فيه ، و قلت لهم : بأن هذه الأرض يسكنوها الجن من حارة كذا وكذا إلى الحارة كذا وكذا ، أي بحولي 30 كم مربع و هي مساحة شاسعة جداً ، و بعدها وصفت لأمي العلاج المناسب لها ، و بعد ثلاثة أيام شُفيت و الحمد الله ، , لا أريد أن أطيل عليكم ، سوف أكتب من وقت إلى أخر حول ما يحصل في بيتنا و بيوت الجيران ، في أمان الله و حفظه.
تاريخ النشر : 2018-08-23