حكاية لم أجد لها عنواناً
كان يطعمها ويغير لها ملابسها وهي كانت تؤذيه حتى في عمله |
غضب أبي لفعلتها و تركها في المنزل بمفردها ليوم ، ولكنه عاد ليفكر ماذا يفعل ، فلم يجد حل إلا الزواج ، فتزوج من أمرأة فكانت تضربها كثيراً ، و مرة صبت على يدها قليل من الماء المغلي لكي تتوقف عن أفعالها ، فذهبت أختي إلى أبي و مثّلت ببراعة و قالت : أنها ضربتها وسكبت الماء المغلي عليها وحرقتها بالولاعة في ذراعها ، و أخيراً سقطت مغشي عليها ، فبعد ذلك المشهد طلق أبي المرأة ، و هذه المرة لم يتزوج و تركها عند عمتي ، ودارت الأيام ولم تحتملها عمتي أيضاً وسلمتها لأبي هي الأخرى ، ماذا أقول لكم لوصفها ؟ أنها ليست طفلة بل شيطانة متنقلة ، هذا ما قاله كل من جالسها ، دعا أبي الله أن يحل مشكلته و لم يخيب الله دعائه ، و ألتقى أبي بأمي و تزوجا و ربتها أمي من سن الثالثة والنصف حتى 22 عام وتحملت كل ما كانت تفعله بحجة أنها يتيمة ، و لكن كانت أمي سترميها خارج المنزل لفعلتها البشعة التي كانت ستفعلها بأختي وهي صغيرة ، حيث أنها كانت ستغتصبها ،
ولكن لحقتها أمي في اللحظة الأخيرة ولم تتضرر – الحمد لله – فهدأها أبي ، و قالت له أمي : ستبقي بشرط أن تكون بعيدة عني وعن أبنتي ، فوافق أبي و وضعها في غرفة لوحدها ، وكان هو الذي يدخل لها الطعام ، أما أنا عندما ولدت أحبتني وكانت تلعب معي ، لا أعرف لماذا لم تؤذيني ، كانت تحملني طوال الوقت وتضحك معي ، هذا ما قالته أمي ، كذلك أخي ، ولكن عندما كبرنا قليلاً صارت تكرهنا بعدما طُردت من المدرسة لفقع عين صديقة لها رفضت اللعب معها ! أصبحت تمزق لنا ثيابنا ، في ذلك الوقت أمي ضربتها كف على وجهها و عندما رأتها ذهبت
وقالت لأبي : أن أمي ضربتها و كانت سترميها من الشباك و حبستها في الحمام ، اندهشت أمي من كذبها ، فقالت لأبي : أنها لم تفعل هذا ، و صدقها أبي لأن أمي لا تكذب أبداً ، وقالت : أنها مزقت ثيابنا ، فضربتها كف فقط و تلك المرة هي التي تعاقبت ولم يسمح لها بتناول الطعام إلى أن تعتذر لأمي و لكنها فلم تفعل ! و ذهبت بعدما ناموا جميعا وأكلت كل الطعام الذي في الثلاجة ، وحل الصباح وعندما سألتها أمي ، أجابت بكل برود و وقاحة : لم أكل شيء من طعامك البشع ، فلم تتمالك أمي أعصابها فأمسكتها من شعرها و ضربتها كف واتصلت بأبي و أخبرته أنها لا تريدها في المنزل ، لم يجد أبي حلاً سوى أخذها عند طبيب نفسي ، فذهب بها ولكن لم يجدوا بها أي شيء ! و قال الطبيب لأبي : أن أختي تكرهنا كثيراً .
و أخبرتنا بالموقف وهي تكاد تموت من الضحك ، حقاً لا أعلم ماذا تكون إنسانة أم شيطانة متنكرة ! كبرت قليلاً وهربت إلى بيت احدى البنات اللوات كانت تلعب معهن بالشارع ولبست مثلهن كي لا نعرفها ، لكن أمي عرفتها و كان حينها عمرها 12عام ، و عادت إلى البيت وحبست في غرفتها ولكنها بعد حوالي عامين هربت مجدداً حينما دفعت أمي و هربت ، حينها كنا في المدارس و أبي في عمله ، و ظلت لمدة ثلاث سنوات خارج البيت عند أشخاص سيئين يبيعون المخدرات و كانت تساعدهم ، و لكن كما يُقال الدنيا غرفة و صالة ، صادفتها احدى رفيقات أمي واختبأت و رأت مكان عيشها و أخبرت أمي ، حينها ذهب أبي برفقة أعمامي للبيت الذي دلتهم عليه المرأة و وجدوها هناك عند سيدة في مقتبل العمر شكلها لا يوحي بالخير و أمرأة عجوز يبدو عليها الطيبة كانت أم الولد الذي أحب أختي أو الشيطانة،
لا أعرف ماذا أسميها ! قبل زواجهم بأيام قُبض عليه بسبب قتله لشخص ما ، كان أبي سوف يقتلها هناك ولكن أعمامي امسكوه إلى أن يجروا الكشف الشرعي لها ، وافق أبي و رأسه مطأطئ في الأرض و دموعه التي نزلت كالسيول و هو يقول لها : لماذا فعلتي هذا ؟ الجميع بكوا إلا هي لم ترد وذهبت إلى الغرفة و أقفلت عليها ، ذهب اليها أحد أعمامي الكبار وجلس معها و بعد ربع ساعة خرج معها و قال : أنها ستذهب معه لأنه يعرف تهور أبي الذي قد يقتلها ، فوافق أبي.
و بكل وقاحة رفعت على أبي دعوة قضائية لتسجنه بأشياء لم يفعلها ، و خالتها كانت تساندها بذلك بحجة ضربه لها عندما هربت وذهبت مع ذلك الشاب الذي لقي جزاؤه بالسجن المؤبد ، وأيضاً ألصقت بأبي أثر الجروح التي سببتها لها زوجة أبي الأولى ، ولكن الشرطي كذبها وقال لها أن هذه الجروح منذ وقت طويل ، و رفض سجن أبي عندما رأه ، لأن الشرطي كان قريباً لأبي و يعلم بالقصة ، و قال لها اذا رأى وجهها هناك مرة أخرى سيسجنها ، و ذهبت مع خالتها التي ساندتها في الظلم ور فضت العودة لأبي و نظرت له باحتقار مما دفع أمي إلى ضربها و شدتها من حجابها الذي كانت تخرج منه شعرها ، فأبعدها أبي عنها وخرج مع أمي وهو في غاية الحزن ، بعد عدة شهور وجدنا خالتها تتصل بوالدي و تعتذر له كثيراً وبكت لأنها لم تعرف حقيقتها و ظلمت والدي معها ، سامحها والدي و أخبرته أنها حقاً بشعة وأخذت أموال الحج الخاصة بها و أعطتها إلى الشاب السيء الذي كانت ستتزوجه ليهرب من السجن و يتزوجها ،
و توسلت لأبي أن يأتي و يأخذها ، فأخذها أبي وجاء بها لنا وعاشت معنا تمزق ثيابنا وتشتمنا و نحن لا نرد عليها ، لكن طفح الكيل بأمي بعد أن ألقت مكياجها لتعاقبها ، ولم تقف عن أفعالها بل زادتها سوءاً إلى أن فتحت الغاز علينا عندما كنا نائمين وكانت ستقتلنا و ترحل ، و لكن لطف الله أفاقت أختي الكبرى و هي تصرخ عندما رأتها تلبس وتحضر حقيبتها فأسرعنا جميعاً إليها و وجدنا الشقة مليئة بالغاز و في سريرها علبه الكبريت ، فانفجر أبي غاضباً وضربها ، و أمي كانت تدافع عنها رغم ما فعلته ، و لكنها كانت تشتمها و تقول لها : أكرهكم جميعاً ، و في الأخير أرسلها أبي لتجلس عند عمي إلى حين أن يأتي لها أبن الحلال الذي أمه داعية عليه و يأخذها ، و كان في هذا الوقت شاب يعرف أبي و راها معه ذات مرة فجاء وطلب يدها منه فوافق أبي و زوجها منه ،
و هي كانت تريده رغم أنه لا يملك شقة لكنها قالت : سأنتحر إن لم أتزوج منه ، فزوجها له وعاشت مع حماتها ، و منذ ذلك اليوم لم تسمح لها أمي بالدخول لمنزلنا و لو مرة واحدة ، بل لم تكلمها أبداً لما قالته عنها لحماتها من ضرب و إهانة و حبس ، ولكن انقلب السحر على الساحر كما نقول ، وطردتها أم زوجها هي و زوجها خارج البيت لأنها لا تجلس ثانية واحدة إلا اذا جلبت معها ألف كيلو من المشاكل ، وكانت تعلم حماتها أنها تفتري علي أمي لأنها أمرأة تستطيع معرفة اذا كان الشخص يكذب أم لا ، و فيما بعد قال أبنها : أن أمه تعمل أسحاراً للناس و قد عملت لزوجته عدة أسحار و له سحرين و وجدهما وفكهما لأنه شيخ ، لكنه لم يجد سحر زوجته الذي سيجعلها تُجن من الأحلام والأشياء التي تراها حتى الأن ، هل رأيتم نهاية الذي يفتري على الناس ؟ أوقعها الله في شر أعمالها ، حقاً إن الله عزيز ذو انتقام يمهل ولا يهمل.
تاريخ النشر : 2020-10-03