العرس الملعون – حالة مس جماعي
انتشرت قصة العرس المسحور كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي |
( الفرح فرح أثنين .. و الباقي منجنين ) مثل قديم تتداوله الجدات في القرى معبرات عن فرحة أهل العروسين وتعبهم في تجهيزات العرس و توترهم ، ربما أكثر من العروسين نفسهما ، فالفتيات يتمايلن في أجمل حُلة و زينة بعد قضائهن ساعات مطولة لدى محلات الأزياء و صالونات التجميل ، و أهل العروسين يرتبون أمور مكان الحفل والولائم والمشروبات الباردة والقهوة المرة ،
بدأ الفرح بشكل طبيعي و كل الجميع سعداء |
والضيوف من أهل القرية والأقرباء يرقصون ويهللون ، والشباب يشكلون حلقات الدبكة والرقص الشعبي و يسترقون النظرات لحسناوات الحفل ، و صوت الأغاني والأهازيج يكاد يصل إلى عنان السماء ، و لكن ما لم يتوقعه أي مردد للمثل هو أن يتحقق بالمعنى الحرفي فيُصاب العروسان بالجنون و ينقلا عدوى جنونهما إلى المدعوين.
أجل عزيزي القارئ ، لا تتفاجأ فهذا ما حصل تماماً في إحدى حفلات الزفاف المقامة في أم الدنيا .
عزبة عفيفي ؛ محافظة الدهقلية ؛ مصر ، كانت القرية يوم الجمعة ذاك مبتهجة بحفل زفاف الشاب وهبة سامي ، و المدعوون في قمة البهجة و مظاهر الفرح تعم المكان حتى لحظة تقديم أقداح من مشروب التمر الهندي البارد من قبل البوفيه ، وهذا ما فاجأ بعض المدعوين كون هذا المشروب ليس تقليدياً في حفلات زفاف العزبة ، و لكن جفاف الحلق من كثرة الغناء والزغاريد لم يترك مكاناً للتساؤل ، فقام العروسان و بعض من الأقرباء بالشرب لأروا ظمأهم غير مدركين بأنهم شربوا كأساً من حميم سيصيبهم بمس شيطاني جماعي ،
تقديم أقداح من مشروب التمر الهندي البارد |
حيث و بعد ما يُقارب الربع ساعة أُصيب العريس بإعياء و تقيؤ شديد ، و أصيبت العروس بحالة من التيبس فأصبحت كأنها صنم جامد بلا روح – مع العلم أنها أُصيبت بإغماء قبل ذلك – و وقعت أم العريس كأنها جثة هامدة ، رغم أنها منذ ثوان كانت ترقص و تزغرد أمام ولدها ، و أغشي على أم العروس و بدأت مظاهر الإعياء وحالات التقيؤ والإغماء تُصيب الكثير من المدعوين ، و كان كل من يستيقظ من إغمائه يتحول إلى مجنون بكل معنى الكلمة،
و فجأة أُصيب العريس بإعياء و تقيؤ شديد ، و أصيبت العروس بحالة من التيبس |
فبعضهم بدأ بتبادل الضربات والعراك نساءً و رجالاً ، و البعض الآخر بدأ بالصراخ و العويل ، و قامت قريبة للعريس برمي حجابها أرضاً و شد شعرها و تقطيعه حتى سالت الدم من رأسها ، و خرجت إحداهن من الفرح هائمة على وجهها ، و عندما سألوها عن وجهتها ؟ قالت لهم : سأذهب إلى المقابر ! و جميع المصابين بدأوا بالتحدث بلغات عجيبة وأصوات غريبة تشبه فحيح الأفاعي ، و بعض النساء أصبح صوتهن رخيماً كأصوات الرجال.
انتشرت الفوضى بين المعزومين فبعضهم بدأ بتبادل الضربات والعراك نساءً و رجالاً |
عمّت حالة من الهستيريا الفرح وأصاب الرعب من بقي بعقله ممن لم يشربوا كأس التمر هندي الملعون ، و هنا عرف من لم يتأثروا بأن تلك السيدة الملعونة سحر .ح . ش المدعوة بظاظا و التي خرجت من الزفاف بعد إهدائها للعروس ٥٠ جنيهاً كنقوط زفافها ، حيث أصيبت العروس بإغماء بعد أخذ المبلغ منها ، هي المسؤولة عن توزيع ذلك الشراب ، و أنها حتماً قد وضعت شيئاً فيه انتقاماً من أهل القرية الذين يكرهونها و دائماً ينعتونها بالدجالة بسبب ممارستها أعمال السحر والشعوذة.
ولكي يوقفوا الهرج من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة قرروا إدخال العروسين إلى منزلهما ، و لكن العروس كما أسلفنا كانت كالصنم ، و بعد عدة محاولات من العريس و طلبه أن تسير لاصطحابها إلى البيت غضب منها وهجم عليها و راح يوجه لها اللكمات والضربات بكل عنف ممزقاً فستانها الأبيض.
حامت الشكوك حول سحر المدعوة بظاظا كونها ساحرة ( صورة رمزية) |
و في هذه اللحظات قرر خال العريس (السيد عبد الجواد) أن الوضع أصبح مستعصياً و مخيفاً و يجب أن يلجأ لأصحاب الصنعة والخبرة ليتلقى هؤلاء الأشخاص العلاج المناسب من الجنون الذي أصابهم ، فقام باستدعاء شيخ راق ليبطل هذا العمل ، و بعد حضور الشيخ و قيامه بقراءة القرآن ، أعلن بأن المصابين قد تعرضوا لنوع قوي من المس و بعضهم يصعب علاجه و قد يأخذ وقتاً طويلاً ، حيث كان عدد المصابين ممن فشلت التلاوة في شفائهم مباشرة١٧ مصاباً ، و قال الشيخ : أنه يجب أن يتلقى هؤلاء الأشخاص علاجاً ممتداً لعدة أيام،
و لكن و في اليوم الرابع من العلاج – بعد الفرح – أظهر الشيخ تفاجئاً و تعجباً و قال : أن شياطين الجن الموكلين بالسحر قد تلقوا دعماً ، و أن السحر أصبح أقوى و أصعب ، حيثأ إحدى السيدات المصابات و المعروفة برجاحة عقلها و اتزانها حاولت الانتحار بشكل متكرر ، و حتى أن أحد الرقاة و هو من أئمة القرية أُصيب ببعض الضرر وصار يتخيل ويهلوس و يُصاب بنوبات من عدم التركيز ، وهنا أعلن بعض أهل القرية عن رؤية شخص يعرفونه و يحضر أحياناً من محافظة الجيزة إلى منزل ظاظا و قد أعلنوا عن رؤيتهم له ليلة البارحة الساعة ٢ فجراً و معه عدد من الديوك الحية ، و عند سؤاله ، قال : بأنه كان مدعو من قِبل ظاظا و زوجها على العشاء.
قام أهالي القرية الغاضبين باحراق سيارة الضيف الغريب و زوج ظاظا ( صورة رمزية) |
قام أهل المتضررين بربط الأحداث معاً و تأكد لهم بعد هذا الكلام تورط ظاظا و مساعدة هذا الضيف المعروف أيضاً بممارسة الشعوذة لها ، و هنا توجه أهل القرية إلى منزل ظاظا و قاموا بإحراق سيارة الضيف و سيارة زوجها وسط أصوات عالية لمعاقبتها و أخذ حقهم منها.
أتصلت ظاظا بالأمن مستنجدة بهم ، و حضرت قوات من ضباط المباحث بقيادة المقدم أحمد فريد رئيس المباحث إلى مكان الحادث مع فوج من الإطفاء حيث تم إطفاء النار وإعتقال ٨ أشخاص متورطين بإشعال النيران ، و عند التحقيق معهم أقر المتهمون بأسباب ارتكابهم لهذا الفعل ، وهنا تم إلقاء القبض على ظاظا وزوجها و ضيفها ليرتفع المعتقلون إلى ١١ معتقلاً ، و قد حُكم عليهم بالسجن ١٥ يوماً على ذمة التحقيق.
اعتقلت الشرطة عدداً من المتهمين بالقضية |
انتشرت قصة العرس المسحور كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي و خصصت له قنوات و صحف عدة مكاناً ، مثل قناة المحور و صحيفة الوطن ، و تم توثيق الحدث عن طريق شهادات شهود عيان و منهم خال العريس نفسه ، و الذي أقر في لقاء مع إحدى الصحف المحلية بأن ظاظا هي سيدة تزوجت من نسيبه منذ ١٨سنة لتكون زوجته الثانية ، و بعد فترة طلقها زوجها وهجر أبنائه ال٦ و باع أرضه و ميراثه.
وأنه عُرف عنها ممارستها للسحر والشعوذة و اتصالها مع الجن السفلي ، و لهذا السبب كرهها أهل القرية و راحوا يلقبونها بالدجالة ، مما دفعها للانتقام من أهل زوجها لكونهم أول من قام باتهامها بذلك ، فحضرت إلى زفاف وهبة و حدث ما ذكرناه سلفاً.
أقر المتهمون ال٨ بالتهم الموجهة لهم و ذلك بسبب تخريب ظاظا فرحهم والقيام بسحر أدى لعدم قدرة العريس أن يدخل على عروسه ، بل و عنفها وضربها و مزق حلمها الأبيض ليلة فرحة عمرها ، و قد قال العريس المسكين عن مأساته : إن ما حدث في الفرح من علامات الساعة ؛ و لن يُنسى في الدنيا كلها ، ففي لحظة تغير فرحي إلى معركة و ضرب و صراخ دون أي سبب معروف ، فأمي التي كانت ترقص من شدة الفرح وجدتها فجأة مرمية أمامي على الأرض ، وأختي راحت تضرب أبنة عمي ، و أبنة عمتي نكشت شعرها.
قامت ظاظا بسحر أدى لعدم قدرة العريس أن يدخل على عروسه |
وهكذا عزيزي القارئ أكون قد نقلت لك وبكل أمانة حالة مس شيطاني جماعي نادرة جعلت الكثير يتسألون : هل يمكن أن تُصيب لعنات السحرة جماعات كاملة و ليس أفراداً فقط ، وهل يمكن أن يكون مفعولها بهذه السرعة والقوة حتى أطاحت بمدعوي فرح كامل بدقائق معدودة ؟ و هذا ما أجاب عنه الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف ،
حيث قال : إن السحر موجود في القرآن الكريم ، و لكن كل ما يستطيع أن يقوم به الجن هو تغيير الحالة المزاجية بين الزوجين ، و لا علاقة لحالة المعازيم بذلك ؛ إن الجن لا يستطيع تحريك شيء أو أن يصيب الإنسان بمرض ، و أن السحر لا يؤدي لعمل مادي ، و مهما عمل الساحر لن يضر إلا بإذن الله ، لافتاً إلى أن ما حدث في الفرح كان حدثاً مادياً و ليس روحياً !.
و بقول عبادة عزيزي القارئ ننهي مقالنا وننتظر منكم تحليلاتكم الذكية وآرائكم الكريمة على ما حصل في حفل الزفاف الملعون هذا ، و هل سمعتم يوماً بقصة مشابهة لما حصل في هذا الفرح ؟ و هل تظنون كما قال عبادة بأن العارض كان مادياً أكثر منه روحانياً ؟.
مصادر :
بعض المواقع الإخبارية المصرية والعربية
يوتيوب.
قناة المحور.
تاريخ النشر : 2020-12-29