قصص الافلام

الأمل عندما يكون مفتاح الحياة

بقلم : روح الجميلة – أرض الأحلام

أثارت القضية ضجة كبيرة
أثارت القضية ضجة كبيرة

– أعتقدت أنك وأمي قد تكونان مشغولين … ولكن يجب القبض على الرجل السيء … لقد تأذيت وتألمت  … لذلك ، اتصلت للتو بالطوارئ ، بنفسي ..

كان يرتدي سروالا بيج وسترة بها جيوب كثيرة … الرجل السيء … يجب أن يقبض عليه  …

كنت بجوار المدرسة … أنا أشعر بالنعاس  يا أبي ، لكن ماذا لو نسيت التفاصيل؟

القصة الحقيقية

blank
المجرم اثناء اطلاق سراحه

تعرض أشهر مغتصب أطفال في كوريا الجنوبية للرشق بالبيض من قبل حشد غاضب طالبوا بإخصائه عندما أطلق سراحه من السجن يوم السبت (12 ديسمبر) بعد أن أمضى 12 عامًا خلف القضبان.

حضر حوالي 150 محتجاً عندما وصل تشو دو سون  68 عاماً ، إلى منزله في مدينة أنسان (جنوب غرب سيول ) مع إرسال حوالي 100 من ضباط الشرطة للحفاظ على النظام والحفاظ على سلامته.

هتف سكان ونشطاء ومستخدمون على يوتيوب كلمات تدل على أنهم لم ينسوا جريمته .. أعدموه و خصوه و أطردوه من مدينتنا .. بينما خرج شو من السيارة برفقة رجال الشرطة.

لا يزال الغضب العام يتصاعد ضد الرجل ذو الشعر الرمادي ، الذي اغتصب بوحشية وشوه فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات في عام 2008 م، لكنه حُكم عليه بعقوبة أخف لأرتكابه الجريمة تحت تأثير الكحول – وهو دفاع شرعي في كوريا الجنوبية.

وكان المدعون قد ضغطوا وقتها من أجل الحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. كان لدى تشو 17 إدانة جنائية أخرى منذ عام 1972م ، من الابتزاز إلى السرقة والاغتصاب والاعتداء .. صرخ الناس بشكل يقشعر له الأبدان ، عندما حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة 12 عاماً ، معتبرين أن الحكم متساهل للغاية بالنسبة للصدمة التي لحقت بضحيته الصغيرة .

blank
كانت الفتاة في طريقها الى المدرسة

كانت الفتاة البالغة من العمر ثماني سنوات تسير إلى المدرسة في صباح يوم 11 ديسمبر 2008م  ، عندما اختطفها تشو وسحبها إلى حمامات عمومة في كنيسة قريبة قام بخنقها وضربها حتى فقدت وعيها ثم اغتصبها بطرق مختلفة. كما عذبها ، مما تسبب في أضرار جسيمة لأعضائها السفلية ، وتركها تموت بعد أن حاول إغراقها في الماء ليجعلها تفقد وعيها. بعد ذلك حاول إزالة آثار الحمض النووي الخاص به من خلال إقحام ماسورة داخلها وأضرّ بجسدها كثيراً لدرجة أن أمعائها خرجت وحاول إعادتها مجددا داخل جسدها. فقدت الطفلة نتيجة ذلك 80% من قولونها لدرجة أنها احتاجت إلى تحويل مجرى البراز إلى كيس خارجي تعيش به طوال حياتها تنتيجة الضرر البالغ الذي لحق بأعضائها الداخلية الأمر الذي تطلب ثمانية أشهر على الأقل من العلاج المكثف للطفلة ومنذ ذلك الحين ، تم تصنيف الضرر الدائم الذي لحق بجسدها على أنه إعاقات من الدرجة الثالثة ،  ونجت الفتاة من الهجوم بعد خضوعها لعملية جراحية أستمرت ثماني ساعات.

وسرعان ما ألقت الشرطة القبض على تشو ، الذي تم العثور عليه ملطخا بدماء ضحيته بملابسه وحذائه.

لكنه أصر على أنه لا يتذكر شيئاً لأنه كان مخموراً. كتب : “أنا لست وحشاً مريضاً يغتصب فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات” .. 300 مرة دفاعًا عن نفسه.

حتى الشرطة وصفته “كاذب أصلع الوجه” ولم تنطلي عليهم حيلته ولكن كما ذكرت سابقاً القانون الكوري كان متساهلاً للغاية مع مرتكبي الجرائم الجنسية.

blank
المجرم لم يرحم صرخات وتوسلات الطفلة المسكينة

أثارت القضية ضجة كبيرة لدرجة أنها تحولت إلى فيلم حائز على جائزة أسمه Hope ، أجتذب 2.67 مليون مشاهد في عام 2013م

رفض النشطاء التراجع ، وقدموا آلاف الالتماسات على مر السنين للمطالبة بتغيير القوانين..

اجتذب الالتماس الذي تم تقديمه في ديسمبر / كانون الأول 2017 ضد قبول عودة تشو إلى المجتمع أكثر من 600000 توقيع.

ومع اقتراب يوم إطلاق سراحه ، توجه الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج ، بعضهم دعوا له بالموت ، بينما تداول آخرون رسائل حول  “كيف تطعن تشو في مكان يؤلمه إذا صادفته”.

قيل إن زوجة تشو ، التي دافعت عنه علانية قائلة إنه شخص مؤدب يقوم بجميع الأعمال المنزلية ولم ينفث غضبه أبدًا ، انتقلت من منزلها الشهر الماضي بسبب اهتمام وسائل الإعلام المفرط وشكاوى الجيران. لكن الشقة الجديدة على بعد كيلومتر واحد فقط من المنزل القديم..

قال والد الضحية في مقابلات إعلامية سابقة إنهم لا يستطيعون الابتعاد ، حيث اعتادت ابنته ، البالغة من العمر الآن 20 عاماً، على الاعتماد على أصدقائها وزملائها والمعلمين.
وكشف أيضاً أن ابنته تضطر إلى ارتداء حفاضات في المنزل ، حيث لم تعد قادرة على التحكم في أمعائها بشكل صحيح بسبب تلف أعضائها أثناء الاغتصاب

blank
الاف الناس تجمعوا للتنديد باكثر شخص مكروه في كوريا

وأضاف أنه لا يمكن للأسرة إلا مشاهدة الرسوم المتحركة للأطفال في المنزل معاً ، حيث تنهار ابنته عند سماع أي شيء عن الجرائم الجنسية ضد النساء والأطفال..

وصرح أيضاً بحزن وألم وتسأل “كيف يمكن أن يعود تشو دو سون إلى مدينتنا ، حيث تعيش ضحيته؟”

ولم تقتصر صدمة نا يونغ على الأضرار الجسدية التي لحقت بها. ولكن حتى على الصعيد النفسي أيضاً وكل ما بقي معها هو ذكرياتها المحيطة بالمحاكمة ، والتي اضطرت خلالها للشهادة عدة مرات أمام المعتدي عليها، وتذكر أيضاً أسئلة محامي الدفاع لها: “هل شممت أي رائحة كحول عليه؟” و التي قالت بدورها نعم لبرائة طفولتها . على الرغم من أنها كانت تقول الحقيقة ببساطة ، علمت لاحقاً أن شهادتها الصادقة أدت إلى تخفيف عقوبته.

معلومات عن الفيلم

الفيلم كوري جنوبي من أنتاج2011م  ، الميزانية المستخدمة كانت منخفضة ، ولكن الفيلم نجح بإيصال الفكرة بطريقة ناجحة من تصوير وأخراج وخصوصاً أنها مستوحاة من قصة حقيقية ..

ملخص قصة الفيلم

المقطع الترويجي للفيلم

تبدأ الأحداث بتوضيح طبيعة حياة الأسرة العاملة من الطبقة المتوسطة ، الأب المنشغل دائماً بعمله حيث نادراً ما يستطيع التحدث لعائلته ، أما بالنسبة للأم فهي أم عادية جداً حيث أنها تسمح لأبنتها بالخروج كما تشاء برفقة أصدقائها واللعب معهم وهي أيضاً منشغلة بإدارة متجر العائلة والمنزل ، ولكن سرعان ما تتغير الأحداث في صباح أحد الأيام في جو كئيب ماطر ، أثناء مشي الفتاة الصغيرة البالغة من العمر 8 أعوام للمدرسة بمفردها (مع العلم بإن المدرسة قريبة جداً) ، تتعرض للأختطاف والضرب الوحشي والأغتصاب في موقع بناء قديم ومهجور  ، ولحسن الحظ كانت الطفلة تملك هاتف فاتصلت بطوارئ ، تم العثور عليها وهي على وشك الموت وبسرعة البرق تم نقلها إلى المشفى لتلقي العلاج ، ولكن الصدمة لا تتوقف هنا بل عندما أندفع والداها لمعرفه ماذا حل لأبنتهما العزيزة ووقع الأمر عليهما كالصاعقة عندما تم إبلاغهما من قبل الأطباء أن فرصتها الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي الخضوع لعملية جراحية لإزالة الأمعاء لأنها متضررة وتجهيزها بكيس متصل بالقولون ، أصابات جسدية خطيرة تعيش على أثرها أصابة دائمة ، ولم يقتصر الأمر على جروحها الخارجية بل أيضاً حتى جروحها الداخلية والنفسية كانت متأثرة بالحادثة بطريقة مؤلمة ، طفلة بريئة بعمر الزهور كيف ستتمكن من تجاوز الأمر والعودة لحياتها الطبيعية .

– جدتي كانت تقول عندما تشعر بالأحباط “أنا سوف أموت”
لكن الأن أعتقد أنني أعلم ماذا تعني..
– أنا سوف أموت ، أنا سوف أموت ، ماذا تعتقدين أنها تعني ؟
– لماذا ولدت !  

تناول الفيلم دور العائلة وأهميتها حيث شعر الأب بالمسؤولية أكثر ،  في مرحلة ما أصبحت سو وون تخشى الرجال حتى والدها شعرت بالخوف منه، لذلك أصبح  يتنكر بزي شخصية كرتونية هي تحبها ويذهب ليلعب معها وهي لم تكن تعلم أن هذا والدها ، دوره كان رائع جداً حيث لعب دور الأب العطوف حاول وفعل المستحيل ليعيد ولو بشيء بسيط البسمة والضحكة على شفتي أبنته ، أما بالنسبة للأم هي الأخرى أبدعت بدورها من خلال شعورها بالذنب والتقصير ، حيث شعرت بأنها  كانت تستطيع أيقاف الأعتداء أن أوصلت طفلتها للمدرسة بنفسها ، كانت عاطفة الأمومة قوية جداً ومع القليل من العثرات والضعف تمكنت من تجاوز تلك الفاجعة .

– من بين جميع اطفال العالم …
لما حصل هذا لفتاتي الصغيره .؟!
أتمنى ان يحصل نفس الشئ لكل الأطفال فى العالم
لان عندها ، لم تكن سو وون بهذا الآلم الكبير 
ماذا سأقول لأبنتي عنما تكبر ..

ولا ننسى الأداء المتميز للفتاة الصغيرة البارعة التي أسرت الجميع بدورها ..تسلسل الأحداث و تعافي الطفلة البريئة تدريجياً كان هو جوهرة الفيلم ..

الفيلم أيضاً حاول تقديم رسالة للمشاهدين أنه مهما حدث لحياتنا نحن نعيش لكي نرسم ابتسامة .. ونمسح دمعة.. ونخفّف ألماً ولأن الغد ينتظرنا وليس ببعيد.. والماضي قد رَحل فقد تواعدنا مع أفق الفجر الجديد ، ستكون حياتنا أجمل

في النهاية

كلنا لدينا قلب ، لدينا جميعاً مشاعر وآمال … أحثكم بأقصى درجات الصدق والإخلاص على رؤية “الأمل” بأي ثمن. سوف يشكرك قلبك وعقلك على ذلك.

من أروع الأفلام الكورية التي شاهدتها حتى الأن ، فيلم يتناول قضية حساسة جداً ومؤلمة ومؤثرة في نفس الوقت .. لذلك أنصح بمشاهدته .

مصادر :

– Hope (2013 film)
– Cho Doo-Soon, Real Life Criminal Of The K-Movie ‘Sowon’
– Pending release of South Korean man convicted of raping 8-year
– Who is Cho Doo-soon – S.

تاريخ النشر : 2021-01-20

guest
82 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى