تجارب ومواقف غريبة

تجارب واقعية من أرض فلسطين 10

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

تجارب واقعية من أرض فلسطين 10
كان الصوت الأتي من خلف الأشجار مرعب جداً

 أعزائي رواد موقع كابوس السلام عليكم ، سأروي لكم اليوم قصة تحمل في طياتها أحداث غريبة ومتسارعة وقعت في أواخر تسعينات القرن المنصرم لشابين وهم أبناء عمومه أحدهما يسمى علي والأخر عبدالله ، فما هي تلك الاحداث ؟ إذاً فلندع الشابين يخبروكم بتفاصيلها :

يا له من يوم حافل بالعمل يا عبدالله فقد نال منا التعب ولم يعد بالمقدور بدل المزيد فلنؤجل العمل ليوم غد ، وأنا أوافقك الرأي يا علي ، هيا يا شباب يكفي اليوم ولنذهب للمنزل ، ولكن أين وليد لماذا هو ليس موجود بيننا ؟ اه ها هو ذاك ، أين كنت أيها الرجل ؟ فقال وليد : هيا أسرعوا فلنهرب من هنا بأسرع وقت ، ولماذا يا أخي ؟ فقال وليد ل: قد شاهدتني الشرطة الإسرائيلية عندما كنت أتسوق بعض الأغراض ، فنادوا علي ولكني هربت منهم وهم الأن في أثري وسوف يقتحمون علينا المكان في أي لحظة ، اللعنة عليك يا رجل لقد جلبتهم إلينا ونحن جميعنا لا نمتلك تصاريح عمل ، سوف نعتقل جميعاً هيا يا شباب فالنفر من هنا هيا

وما هي إلا لحظات حتى اقتحمت الشرطة المكان ، هيه أنتم توقفوا وإلا سوف نطلق النار ، لقد هربوا فلنلحق بهم ، هيه أنتم توقفوا ، يا إلهي الشرطة أسرع يا علي سوف يلحقوا بنا أسرع هيا ، وأنطلق الأثنان بسرعة البرق نحو الجبال ، أما زالوا يلحقوا بنا ؟ لا أدري يا علي ، أنتما توقفا وإلا أطلقت النار ، يا إلهي سوف يقبض علينا هذا الوغد ، أنظر يا عبدالله هناك بيت قيد الانشاء فلنختبئ بداخله هيا أسرع ، أنطلق الأثنان نحو البيت ودخلاه وقد تبعهم شرطي للقبض عليهم ، فلنختبئ أسفل النافذة لعله لا يرانا ، واذا دخل البيت وكان لوحده هذا اللعين فأنا سنفاجئه ونقضي عليه ، هل أنت مستعد ؟ أجل يا علي لا خيار أمامنا ، إذاً فليمسك كل منا بعصى ولنجعلها ترتوي من دمه ، هش أصمت ، أسمع خطوات قادمه نحونا ، أنه هو هذا اللعين ،

الشرطي : هل يوجد أحد هنا ؟ إذا كنتما هنا أخرجا بالحال ولا تحاولا فأنا مسلح ونحن نطوق المكان هيا للمرة الأخيرة اجيبا ، ثم تقدم نحو النافذة ونظر للداخل وقد كان علي وعبدالله أسفل منه لدرجة أنهما شاهدا سلاحه ووجهه وقد عزموا على الانقضاض عليه ، ولكن في تلك اللحظة يأتي صوت من جهاز الشرطي الصوتي يقول له : هل وجدت شيئاً ؟ لا يا سيدي لم أجد أحداً ، إذا يبدوا أنهم تمكنوا من الفرار هذه المرة ، هيا فلتعد فلدينا مأموريات أخرى ، حسناً سيدي ، أصوات خطوات تبتعد نحو الخارج ثم تختفي ، هنا يتنفس الشابان الصعداء الحمد لله الذي انجانا اليوم منهم لقد كادت الأمور أن تصبح أسوا ولكن الله سلم ، فلننتظر برهة من الزمن ريثما نتأكد من انصرافهم ثم نواصل المسير

ها يا عبدالله هل هناك أحد ، لا يا علي ، لا أرى أحد ، إذاً يبدوا أنهم قد ذهبوا فلنخرج من هنا ، ولكن بشكل حذر فالشارع الرئيسي لا يبعد عنا وإذا تمكنا من الوصول إليه أصبحنا بأمان ، هيا يا أبن العم ، خرج الشابان من الدار يسيران بترقب بحذر حتى استطاعا من الوصول إلى الشارع الرئيسي : أنظر يا عبدالله سيارة قادمة ، الحمد لله سنخرج أخيراً من هنا ، هيه توقف أرجوك الشرطة بأعقابنا فلتخرجنا من هنا أرجوك ، حسناً أركبا هيا بسرعة ، يبدو عليكما التعب ، يبدو أنكما تعرضتما للمتاعب ، لقد كدنا اليوم نعتقل يا أخي ولكن الله سلم ، لا بأس عليكما ارتاحا الأن ريثما نصل إلى قريتكم

 ومن شدة التعب والإرهاق أستسلم الشابان للنوم ولم يعلم السائق بذلك فوصل إلى القرية واجتازها بمسافه طويلة والشابان يغطان بنوم عميق ، وقد توغل السائق بطريق بري مخيف والشمس شارفت على المغيب ، فوصل السائق إلى نهر صغير مبني عليه جسر لمرور المركبات ، وهنا استيقظ علي فجأة ونظر للمكان وأدرك ما حصل فصاح بالسائق : توقف يا رجل لقد اجتزت قريتنا وابتعدت عنها ، فقال السائق : ولماذا لم تنبهاني ؟ فقال علي لقد غلبنا النوم من التعب ، فقال السائق : وما ذنبي أنا ؟ فقال علي لا عليك أنزلنا هنا وسنسير مع النهر وسنصل إلى منازلنا ، فقال السائق : هل أنت متأكد ؟ فالطريق التي أمامكم خالية ومقفرة وبعيدة في البرية والشمس قد شارفت على المغيب ، لماذا لا تنتظرا هنا حتى تمر مركبة و تقلكما إلى قريتكم ؟

فقال علي : لا عليك فأنا أعرف المنطقة جيداً ، فقال السائق : أنت وشأنك ، هيا يا عبدالله استيقظ أما زلت نائماً ؟ ها ما الذي يجري ، هل وصلنا ؟ نعم وصلنا وتجاوزنا أيضاً ، هيا أنزل ، هيا ، وهنا نزل الشابان من السيارة وواصلت مسيرها ، نظر عبدالله للمكان باستغراب وقال : ما الذي أتى بنا يا علي ؟ أليست هذه منطقة الخنزيرة ؟ فقال علي : نعم ، وما الذي أوصلنا لهذا المكان ؟ فقال علي : غلبنا النعاس حتى اجتزنا القرية واستيقظنا هنا ، وماذا سوف نفعل يا علي ؟ بسيطة سوف نأخذ طريقنا بمحاذاة النهر ، وما هي المسافة ؟ كيلو متر واحد ونكون وصلنا بيت أبو ابراهيم القريب من منازلنا ، فقال عبدالله : ولكني سمعت أن هذه المنطقة مليئة بالوحوش المفترسة والجن الكافر الشرير والشمس على وشك المغيب

 فقال علي : فلتطرد هذه الافكار الصبيانية من رأسك وهيا بنا تصرف كرجل ولو مره واحده ، فقال عبدالله : حسناً أنت القائد ، وبدأ الأثنان بالمسير في البريه المنعزلة وبدءا بالتوغل فيها أملين بالوصول إلى دار أبو ابراهيم ، فقال عبدالله : يا علي ألا تلاحظ أننا قطعنا مسافة كيلومترين وليس كيلو واحد ولكننا لم نصل إلى بيت ابو ابراهيم ؟ فقال علي : لا تقلق يا أبن العم أمتار قليلة وسوف تظهر لنا القرية ، ولكن لنسرع بالمسير فالدنيا اظلمت والساعة الأن تشير إلى الثامنة ، وأكمل الأثنان المسير حيث أصبحا في وادي مليء بالأشجار يقع بين جبال مرتفعة وبدلاً من اقترابهم من القرية أخذا يتوغلا في البرية أكثر ، يا إلهي يا علي لقد سرنا مسافة طويلة أين هو بيت أبو أبراهيم اللعين أجبني ؟

هنا بدأ القلق على وجه علي فقال لعبدالله : أصدقك القول يبدو أننا أضعنا الطريق يا أبن العم ، فغضب عبدالله من علي وقال : أنا الغبي الذي أتبعت مشورتك ، ليته قُبض علينا خير من هذا الموقف الذي نحن فيه الأن ، قل لي ماذا نفعل ؟ فقال علي : لا ادري ولا تصيح في وجهي ودعني أفكر ، سوف نخرج من هنا ثق بي ، أثق بك ها ، وهنا بدأت أصوت الذئاب يأتي من بعيد فأصيب الشابان بالرعب الشديد ، فقال عبدالله : كله منك لن نعود لبيوتنا مرة أخرى هيا هي الذئاب أحست بنا وهيا الأن تتهيأ لتناول وجبتها والتي هي نحن ، اسمع يا عبدالله لن نصبح فرائس لأحد فلنعود قليلاً للوراء ثم فلنخرج للوادي نحو الجبال فهذا أمن لنا فالوادي هنا خطير وبخاصة بجانب النهر حيث تأتي الوحوش للشرب ، فقال عبدالله : وهو كذلك ، إذاً فلنسرع هيا  

وبالفعل سار الأثنان في الوادي مسافة معينة ثم صعدا الجبل ، وعند وصولهما لمنتصف الجبل لاحظا وجود طريق ترابي يمتد من منتصف الجبل إلى قمته ، ففرح الشابان وقال علي : ألم أقل لك سننجو ، طريق ترابي يعني أننا قريبين من القرية ، فقال عبدالله : إذاً فلنسرع يا أبن العم ، وأسرع الأثنان بالمسير ، وفجأة توقف عبدالله عن المسير فقال علي : ما بك ؟ فقال عبدالله : ألا تسمع ؟ فقال علي : ما اسمع ؟ فقال له عبدالله : أني أسمع خطوات أحد ورائنا وكأن هناك من يتبعنا ، ما بك يا عبدالله أعدت للكلام الفارغ ؟ قلت لك هناك من يتبعنا لا ، عليك يا أبن عمي فلنواصل المسير ، عبدالله : هل تسمع أن كلامك صحيح فعلاً هناك صوت خطوات خلفنا وهي ثقيلة وكأن فيل يتبعنا

وهنا شعر الأثنان بالخوف وسرت في جسديهما قشعريرة فألتفت علي خلفه وصاح بصوت مرتجف : هل هناك أحد خلفنا ؟ أظهر نفسك ما الذي تريده منا ؟ ولكن لا أجابه ، وهنا شعر علي بيد عبدالله تدق كتفه فالتفت علي لعبدلله وقال له : ما بك ؟ فقال عبدالله:  أنظر أمامك ، فنظر علي وإذا بشيء يزحف على الطريق طوله حوالي المتر وعرضه نصف المتر ، صُدم الأثنان مما راوه ، فقال علي : يا إلهي ما هذا ، هل هو أفعى ؟ فقال عبدالله : أتوجد أفعى بهذا الشكل ؟ يا ألهي ما هذا ؟! وهنا رفع علي صخرة كبيرة وتقدم نحو الشيء وألقاها عليه ، فارتطمت الصخرة بجسده وأرتدت عنه وأصدر هذا الشيء صوت مرعباً ، تراجع الأثنان إلى الخلف

 ثم امسك عبدالله بحجر وألقاه على الشيء فأرتد الحجر عنه ، وهنا نظر الشيء نحوهما فأرتجف الشابان خوفاً ثم أخذ يزحف بتمايل حتى قفز بين الأشجار ، فقال عبدالله : بالله عليك فسر لي ما حدث ؟ فقال علي : لا أعلم يا عبدالله ، أول مره أرى مثل هذا الشيء ، فقال عبدالله : أتراه هو الذي كان يتبعنا ؟ فقال علي : لا أدري ، فلنواصل طريقنا ، وأكمل الأثنان بعدها الطريق ، فقال : عبدالله يبدو أن من كان يتبعنا قد توقف فلم أعد أسمع صوت خطواته اللعينة تلك أليس كذلك يا علي ، علي ما بك لما لا تجيب ؟ عبدالله : هل ترى ما أرى ؟ ماذا أرى يا علي ؟ أعلى التلة، هناك أعلى التلة ، ماذا يوجد هناك ؟ هاه يا إلهي نعم أراه يبدو أنه رجل ، هيه يا أخي هناك من أنت ؟ الحمد لله أننا وجدناك ، لقد تهنا عن الطريق ونريد أن نصل إلى قريتنا هلا ساعدتنا ، ولكن لا أجابه ، فقال علي : ما به هذا الرجل لا يجيب ؟ فلنعد عليه الأمر ، ولكن لا أجابه

 فقال عبدالله لعلي : يا بن العم هناك شيء غريب بهذا الرجل أولهما ماذا يفعل بهذا المكان المعزول ؟ وثانيهما لباسه ، أنظر إليه أنه يرتدي الملابس الفلسطينية القديمة التي كان يرتديها أجدادنا في بدايات القرن العشرين ، يا إلهي أيكون هذا الرجل ليس ، وهنا يصيح الرجل صيحه مرعبة ويبدأ جسده يمتلئ بالثقوب وبدأ الدم ينزف منه بغزارة وصار يصيح بألم شديد وكأنه يتعرض لأطلاق نار ، ثم قامت حوله فقط رياح شديدة وغبار وبعدها أشتدت الرياح بحيث لم يعد بالإمكان رؤيته ثم فجأة تلاشت الرياح والرجل معها وهدء كل شيء ، هنا أصيب الأثنان بالرعب لدرجة الهلع وانطلقا كالمجانين وبشكل هستيري نحو قمة الجبل وهناك وجدا مغارة فقال علي : فلنتوجه بسرعة نحو المغارة ولنحتمي بداخلها ، هيا أسرع يا عبدالله ، ولكن ألا تخشى وجود حيوان مفترس داخلها

 فقال علي : لا أبه لذلك فما رأيناه قد تجاوز كل الحدود ، دخل الاثنان المغارة وأنفاسهما تكاد تنقطع من شدة الخوف والتعب وبعد مدة هدء قليلاً فقال عبدالله : ألم أقل لك أن هذا المكان مليء بالوحوش والجان الشرير ، فقال علي : ليس وقت العتاب الأن يا عبدالله فما زلنا في خطر ، ولكن أنظر هل هناك أحد في الخارج ، فنظر عبدالله وقال : لا أرى أحد ، فقال علي : سنمكث هنا الليلة وفي الصباح نعود لديارنا ، فقال عبدالله : أجننت ؟ وأهلنا سوف يصيبهم القلق الشديد علينا ولا ندري ما يسكن هذه المغارة ربما هي وكر لاحد الوحوش الضارية المقيمة هنا ، فقال علي لا خيار أمامنا فقال عبدالله : أنت السبب في كل هذا لأجل عنادك أوردتنا المهالك اللعنة علي أنا الذي أطعتك ، فقال علي : قلت لك ليس وقت العتاب الأن وإذا كنت ، يا إلهي هل تسمع يا عبدالله ما أسمع

أجل أنها نفس الخطوات اللعينة عادت ثانيه ، يا إلهي هذا الشيء لا يريد تركنا لوحدنا ، وهنا بدأت الخطوات تصعد على ظهر المغارة وكانت ثقيلة لدرجة أن سقف المغارة بدأ بالاهتزاز وأصبح يتساقط منه بعض التراب والحصى ثم توقفت الخطوات في أعلى المغارة ، ثم بدأ صوت مرعب يشبه الزئير يخرج من هذا الشيء ، فقال عبدالله لعلي : ما الذي سوف نفعله الأن ؟ فقال علي أسمع سوف نتوجه ببطء شديد نحو باب المغارة ثم حتى إذا أصبحنا على مدخلها اندفعنا بسرعة كبيرة نحو الخارج ، هل أنت مستعد ؟ لا يوجد وقت للخوف الأن وهذا الشيء يبدو أنه سيفتك بنا إذا بقينا هنا ، وبالفعل توجه الأثنان نحو مدخل المغارة واندفعا بسرعة كبيرة نحو الخارج

 وهنا سمعا صوت الشيء يصيح خلفهما ، فقال علي لا تنظر خلفك يا عبدالله واستمر بالجري نحو ذلك التل فإنني أشاهد بعض الاضواء خلفه لعلنا نجد أحد هناك ليساعدنا ، وبالفعل أتجه الأثنان نحو التل وعندما وصلاه لم يجدا أحد هناك فأصيبا باليأس الشديد ، فقال عبدالله:  لم أعد ألومك يا علي يبدو أن هذا قدرنا أن نتيه في البرية وإذا جاء هذا الشيء فليفعل بنا ما يشاء ، ثم جلس الأثنان يلتقطا أنفاسهما ، وفجأة نظر علي إلى أعلى التل وقال : ولكن ما سر الأضواء هذه يا عبدالله ؟ سوف أطلب منك طلباً أخيراً فانت أقوى مني جسداً وأنا متعب ، أصعد التل وأنظر في شأن الأضواء ، فقال عبدالله مع أني متأكد أننا لن نستفيد شيئاً ولكن سأنفذ طلبك الأخير

هذا وبالفعل صعد عبدالله نحو أعلى التل وعند وصوله القمه صاح عبدالله صيحه عظيمة جعلت علي يموت خوفاً ، فقال : ما بك ؟ فقال : تعال أصعد يا أبن العم ، هيا أسرع ، وهنا كان النشاط دب في جسد علي فصعد التل وحين وصل تبين الأمر فإذا هي أضواء قريتهم وكان بيت أبو أبراهيم لا يبعد عنهم مسافة مئتي متر ، هنا صاح الأثنان من شدة الفرح وحظنا بعضهما البعض وبكيا من شدة الفرح ، فقال علي ألم أقل لك أننا سوف نصل وننجو ، ها هو بيت أبو ابراهيم ثم الأحراش فالملعب ، بعده منازلنا يا أبن العم هيا لنسرع بالذهاب ، هنا قال عبدالله : مهلاً يا أبن العم لدي رساله أريد أن أقولها ، فقال علي : ما هي ؟ فألتفت عبدالله نحو الوادي وقال :

أيها الوغد الذي تطاردنا إن كنت رجلاً فأرنا نفسك الأن أيها الجبان ، فقال علي هيا : يا عبدالله فلنسرع لبيوتنا وإذا سألك أحد قل له أنه تم اعتقالنا في العمل من قبل الشرطة ثم أطلقوا سراحنا الأن ، فقال عبدالله : نعم أوافقك الرأي فنحن لا نريد أن يعاتبنا أو يهزء بنا أحد ، أنطلق الأثنان بسرعة الريح نحو منازلهم فاجتازا بدأيهً بيت أبو أبراهيم ثم توجها نحو الأحراش ، وأثناء عبورهم أصاب الأثنان شيء من عدم الراحة ، فقال عبدالله لعلي : يا الهي لماذا عاد لي هذا الشعور السيء مره أخرى ؟ فقال علي وأنا والله كذلك

 ثم فجاه وإذا بأشجار الأحراش تهتز بشدة وكأن أعصاراً قد أصابها ، فقال عبدالله : يا إلهي ألم ننتهي بعد؟  وإذا بخطوات ثقيلة تمر بين الأشجار ثم كان شيء ثقيل ، ولكنه غير مرئي يقف على اسلاك الحديقة مما جعل الأعمدة الحديدية للشبك تنثني وأصبح الشبك يئن تحت ثقله ، ولكن دون أن يُرى من هو ، وفجأةه كأن شيء قفز من على الشبك فعاد الشبك لوضعه ، ذهل الشبان من الأمر وقال عبدالله لعلي : هيا بسرعة لم يبقى أمامنا سوى الملعب وبعدها نكون في منازلنا ، هيا أسرع ، خرج الأثنان من الأحراش وتوجها بسرعة نحو الملعب ، الملعب خالي يا أبن العم بسرعة فلنجتازه هيا لم يبقى شيء ، وفجأة وعند وصولهم منتصف الملعب وإذا بشيء ضخم يظهر أمامهم و يستلقي على أرض الملعب غير معروف ماهيته ، توقف الشبان ونظر بعضهم لبعض نظروا و تساؤل في حيرة : ما هذا يا أبن عمي ؟ قال علي

فقال عبدالله يبدو : أنه الذي كان يطاردنا يا أخي وما ، هي إلا لحظات حتى أنتفض ذلك الشيء قائماً واذا هو بشيء يشبه الأنسان ولكن بطول عملاق يبلغ الأربعة أمتار وكان وجهه تعتليه علامات الغضب بعدها أصدر الشيء صوتاً مخيفاً مرعباً وأنطلق بسرعة نحو الشابان ، هنا علي فقد وعيه وأغمي عليه فصاح به عبدالله : ليس الأن يا علي ، ولكنه نظر للشيء وأصبح قريب منه ، فقال لي عبدالله لا : أعلم يا أستاذ من أين جاءتني القوه ؟َ! فقد حملت أبن عمي كالريشة وانطلقت به مسرعاً نحو منزلي والشيء يجري خلفي وأشعر به يقترب مني ، و الله لأني أسمع صوت الحجارة تتكسر تحت قدميه الثقيلتين ، ودعوت الله بقلب خالص أن ينجيني من هذا الوضع الصعب

 وكأن الله استجاب لهذا الدعاء وما هي إلا لحظات حتى وصلت للمنزل وحين نظرت خلفي وإذا بهذا الشيء العملاق يمشي بين الاحراش ، والله يا أستاذ لقد رايته يمسك بالشجرة الضخمة الكبيرة بيده ويثنيها بيده حتى يلصقها بالأرض دون أن تنكسر ويفعل بالتي تليها والتي تليها حتى أختفى في الواد الذي جئنا منه ، لقد تبعنا هذا المارد طيلة الطريق حتى بيوتنا ولو أراد الفتك بنا لفعل ولكن الله سلم

 وهنا تنتهي قصة الشابان ، وهذه الأحراش قريبة من بيتي وهي نفس الأحراش الذي ظهر فيها الجني للحارس الذي كسر يده ، أما الأن فقد حُولت هذه الأحراش لمتنزه يقضي الناس فيه أمسياتهم ، ولكن صدقوني مع هذا كلما أمر من تلك المنطقة ليلاً أشعر بالخوف الشديد وكأن الشيء المخيف ما زال هناك ، هذه هي القصة كما وردت على لسان أصحابها وأرجو أن تنال إعجابكم ، والسلام عليكم.

تاريخ النشر : 2018-04-16

guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى