في حي مصر الجديدة

حكت لي أمي عن موقف غريب حدث معها و هي طفلة في سبعينيات القرن الماضي ، حيث كانت تعيش في حي مصر الجديدة مع والدتها وأخواتها 
كان وقتها حي مصر الجديدة حي نائي في ضواحي العاصمة و لا يسكنه إلا قليل من الناس و كان مليء بالقصص الغريبة ، وكانت أمي في العاشرة من العمر تقريباً و كانت تذهب كل صباح لتشتري وجبة الإفطار ، و في طريقها كانت تمر من طريق أسفل إحدى العمارات لتختصر طريقها و كانت كل يوم ترى هناك رجلًا مسناً رث الثياب يفترش على الأرض ، فكانت تعطيه ما يتقوت به و يصلب طوله من الطعام الذى جلبته. 

و في يوم مرت ولم تجده ولكنها وجدت فرشته التي كان يجلس عليها و فوقها قطع نقود فضية كانت تساوي مبلغ لا بأس به في هذا الزمن ، لقد كانت مصر جنة و بلد خير ، كان الناس تذهب و تجيء و لا أحد يرى النقود مع أنها أمام الأعين ، أخذت والدتي النقود ولم تخبر أحد و لم ترى أمي هذا الرجل مرة أخرى ، و لكنها كانت تجد المال في الصباح كلما مرت من هناك ، و لكن على أيام متفرقه. 

حتى جاء يوم و رأت جدتي رحمها الله المال الذى مع أمي ، فسألتها من أعطاك هذا المال؟ في البداية لم تجبها ولكن بعد الإلحاح و الوعيد أجابتها و بعدها اختفى فراش الرجل و المال مدة كبيرة 
و لكن في يوم من الأيام كانت أمي تلعب مع أصدقائها في حديقة المنزل و نظرت صدفة في مجرى الماء فوجدت العملات المعدنية مرصوصة بشكل مرتب والكل حولها وأيضاً لا أحد يراها غيرها ، ثم تكرر الحدث وجدت فوق سور الحديقة رصة لا بأس بها من النقود ، و لكن هذه المرة لم تصدق جدتي قصة أمي و ضربتها على يدها لتقول الحقيقة ،  فبكت وأقسمت أن ما حكته لها هو الحقيقة  ، وللأسف من بعدها لم ترى أمي هذه النقود مرة أخرى ، وأقسم لكم بالله أن هذه القصة حدثت فعلاً مع أمي و نقلتها لكم كما أخبرتني ، أليس أمراً غريباً ؟.