تجارب من واقع الحياة

حياتي تغيرت 180 درجة

بقلم : أحمد – المغرب

حياتي تغيرت 180 درجة
في الآونة الأخيرة بدأ مزيج من الخوف التوتر والانزعاج يخالجني

 السلام عليكم و رحمة الله ، أنا أحمد من المغرب ، طالب جامعي ، أنحدر من أسرة تتكون من 5 أفراد ، أنا ، أختي ، والدي ، ثم أخي الكبير ، تعمدت كتابة اسم أخي على هذا الترتيب لأنه محور هذا الموضوع . على كل حال كنا نعيش حياة عادية طبيعية و كل يسير على خطاه يعمل من يعمل و يدرس من و يدرس إلى أن…

في الآونة الأخيرة بدأ مزيج من الخوف التوتر والانزعاج يخالجني – أعني بالآونة الأخيرة الثلاث سنوات الماضية – كما قلت في البداية أخي سيكون محور هذا الموضوع لذلك سنقوم بتقريب الصورة و وضع المجهر على حياته في الثلاث السنوات السابقة بعجالة

 أخي الكبير تغير 180 درجة منذ ذلك العام الذي لم يحصل فيه على البكلوريا وكانت هذه الصدمة الأولى ليس عليه فحسب بل للعائلة أيضاً ! فقد كان شاب ذكي طموح و خلوق ، مرت تلك السنة عصيبة علينا ، هاتف والدي مغلوق طيلة الوقت خوفاً من تعليقات العائلة والأصدقاء أللاذعة ، بالنسبة لأخي لم يعد يخرج إلى الحي إلا نادراً و حين يخرج يغيب لوقت طويل جداً و يرجع لينام بملابسه أو ليقوم في وقت متأخر لمشاهدة التلفاز ، كانت هذه الصدمة الأولى ، حسنا لننتقل إلى الصدمة الثانية ..

دخل أخي إلى مركز التكوين المهني عل و عسى يستدرك أمره ، عند نهاية الامتحانات لذلك العام طلبت منه أمي الاستطلاع على النتائج لأنه كانت قد علقت النتائج لكنه كان كل مرة يضللها ولا يدخل للبيت إلا قليلاً فقد كان ينام في بيت بالسطح (العلية) ، مع مرور الوقت اكتشفنا بأنه لم يذهب للامتحانات حتى ! كان يقضي وقته مع أبناء الحي مدمني السيجارة العاطلين عن العمل ، مضى عام أخر و هو على هذه الحالة النفسية المضطربة و الغير المستقرة لا يكلمنا أو يعيرنا اهتماماً ، نومه كثير و كلامه قليل ، أصبح لا يذكر الأشياء جيداً.

العام الثالث ، ضاقت عائلتي ذرعاً من تصرفاته اللاأخلاقية و الفوضوية و طرقات الباب المتواصلة طوال اليوم لأبناء الحي ، تزامنت هذه الأحداث مع مروري بامتحانات البكالوريا ، لقد أثرت و بالطبع هذه الأحداث علي لكنني عملت بجهد لأتجاوز الامتحانات ، لم يبد والداي أي فرح أو سرور بنجاحي و كأن شيئاً لم يحصل ، فقد كانوا يعتصرون ألماً على أخي الذي أصبح غريباً عليهم بعدما كان الولد المعروف في العائلة بأخلاقه بتفوقه الدراسي ، لقد أصبح غريباً فقط ! نعم بهذا المعنى

 بالنسبة لي فقد قررت أن أتابع دراستي في جامعة بالعاصمة الرباط لأستقر مع جدتي ريثما أجد بيتاً للإيجار مع الطلبة ، لأتفاجأ بخبر رغبة والدي في الانتقال إلى هنا العاصمة ، لم يستطيعوا الابتعاد عني أو مفارقتي كما أنهم رغبوا في تغيير المكان ليبتعدوا عن ذلك الجو الكئيب ، مر شهر انتقلنا فيه و قد تغير حالنا قليلاً فأخي أصبح يعمل مع شركة للحراسة ، على الأقل انشغل بشيء ما ، هذا ما قاله والدي حينما كنا نتعشى وأخي في العمل – كان يعمل بالليل –

تيسرت الأحوال و عادت أمي لبهجتها المعتادة و عدنا لحالنا الأول حياة طبيعة و جميلة ، هكذا كانت قبل أن يخرج أخي من العمل بعد مرور شهرين كاملين ليعود إلى السيناريو القديم ، النوم طيلة النهار لا يكلم أحد و لا يسمع كلام والدي ، هذه الأيام يبالغ كثيراً في الخروج ، أعني كل ربع ساعة في اليوم ليل أو نهار ، كما أنه يدخل كثيراً إلى المرحاض – أكرمكم الله – الوضع يتأزم شيئاً فشيئاً ، و هو لا يبذل جهداً للبحث عن عمل

 من فضلكم ما الحل و كيف علي التعامل مع كل هذه الجو الكئيب و التوتر المستمرين بسبب أفعال أخي ؟.

تاريخ النشر : 2018-12-22

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى