شبح الفرنسي
قتل أبي أمّي بضربة المهراس !! .. |
هذه التجربة واقعية و حصلت عندما كنت صغيرا في بيت جدّي، في شارع سكنه القادة العسكريّين الفرنسيّين. و قد اغتيل أغلبهم في بيوتهم إبّان ثورة التحرير . هناك قضّيت طفولتي إلى أن بلغت سنّ الرشد .
كنت أعيش مع جدّتي و أخوالي . و كان بيت جدّي شاسع لذلك كنّا نتشاركه مع الجيران بالمدينة . سبق و سكن بيت جدّي سفّاح فرنسي اسمه “فيرال مارلون” . و قد اغتيل في بيته هو وصديقه، أحدهم بالرّصاص، و الآخر ذبح . ثمّ علّق كلاهما في ساحة البيت .
عندما كنت صغيرا، و بعد كلّ آذان مغرب، كنّا نسمع وقع أقدام فوق سطح المنزل لمدّة قصيرة . و بعد كلّ صلاة عشاء، نسمع عزف لآلة موسيقيّة و طرق على النافذة . و كان خالي دائما ينكر كي لا أخاف . و في اللّيل، كنّا نسمع صوت شخص في المطبخ وكأنّه يطهوا و يردّد :
« Fiolity Je vais te brûler parce que tu mas laisse » لم أفهمها إلّا بعد زمن . و معناها : ( فيوليت سأحرقك لأنّك هجرتني )
في أحد الأيّام، سمعنا صراخ في بيت الجيران . منعني خالي من الدخول . أذكر أنّ جارنا كان يصرخ و يقول : « لقد رأيته .. لقد كان فيرال » . أدخلوني البيت مع أبناءه و قد كانوا مصدومين . فقال أحدهم و كان من أترابي : « لقد قتل أبي أمّي بضربة المهراس !! فجّر لها رأسها حتّى خرج دماغها من رأسها !! »
و قبل وصول الشرطة، انتحر الأب طعنا بسكّين بعدما صرّح لنا الجيران أنّه كان يرى فيرال مشوّها وهو يهاجمه . و في يوم الحادثة، أمسك بأوّل شيء كان أمامه و هو المهراس و دافع عن نفسه . و لم يعلم أنّه ما قتل إلّا زوجته المسكينة !!
حصلت هذه الحادثة عندما كنت في السابعة من عمري . و تكرّرت في عدّة بيوت من الحيّ بنفس التفاصيل تقريبا . كان يوما غريبا لم أستوعب شيئا منه . و بعد زمن، فهمت أشياء كانت مخفيّة و حتّى الان لايزال “فيرال” موجودا . و يبرهن لنا كل يوم على ذلك ….
تاريخ النشر : 2019-04-08