تجارب من واقع الحياة

أنا شبح

بقلم : فاطمة الزهراء – المغرب

عندما تتخطى مرحلة صعبة من حياتك ، أكمل الحياة كناجٍ وليس كضحية

 

لماذا العنصرية في حياتي بشكل كبير ؟ أنا فتاة عمري 14 عاماً ، يعاملونني في المنزل كالخادمة ، أمي تترك لي تنظيف المنزل وجلي الملابس و الصحون والطبخ وتدريس أخواتي لي ، عندما أعود من المدرسة لا أنفك عن العمل وأحياناً أنام الساعة 1 ليلاً لأنني أدرس في أوقات متأخرة جداً ، أواجه أحياناً الأرق والتعب وأتمنى أن لا أستيقظ على العذاب في اليوم التالي وعند الساعة 5 صباحاً أقوم بأعداد الفطور للعائلة وبعد أنهائهم أجلي الصحون وأذهب للمدرسة ،

أنني مستغربة أنا لم أتلقى أي إطراء في حياتي ولا حتى على شهادتي الممتازة في المدرسة ، أنني غيورة وأشعر بالغيرة لأنه أخي الكبير ينال الأطراء بأنه مسكين يعمل وأكيد أنه يشعر بالتعب والأرهاق ، أخي يترك غرفته متسخة وأنا أنظفها ، أخي كل شيء يفعله أخي يلقى أستحسان الجميع ، أنني أعمل كذلك ولكن لا أحد يرحمني في هذا المنزل ولا ألقى أي تقدير ، الذين في عمري يشعرون بالكآبة على أتفه الأسباب أما أنا عشت حياتي على خدمة الجميع ولا يحق لي سوى قول سمعاً وطاعة منذ سن العاشرة ،

لقد أصبحت أرى نفسي كالشبح لا أحد يراها لا أحد يتحدث معها حتى عن كيف كان يومي لا يسألون ، أمي إلى السوق والأعراس تشتري لها ولأخواتي ، أحياناً أتمنى أن تتذكرني ولكنني لست بالقائمة ، وأبي أنني أهاب التحدث إليه أتحاشى النظر إليه لأنه كان يضربني ويحبسني وأنا طفلة ، الشيء الوحيد الذي حفظته منه (أسمعي كلام أمك) ويتردد في ذهني ، أنا كتبت قصتي لكل فتاة في هذا الموقع تشعر أن حياتها سيئة فلتنظري لقصتي الحياة جعلت تفكيري أكبر من عمري بأشواط الحياة دروس قد لا تتعلمينها من والديكِ ولكن تجدينها هنا في الواقع تعلمين من يحبكِ ، من يكرهكِ ، من يجعلكِ تموتين في اليوم مرتين ،

أنني أصبحت هزيلة و أصبحت أشعر أن حياتي ليس لها معنى ، ولكنني أيقنت أن ربي لم ينساني لأنه هو من أتي بي على الدنيا وأن لم تشرق الشمس لي اليوم ربما غداً ، أتطلع للأفضل فأنا أفضل مائة مرة من أناس آخرين قد أبكي اليوم وغداً سأفرح ، قيل : عندما تتخطى مرحلة صعبة من حياتك ، أكمل الحياة كناجٍ وليس كضحية ، أتفهم ؟.

تاريخ النشر : 2019-10-15

guest
48 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى