تجارب ومواقف غريبة

تجارب واقعية من أرض فلسطين 30

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

وإذ بنا نرى رجل يمر من أمامنا فارع الطول ، كبير الذراعين ، أرجله كحوافر الماشية وعليها شعر كثيف
وإذ بنا نرى رجل يمر من أمامنا فارع الطول ، كبير الذراعين ، أرجله كحوافر الماشية وعليها شعر كثيف

السلام عليكم أعزائي الكابوسيين ، انقطعت عنكم فترة من الزمن بسبب ما نمر به من ظروف عصيبة ولكن الله المستعان ، المهم جئتكم اليوم بعدد من القصص قد سمعتها من أصحابها مباشرةً أثناء سفرنا في سيارة أجرة ، حيث أنه بالصدفة كان جميع من السيارة يحمل في جعبته قصة غريبة قد حدثت معه أو مع أحد أفراد عائلته ، وأنا في هذه المرة كي لا تشككوا في مصداقية ما أنقل لكم فسوف اذكر اسم الشخص الراوي للقصة و بلده والمصداقية تبقى على عاتقه ، فلنبدأ بحول الله.

القصة الأولى :

يرويها محمد أبو ماضي من مدينة الخليل ، يقول محمد : سأروي لكم قصة غريبة قد حدثت مع زوجتي العام الماضي وقد تجدون صعوبة في تصديقها ، فقلنا له : لا عليك ، فقط حدثنا بالتفاصيل.

فقال : أنا رب عائلة مكونة مني و من زوجتي وطفلي البالغ عاماً واحدا ، و في يوم من الأيام تقرر زوجتي القيام بزيارة سريعة لجارتها مستغلة فترة نوم أبننا ، و بعد فتره من الزمن تعود زوجتي للبيت لتفاجأ بعدها بامرأة غريبة تحمل الطفل بين ذراعيها وتقوم بإرضاعه ، و بمجرد أن رأت زوجتي تلاشت في الهواء وكأنها لم تكن موجودة ، أصيبت زوجتي بالجنون وعلى الفور قامت بالاتصال بي وحدثتني بارتباك شديد عما جرى ، طبعاً لم أصدق ولا كلمة مما قالته في بادئ الأمر ولكن الغريب في الموضوع أن الطفل أصبح يرفض الرضاعة من أمه ومهما حاولت أمه إرضاعه يرفض بشدة ، فخفنا على الطفل من الهلاك وعرضناه على الكثير من الأطباء ، والغريب أنه لم يجدوا فيه أي مشكلة عضوية فاحترنا بأمر هذا الطفل وخشينا أن نفقد أبننا ، فأصبت بغم شديد وخاصةً و أن أبني أمامي أنتظر موته ، وهنا قررت أن أقرأ بعض من آيات القرأن الكريم على الطفل وادعو الله أن يكشف عني هذا الغم ، وأثناء قراءتي للقران فاذا بالطفل فجأةً يرتعش بشدة أمامي ثم بدأ يتقيأ ما في بطنه واذا هو ماء أسود كريه الرائحة ، فتعجبت مما أراه ! ثم أخذ الطفل بالبكاء الشديد وحين ضمته أمه لصدرها عاد الطفل يرضع من أمه كأي طفل طبيعي ، أنا أخذتني الفرحة  ولكني في نفس الوقت أخذت أتساءل عن مصدر هذه المياه الكريهة وكيف وصلت لطفلي ؟ ولكن المفاجأة كانت في اليوم التالي عندما رويت لأحد أصدقائي قصتي فعجب من الأمر وقال لي : قصتك شبيهه بقصة وقعت في جمهورية مصر العربية و بنفس الأحداث تقريباً ، و قد قام أحد الشيوخ هناك بتفسير الأمر على أنه اذا ترك الطفل يبكي لوحده مدة طويلة دون أن يدركه أحد فأن أحد نساء الجن تشفق عليه وتقوم بإرضاعه وبعدها لا يقبل الرضاعة من أحد غيرها

هذا ما حدث معي أيها الرفاق ولكم حرية التصديق ، فعجبنا من القصة وقلنا له : فعلاً قصة غريبة حقاً و خاصةً أنها قد حدثت مرتين ، اذاً من الضروري أن لا تترك المرآه طفلها لوحده ويجب أن تسمع بها كل امرأة.

القصة الثانية :

يرويها أمين شقير من بلدة الشيخ سعد ، يقول أمين : منذ مدة تزيد عن الشهر كنت عاطلاً عن العمل و أبحث عن أي فرصه للعمل أكسب منها رزقي ، و أثناء بحثي عن العمل قابلت شخصاً يعمل في مصنع لقص الحجارة فسألته عن إمكانية تشغيلي في المصنع ؟ فقال : نعم ، نبحث عن عامل منذ زمن لقص الحجارة ، ولكنا لم نجد أحد من تلك المنطقة يريد العمل معنا ، فسألته عن السبب ؟ فقال لي : لا عليك ، غداً عند الساعة السادسة صباحاً ألتقيك هنا وأصحبك للمصنع ، فقلت : أخيراً فُرجت ، وبالفعل استيقظت في الصباح الباكر وكلي نشاط و حيوية ، وجاء الرجل وصحبني لمكان العمل وحين وصلت وجدت المكان مزدحماً بالعمال بحيث أني لم أجد مكاناً لي بينهم ، فعجبت من الأمر وقلت للرجل : أنت قلت لي أنكم لم تجدوا أحداً يريد العمل في المصنع ، و لكني أرى العكس ! فضحك الرجل و قال لي : لم اقصد هذا المكان و إنما ذاك المكان ، وأشار بيده إلى مخزن مهجور بعيد بعض الشيء ومنظره مخيف ، هنا قلت للرجل : الأن ادركت سبب عدم إيجادكم لمن يعمل معكم ، ولكن الله المستعان ، بعدها توجهت لمكان العمل بعد أن لفت نظري نظرات العمال لي كأنها تخبرني بألا أفعل ، و أنا في الطريق أقول لنفسي : أكيد أن هناك شيء على غير ما يرام في الأمر ، وصلت المكان وقمت بفتح الباب وقد كان بالفعل مكاناً موحشاً كأن لم يدخله أحد منذ قرون ، أضأت المصباح وقلت : الحمد لله يوجد كهرباء في هذا المكان ، ثم توجهت نحو ماكنة القص و بدأت بالعمل ، و لم تمر مدة ساعة من الزمن واذا بحجر صغير يضرب جبهتي و بقوه شديدة أصابتني بألم مريع فشعرت بالغضب الشديد وظننت أن أحدهم يمزح معي ، فأخبرته بأن يكف وهددته إن عاد فسوف أوسعه ضرباً ، ثم عدت للعمل مرة أخرى ، و بعد مدة واذا بحجر أخر يضرب جبهتي وتسبب لها بالنزيف ، هنا ثارت ثائرتي وأصبحت أتجول في المكان كالمجنون ابحث عن هذا الوغد لأفتك به ، ولكن مرة أخرى لا أحد هنا ،

وقفت في وسط المكان أحاول تفسير ما يحدث ولكن لا تفسير ، هنا قررت أن أعود للعمل ولكني هذه المرة جلبت مرأة و وضعتها أمامي كي أتمكن من رؤية الأماكن خلفي و بالتالي رؤية هذا العابث و بدأت بالعمل  وأنا كل فتره أنظر للمرأة ، مرت ساعة من الزمن ولم يحدث شيء فقلت في نفسي : اللعين يبدو أنه كف بعد أن ادرك الأمر ، وفجأة وإذ بي المح طيفاً أسوداً في المرآه قد مر سريعاً ، فنظرت للخلف ولكني لم أرى شيئاً ،  فظننت أني أتوهم ، و حين ألتفت مرة أخرى للمرآه و إذ بي أشاهد حجراً ضخماً يتوجه نحوي من الخلف ليمر من جانب رأسي ويصطدم بالمرآة ، و قبل أن أدرك ما حدث و إذ بي أشعر وكأن أحداً يمسكني من أكتافي فيرفعني عن الأرض ويلقي بي لأطير بعدها في الفضاء عدة امتار قبل أن أصطدم بالأرض و أُصاب بعدة رضوض ، و يا ليت الأمر انتهى على هذا الشكل فقد امتلاء المكان بالصراخ المرعب وانهالت علي الحجارة من كل صوب ، فنهضت على الفور وخرجت من المكان طالباً للنجاة بروحي حتى أنني لم التفت خلفي ، والحمد لله أن سلمني الله من شرورهم ، فقلنا له : قصتك غريبة ، وماذا فعلت مع الرجل الذي قام بتشغيلك ؟ فقال : وماذا سوف أفعل له ؟ أقول للناس أن هذا الرجل قام بتشغيلي في مكان يعج بالجن ، لن يصدقني أو يشهد معي أحد.

القصة الثالثة :

 يرويها محمد عويسات من بلدة الشيخ سعد أيضاً وقد أكد قصته أبن قريته أمين.

يقول محمد عويسات : هل تؤمنون بمخلوق يدعى الغول ؟ فقلنا له : الغول ! قال : نعم ، وهنا تدخلت أنا وأخبرتهم أني أعرف عدة قصص عنهم وقد رويتها لكم أعزائي في هذا الموقع ، المهم يقول محمد عويسات : أنه في تسعينات القرن المنصرم كنا نسهر فوق أسطح منازلنا في فصل الصيف الحر ، و فجأة شاهدنا سيارة تسير في الشارع الواقع أسفل البلد والذي يمر في وادي مخيف مليء بالأشجار ، حين وصلت السيارة منتصف الوادي و إذ بها فجأة تلتف بشدة كبيرة نحو الخلف وتنطلق بسرعة كبيرة عائدة أدراجها للخروج من الوادي ، وما أن خرجت السيارة من الوادي توقفت فجأة أسفل الوادي وخرج منها السائق واتجه نحونا وكأنه يطلب العون ، وعلى الفور هرعنا نحو الرجل وحين وصلناه صدمنا بحاله فقد كان يتنفس بسرعة شديدة وعلى وجهه ترتسم اعتى علامات الرعب والهلع ، وحين هدأ الرجل سألناه عن سبب حالته هذه ؟ فقال لنا : حينما دخلت الوادي بسيارتي وأصبحت في منتصف الطريق وإذ بي أتفاجأ برجل مرعب المنظر قامته غاية في الطول ، يداه طويلتان جداً تكادان تصلان الأرض قام بالهجوم على يريد الفتك بي فعدت بسرعة للخلف وخرجت من الوادي للنجاة بنفسي ، نظرنا لبعضنا باستغراب شديد وقمنا باستضافة الرجل ليمضي الليل ثم يمضي لحال سبيله ،

في الصباح وبعد أن رحل الرجل قلت لأخي : أيعقل أن ما كان يحدثنا به جدي على أنهم كانوا في الماضي يشاهدون هذا المخلوق يتجول في الليل داخل الوادي و أنه كان يخرج من بئر كبير موجودة هناك ؟ فقال لي أخي : نحن جميعاً نعلم أن هناك بئراً رومانية مهجورة في الوادي أما بالنسبة لوجود الغول لا أعلم صحة ذلك ، فقلت له : ما حدث مع السائق جعلني ارتاب في الأمر ويجب أن نذهب هناك ليلاً للتأكد ، و بعد تردد من أخي وافق على الأمر ، و في الليلة التأليه وقد كان القمر بدراً خرجنا من المنزل وقد كان بصحبتنا كلب الراعي الألماني الذي لا يخشى من شيء واتجهنا نحو البئر ، وحين وصلنا كان المكان مرعباً ومنظر البئر يبعث الهلع في النفوس ، وقفنا على البئر و نظرنا في داخله فتره ولكنا لم نلاحظ شيئاً غريباً ، مكثنا على هذه الحال فترة من الزمن ولكن بعد مدة وإذ بالكلب ينتفض بشدة و أصبح ينظر داخل البئر و أخذ يزار بشده وكأنه يشاهد شيئاً قادماً نحونا ، ثم أصبح الكلب يصدر أصواتاً غريبه تدل على أنه خائف ، لينطلق بعدها بسرعة كبيرة فاراً من المكان ، هنا ادركنا أن هناك شيئاً مهولاً يتواجد في البئر أرعب الكلب و أن هذا الشيء يبدو أنه قادما نحونا ، و بدل أن نهرب أقعدنا الخوف وهنا سمعنا خطوات ثقيلة قادمه من البئر ويصدر منه صوتاً كهرير القطط و يبدو أنه غاضباً جداً ، هنا قلت لأخي : اهرب ، وبالفعل اطلقنا سيقاننا للريح وصرنا نركض ونركض حتى ابتعدنا مسافه أمنه بحيث اصبحنا قريبين من البيوت وقد كان هناك ألة حفر متوقفة في الوادي 

تنفسنا الصعداء وقبل أن نواصل الطريق نحو المنزل وإذ بنا نسمع الهرير المخيف خلفنا قادم نحونا من بين الأشجار ، هنا كاد أن يغمى علينا من شدة الرعب ، هذا الشيء ما زال يلحق بنا و يبدو أنه مصمم على إهلاكنا ، هنا صاح بي أخي وأشار إلي بأن نختبىء خلف الصخور الكبيرة ، وبالفعل قمنا بالاختباء خلف الصخور ننتظر ما يمر أمامنا ، ولم تمضي فتره طويلة وإذ بنا نرى رجل يمر من أمامنا فارع الطول ، كبير الذراعين ، أرجله كحوافر الماشية وعليها شعر كثيف وتتطاير من تحتها الحجار يصدر صوتاً كهرير القطط ، نظرت لأخي وقلت له : أحقاً ما نراه أم أننا نحلم ؟ تجول المخلوق في المكان كأنه يبحث عن شيء و نحن ندعوا الله أن ينجينا من شره ، ويبدو أنه يأس من إيجادنا ثم استدار للخلف عائداً أدراجه ، وأثناء مغادرته للمكان اتجه نحو ألة الحفر ليقوم باقتلاع ذراعها ، كل هذا والله حدث أمامنا ليختفي بعدها في البئر ، عدنا لديارنا وقمنا بأخبار أهل البلدة بالأمر فأصيبت البلدة كلها بالرعب ولم يعد أحداً يجرؤ على لاذهاب لذلك المكان وظل هذا المكان يثير الرعب حتى فصل بيننا وبينه جدار العزل العنصري ولا أعلم هل بقيت البئر أو المخلوق حتى هذا الوقت أم لا ، وقد اطلق الناس على هذا المخلوق غول الشيخ سعد.

هنا أعزائي انتهت القصص و إن شاء الله إن حصلت على المزيد فسأخبركم بها ، والسلام عليكم.

تاريخ النشر : 2020-01-04

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى