تجارب من واقع الحياة

خيانة أم أوهام ؟

بقلم : Ali – العراق

لم تستطع قدماي أن تحملاني بسبب الصدمة فسقطت أرضاً و لم أتحمل الخبر
لم تستطع قدماي أن تحملاني بسبب الصدمة فسقطت أرضاً و لم أتحمل الخبر

 أهلاً ، أريد أن أحكي وأبوح لكم بمشكلتي التي أثقلتني وأتعبتني جداً .

كنت اعمل في مصنع كيميائي لفترة من الزمن ، و قبل أن يتم قبولي اطلعوني على مخاطر الوظيفة ، وهي أن هناك احتمال جداً كبير أن أصاب بالكثير من الأمراض منها السرطان والعقم  (عافانا الله وأياكم ) بسبب أن المواد مشعة جداً ، لم أهتم لأني أنسان جداً مؤمن والحمد لله وأيضاً أنا لا أريد أن أنجب الأطفال ، فتم قبولي بالوظيفة وتعرفت للكثير من الأصدقاء ، وبعد فترة حدثت الحرب في العراق واضطررت إلى الهجرة إلى سوريا واستمتعت هناك ولم أعمل هناك لأنه كان لي ما يكفي من المال وكان أهلي يرسلون لي إن احتجت ، و بدأت الحرب في سوريا وأيضاً خرجت منها وذهبت إلى دولة عربية أخرى وعشت هناك فترة جميلة جداً  أيضاً ،

و لاحظت أني كبرت وما زلت لم أتزوج ، كان لدى جيراني فتاة تقريباً بعمري تعجبني جداً ، أعني أنها لا تهتم بأي شخص يحاول التقرب لها هذا ما أعجبني بها ، لكن المشكلة ملابسها لا تعجبني فهي لا ترتدي ما يغطي جسمها ، استشرت أمي فقالت لي أنها ما دام لا تسمح لأحد بالاقتراب منها فملابسها غير مهمة و أستطيع بعد الزواج أن اجعلها تلبس ما نتفق عليه ، اقتنعت بكلامها ثم دعوت عائلتي للحضور إلى هذا البلد من أجل الخطبة والزواج وحصل هذا ، تزوجتها وكانت الفرحة تغمرني لأني تزوجت فتاة مثلها ،

بعد سنة حملت زوجتي ، سأكون أب قريباً و أنجبت ولد ، كنت دائماً استغرب حب الأباء المبالغ به لأبنائهم لكن بعد أن جاء أبني عرفت ما كانوا يشعرون به ، أصبحت أعشق الأطفال ومن ثم تحسنت أوضاع العراق وعرضت على زوجتي أن نذهب للعيش في العراق لأني أملك بيت هناك بينما استأجر هنا شقة صغيرة وسأعمل هناك أفضل ، وافقت زوجتي بعد تفكير لكن حملت زوجتي مرة أخرى فقررنا أن ننجب طفلنا الثاني وننتظر فترة حتى يكبر ثم نسافر ، وحدث هذا وأنجبت فتاة ، فرحت كثيراً بأبنتي و أحببتها ، لكنها كانت تبكي كثيراً ، انتظرنا حتى كبرت ثم سافرنا إلى العراق ،

رجعت إلى بيتي و فتحت الباب فكان هناك الكثير من التراب بسبب أن مدينتي وصلت اليها الحرب ، كم هي مؤلمة هذه الحرب ! استأجرت عمال لينظفوا البيت وعشت أنا وعائلتي هنا في بلدي و أصبحت زوجتي تتكلم اللهجة العراقية ، وكان لنا جيران من نفس بلد زوجتي ، تعرفنا عليهم وأحببتهم كثيراً وكان لهم أبن كبير نوعاً ما ، لاحظت أكثر من مرة أن زوجتي تنظر اليه عبر النافذة طويلاً ، طبعاً أنا كرجل مستحيل أن اسكت و زوجتي تفعل شيء كهذا ، واجهتها بالموضوع فقالت لي أنها فقط تحب النظر إلى المساحة الفارغة البعيدة ولم تنتبه أصلاً لوجود شخص هناك ، تفسير منطقي ، نسيت الأمر وحملت زوجتي مجدداً ، ما زالت في أشهر حملها الأولى ،

الآن بعد أن عرفتم القصة بالكامل أريد أن تعرفوا أين المشكلة ، كنت جالس أنظر إلى التلفاز و إذ بهاتفي يرن ، رقم غريب ، قمت بالرد فإذا به صديقي من العمل (عندما كنت أعمل بالمصنع الكيميائي) فرحت كثيراً و رحبت به كثيراً وتكلمنا حوالي ساعة.

فقلت له : ألم تتزوج ؟.
قال لي : بلى ، تزوجت منذ 5 سنوات.
قلت له : رائع ، مثلي أنا أيضاً تزوجت قبل 5 سنوات ، أبو من اسميك ؟ ( أسم هذا الشخص ابراهيم وهنا في العراق احتراماً لأي شخص لا نناديه بإسمه بل نناديه بإسم ابنه الأكبر مثلاً اذا ابنه الأكبر اسمه احمد نناديه أبو احمد بدل إبراهيم).

فقال لي : كفى مزاحا.
قلت له : لماذا ؟.
فقال لي : ألا تذكر ما كنا نعمل به ؟.
فقلت له : مصنع الكيميائيات أليس كذلك ؟.
فقال لي : بلى ، ولا تذكر الملاحظات ؟.
هنا في هذه اللحظة سقط الهاتف من يدي على الأرض ، تذكرت أن 90% ممن يقتربون من هذه المواد التي كنت أعمل بها يصاب بالعقم و أنا لم أقترب منها فحسب بل كنت أحملها و أنسكب علي بعضها ، مستحيل ، زوجتي تخونني !.

توجهت فوراً إلى المستشفى و ذهبت للفحص و فعلاً كنت عقيماً بسبب الكيميائيات ، لم تستطع قدماي أن تحملاني بسبب الصدمة ، سقطت أرضاً و لم أتحمل الخبر ، الفتاة التي أحببتها هكذا تفعل بي ؟ تخيل فقط أنك تعيش طول هذه الفترة مع فتاة تثق بها لكنها تستغفلك وتخونك ، مؤسف .

ذهبت إلى السوق لأشتري مسدس لأقتلها ، لكن تمهلت وقلت : سأقتلها حتماً  لكن ليس الأن.
عدت إلى المنزل ولسبب تافه حدثت بيني وبين زوجتي مشكلة وهي سببها ، قبل أن تذهب لغرفتها للنوم قالت لي جملة نزلت كالصاعقة علي ، قالت لي : لو أني تزوجت بأبن بلدي كان أفضل لي.

هكذا اذاً ، لم أرد عليها بل جلست أفكر ماذا افعل ؟.
لن أقوم بفحص DNA لأني أصبت بالعقم حتى قبل أن أتزوج ، ساعدوني أرجوكم أحتاج مساعدتكم ، ماذا أفعل ؟.

تاريخ النشر : 2020-02-24

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى