تجارب ومواقف غريبة
بعد منتصف الليل
شخص يبدو عليه الكبر بملابس غريبه يظهر من العدم و يختفي في العدم |
كانت ليلة شتوية باردة في أحد مناطق جبل لبنان كان المطر يتساقط بغزارة و الثلج يلوح في الأفق ، كنا لا نزال في عملنا الساعة التاسعة مساءً و كانت كل الأمور على ما يُرام.
انتهينا من العمل و خرجت مع زميل لي قرابة منتصف الليل ، مشينا في الشوارع المظلمة وعندما وصلنا إلى تقاطع الطرق اخترنا السير في أحد الطرق المظلمة القليلة الحركة و البعيدة عن السيارات و المشاة لأنها كانت الأقرب لنا.
كان هذا الطريق مرتفعاً جداً عند الصعود ولذلك فمن النادر أن يستخدمه شخص و يبقى الطريق فارغاً في منتصف النهار فما بالكم بمنتصف الليل ؟.
بدأنا النزول بحذر فالطريق صعب و منحدر كثيراً و الأمطار تتساقط و قد ننزلق ونقع ، و ما أن خطينا عدة امتار في ذلك الطريق حتى ظهر لنا من العدم شخص ما يمشي صاعداً الطريق بسرعة أكثر من المعتاد و يبدو من ملامحه أنه يكبرنا في السن فكيف له أن يصعد ذلك الطريق بقوة أكثر مننا ؟ مر من جانبنا و ظهر بدون سابق إنذار بدون أي صوت و بدون أن يلهث و مر بجانبنا بشكل سريع.
كان يرتدي شيئاً يشبه العباءة الرجالية و يضع على رأسه شيء و كأنه شماغ ، أحسسنا ببرودة في أطرافنا و لم نشعر ماذا حدث ، الطريق حالك السواد ، ليلة شتاء باردة معتمة و نحن في طريق مهجور و يخرج أمامك شيء ما ، أهو أنسان أم جن أم شيطان أم ماذا ؟.
لم استطع التكلم لحظة مروره جانبنا ، و لكن دفعني فضولي و بلحظة ما بعد أن تجاوزنا فالتفت إلى الخلف و وسط الظلام و كأنني لم ألمح له أقدام ، لم يكن يمشي بل صمت من الدهشة ، نظرت إلى صديقي فقال لي بعجل : لا تلتفت إلى الخلف ، دعنا نسير بسرعة أكبر.
ولكن ماذا افعل بفضولي ؟ التفت ثانية فلم أجد أي شخص في الطريق لم يكن هناك أحد ، هل كان وهم ؟.
شخص يبدو عليه الكبر بملابس غريبه يظهر من العدم و يختفي في العدم يمر بجانبي كنسمة الريح ، لا يمشي ، أقدامه ليست على الأرض أو بالأصح ليس له أقدام أنه ، يطير !.
لم يكن وهماً فقد كان حقيقة ، كانت لحظات مرعبة و مخيفة ، كانت الرعشة تملأ جسدي ، لقد رأينا ذلك بأعيننا.
للعلم هذه القصة حقيقية و حدثت معي عندما كنت في لبنان في منطقه عاليه الجبلية في شتاء عام ٢٠١٤ م
تحياتي لكم .
تاريخ النشر : 2020-11-02