ظلم أستاذة
و إذا بالأستاذة أتت و قسمت لي النقطة على النصف بحجة أنني غششت |
مما تعلمته في حياتي ألا أعطي أي شخص ثقة تفوق 1 بالمائة و سأخبركم لماذا .
عندما كنت في السنة أولى إعدادي أو أولى متوسط واجهتني مشكلة غيرت مجرى حياتي ، حينها انشغل والداي بتلك المشكلة فبقيت وحيدة في البيت مع جدتي ، لم أكن أراجع لم أكن أدرس ، علاماتي انخفظت بشدة فأنا وحيدة في المنزل و وحيدة في الشارع . مازلت أذكر كل ليلة أبكي ، كل ليلة لا أحد يمسح دموعي .
كان قدوتي المعلمين و الأساتذة ، أفعل أي شيء لإرضائهم ، أتعمد التحدث إليهم في وقت الدوام أو الاستراحة ، آخذ علامات جيدة و أجري أخبرهم بها لكي يفتخروا بي و يحبوني ، و هكذا لكي لا أبقى وحيدة
وفي أحد الأيام اضطرت أستاذتنا التي تدرس الفرنسية إلى المغادرة ، و أتت في مكانها أخرى كانت امرأة جميلة قوية الشخصية مخلصة لعملها ، على النقيض مني ، فأنا لم أهتم بنفسي و ضعيفة الشخصية ، يتكلم أحد أبدأ أحلل كلامه كلمة كلمة و أبدأ أقول في نفسي إنه يسخر مني ، ماذا يعتبرني ..
هكذا عندما بدأنا الدراسة لاحظت علي أموراً غريبة مثال أقضم ظفري و أبقيه مدة طويلة في فمي ، من يراني يظنني أمضغ علكة ، لم أكن أدرس عندها جيداً ، كل صباح مراجعة يعني كل يوم ضرب ، و في هذه اللحظة أخبرتنا أن هناك غداً فرض في مادة الفرنسية ، هذا لا يهمني.. عدت إلى المنزل كالعادة أغلق على نفسي الباب و أشاهد الرسوم المتحركة ، لقد أثرت على عقلي كثيرا ، إن أتيحت لي الفرصة سأخبركم لماذا ..
و بينما أنا أشاهد مر دعاء في فاصل إشهاري و هو “اللهم سهل علي ما جعلته سهلاً ” حفظته ، و عند صباح الامتحان قلت الدعاء و وجدته سهلاً ، تفاجأت أنني أخذت 15 من 20 ، فرحت كثيراً ، و إذا بالأستاذة أتت و قسمت لي النقطة على النصف بحجة أنني غششت ، تفاجأت و بكيت ، ترجيتها أستاذة أرجوك كنت أجلس في الطاولة الأولى أمامك مباشرة ، فكيف غششت ؟! أرجوك لا ..
أذكر أنني سكبت كوبين من الدموع و أنا حزينة ، عندما تحب شخص و هو لا يبادلك الشعور .. حسناً مرت خمس دقائق و أنا أبكي ثم قالت من أعيد له الفرض ؟ لأنها اتهمت آخرين بذلك ، فرفعت أنا اصبعي و طالب آخر ، فقالت هؤلاء يعني تقصدنا نحن الاثنان قالت لن أغير النقطة ، و لكن تاثرت فقد نعتتني بعدم الاستطاعة .. لا أذكر الموقف جيداً لكن عقلي الباطني يذكره .
مرت خمس سنوات على الحادثة و أتمنى يوماً أن ألتقي تلك الأستاذة و أقول لها شكراً ، أجل سأقول شكراً جزيلاً لأني منذ ذلك الوقت و أنا الأولى في مادة الفرنسية ، الاستاذة لم تقدر مشكلة التلميذ و لا المشاعر كل ما يهم إنهاء الدرس و المغادرة .
تمنيت أن اكون معلمة لكي قبل ما أبدأ الدرس أقول لهم كيف أحوالكم ؟ اعتبروني منذ اليوم الأخت الكبرى لكم ، اطلبوا أي شيء و أنا سأحضره ، لن اكتفي بتعليمهم بماذا يعيشون لكني سأعلمهم كيف يعيشون ، آملةً ألا يعيشوا طفولة الحزن .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تاريخ النشر : 2018-07-05