لن أفعلها مجدداً
كنت أتصرف بطبيعية أمام أهلي لكني كنت أعاني كي أتذكر أقل التفاصيل |
أهرب إلى عالم الخيال خاصتي حيث أمنياتي الضائعة أجدها هناك و أنا منتشي بالمخدرات ، ليس هذا و حسب بل كنت أتاجر بها لتمثل لي مصدر رزق و أتعامل مع تلك الفئة السيئة من الشباب لا تمضي علي ساعة و أنا واعي و خائف من أن يتم القبض عليك ، متوتر سريع الغضب ، مستعداً للقتال في أي لحظة ، أحمل سكيناً مع طوال الوقت ، بعد فترة سئمت من كوني مدمناً فقررت التوقف ، و ما هي إلا أن جاء الصباح حتى أُصبت بأعراض انسحاب قاتلة لم أستطع حتى النهوض من السرير و عدت إلى التعاطي مجدداً ، و هذه المرة لست أنا المتحكم في نفسي فقد صارت المخدرات هي من تتحكم بي رغماً عني ، دخلت في حالة من الإحباط و الاكتئاب رغماً عني.
لكن كانت المفاجأة لا زال المخدر في مفعوله معي حتى ظننت أني سوف أُجن ، صرت أستغفر الله على ما كنت أفعله و أسبح صباح و مساء كي أخرج من تلك الحالة ، كنت أتصرف بطبيعية أمام أهلي لكني كنت أعاني كي أتذكر أقل التفاصيل ، كنت أيضاً أقوم بالتأمل فهو يزيد الإدراك ، و هكذا استمرت تلك الحالة ما يقارب أسبوع ، و في احدى جلسات التأمل بعد أن فتحت عيني لأجد إني عدت إلى طبعتي و لقد فرحت كثيراً إلى أني حمدت الله و شكرته و صليت صلاة الشكر لأنه أنعم علينا بنعمة يحب أن نحمده عليها في كل نفس ، و هي نعمة العقل.
تاريخ النشر : 2021-05-06