أدب الرعب والعام

السجين الهارب (قصة اجتماعية)

بقلم : امل شانوحة – لبنان
للتواصل : [email protected]

السجين الهارب (قصة اجتماعية)
لما تعاملينني بلطف يا خالة , فأنا هاربٌ من السجن ؟!

في تلك الليلة .. كانت العجوز امام موقدها تطبخ الطعام , حين انتبهت الى نباح الكلاب تقترب من منزلها , القابع في آخر القرية بجانب ارضها الزراعية ..

فقالت بفزع :
– خير ان شاء الله !

و اذّ بها تسمع طرقاً على بابها ! ففتحت الباب , لتجد مسدساً مصوباً اليها , يحمله شاب بوجهه الشاحب ..و الذي همس لها مهدّداً :
– ايّاك ان تصدري صوتاً

حينها عادت اصوات الكلاب و رجال الشرطة تعلو من جديد , ففاجأته العجوز بقولها :
– هيا ادخل بسرعة , و اختبىء في تلك الغرفة ….ما بك تجمّدت هكذا ؟ هيا افعل ما قلته لك .. بسرعة !!

و رغم دهشة الشاب ! الاّ انه دخل غرفة النوم و اقفل الباب على نفسه ..

و ماهي الا دقائق , حتى عاد الطرق على بابها .. ففتحت لتجد الشرطي يسألها :
– سيدتي .. علينا ان نفتّش بيتك .. فهناك سجينٌ هارب من السجن , و الكلاب اشتمّت رائحته قريباً من هنا
– و هل تظن انه سيدخل بيتي الصغير دون ان اشعر به ؟
– ماذا تقصدين ؟
– اقصد ان كلابك اشتمّت رائحة اللحمة التي اطبخها .. هيا اذهبوا و ابحثوا في مكانٍ آخر !!

و صفقت بابها بقوّة في وجه الشرطي ..

ثم استمعت من خلف الباب , الى كلام رئيس البلدية و هو يتحدّث مع ذلك الشرطي الغاضب (من تصرّفها الغير لائق معه) :
– لا تغضب منها .. فهي اصبحت هكذا , منذ ان توفيّ زوجها و ابنها .. هيا !! لنبحث عن سجينكم في مكانٍ آخر

و بعد ان ذهبوا .. خرج الشاب من الغرفة بقلق , فقالت له (و هي قادمة من المطبخ , و بيدها صحن الأرز و اللحم) :
– لا تقلق , لقد ذهبوا .. هيا اجلس و تناول بعض الطعام
– لما تعاملينني بلطف يا خالة ؟! فأنا هاربٌ من السجن و..
– يبدو لي انك سجنت ظلماً
– آسف ان اخيب ظنّك .. لكني بالفعل !! قتلت زوج امي

و رغم كلامه هذا , الاّ ان العجوز تبسّمت له بحنان قائلة :
– تناول طعامك اولاً , ثم نتكلّم لاحقاً

و تركته لتدخل الى غرفة النوم .. و بعد قليل , خرجت و بيدها بيجاما شبابية , و شفرة حلاقة .. فعاد الشاب و رفع مسدسه في وجهها بفزع :
– ماذا تنوين فعله بهذه الشفرة ؟!
– آه ..ارى انك انهيت صحنك .. هل اسكب لك من جديد ؟
– ماذا ؟! …لا ..لقد شبعت !

– جيد .. و الآن اخبرني .. هل كان شعرك و ذقنك طويلة هكذا في السجن ؟
– نعم ! و بالرغم من كل الضرب و العقاب الذي نلته هناك , الا انني صمّمتُ على عدم حلقهم .. و صدقاً لا ادري لما فعلت ذلك !
– يعني صورتك عند الشرطة كانت بهذه الهيئة ؟
– نعم .. الى اين تنوين الوصول بهذه الأسئلة ؟
– تمام !! اذاً سأقوم بقصّ شعرك , و انت ستحلق ذقنك ثم تستحمّ لتلبس ملابس ابني وليد رحمه الله , ثم تنام قليلاً و تستريح..

مقاطعاً :
– لحظة لحظة .. و من قال لك بأنني اصلاً سأسمح لك بأن تقصّي شعري ؟
– افهم يا ولد !! اكيد صورك الآن انتشرت في كل مكان , لذا عليك ان تغير من هيئتك لكيّ ..
– آه !! فهمت عليك .. لكن انا الذي سأقصّ شعري بنفسي ..

مقاطعة بعصبية :
– لا تعاندني يا ولد !! …..(ثم عادت و ابتسمت) .. و لا تقلق على شعرك , فأنا كنت قديماً احلق لولديّ وليد و مروان رحمهما الله
– لحظة واحدة ! انا مررّت بأرضك , قبل ان اصل الى هنا .. و رأيت قبرين , حين توقفت للحظاتٍ عندهم لألتقط انفاسي .. و كان محفور على الشاهد الأول : عبارة (قبر زوجي) .. و الثاني : (قبر ابني وليد)
– سأفهمك كل شيء بعد ان تستحمّ .. هيا بنيّ !! فقد عبق المكان برائحتك النت..
– طيب , طيب فهمت .. لا تغضبي هكذا.. لكن الا يجدر بك ان تقصّي شعري قبل ان استحمّ

و بعد ان حلقت له , دخل ليستحم ..

و بعد نصف ساعة .. دخلت العجوز الى بيتها , فرآته و قد خرج من الحمام نظيفاً و محلوق الذقن .. فقالت بدهشة :
– الله الله !! .. لم اكن اعرف انك بهذه الوسامة !
– اشكرك سيدتي .. من اين اتيت ؟!
– بعد ان رميت لي ثياب السجن , كما طلبت منك .. ذهبت و دفنتهم في قبر زوجي , كيّ لا يشتموا الكلاب رائحتك بعد الآن
– في قبر زوجك ؟!
– لا تقلق .. فالقبر خالٍ
– انا لا افهم شيئاً !
– اذاً اجلس لأخبرك القصة , و من بعدها تخبرني انت بقصتك

ثم صارت تخبره عن زوجها الذي انخرط مع جماعة مناوئة للحكم , مما ادّى بالنهاية الى اعدامه ! و كان لهذا اثرٌ كبير على ولديها , خاصة ابنها المراهق وليد الذي تابع مسيرة والده دون علم امه .. لكن ما ان عرفت بذلك , حتى اخرجته من المدينة بالقوّة..
ثم اخبرت السجين كيف اشترت هذه الأرض البعيدة عن منازل القرية , لتُلهي ولديها بالزراعة…

و قبل ان تكمل .. استوقفها الشاب :
– لحظة واحدة ! يعني كما فهمت منك .. انهم لم يسلّموك جثة زوجك ! فلما اذاً صنعت له قبراً في أرضك ؟!
– للتخفيف من ألم فراقه على ولدايّ , فقد كنت المحهما احياناً و هما يتكلّمان مع قبر والدهم الفارغ !
– طيب ..طالما ان ابنك وليد ابتعد عن الأمور السياسية , فكيف اذاً مات ؟!

فمسحت دمعتها , بعد ان استذكرت تلك اللحظة الحزينة :
– كان ذلك في فترة الإنتخابات .. و كان هناك رجلاً يهابه الجميع .. يأتي الى هنا ليُقنع اهل قريته بالتصويت له .. لأنه يطمَح بالإنضمام للجماعة نفسها , التي كان يحاربها زوجي المرحوم ..و عندما كان وليد عائداً مع مروان من المدرسة , صدمت سيارة ذلك الرجل مروان بالخطأ , ليموت صغيري بين يديّ اخيه
– رجاءً لا تبكي يا خالة !

– وليد جنّ جنونه .. و لم استطع ايقافه !! و اسرع بوضع جثمان مروان المضرّج بالدماء في حضني , ثم أخذ مسدس والده المخبّأ في درجي .. و ركض كالمجنون الى ذاك الحفل .. و حاولت الّلحاق به .. (ثم تمسح دموعها) …لكني ما ان سمعت تلك الطلقات من بعيد , حتى عرفت ما حلّ به .. و لم اتوقع ان جميع تلك الطلقات , اخترقت جسد حبيبي وليد !
– اهدأي رجاءً .. لحظة !! سأجلب لك الماء

و بعد ان هدأت قليلاً .. عاد الشاب و سألها :

– اعرف ان الموضوع يضايقك .. لكن طالما انك دفنتي وليدك في ذلك اليوم .. فأين هو اذاً قبر مروان ؟!
– دفنته بين الشجرات الموجودة خلف منزلي .. و لا ادري لما لم ادفنه بجانب القبور !
– طيب الم يسألك احد عن سبب جنون وليد , في ذلك النهار ؟!

– لا .. لأن الجميع ظنّ بأنه اراد قتل ذلك المسؤول , لأنه (وليد) انضمّ لحزب والده المعارض .. و لا احد يعلم الى الآن , بأنه فعل ذلك انتقاماً لمقتل اخيه .. امّا المسؤول الحقير !! و بعد ان هرب الجميع من الحفل , اقترب مني و انا جاثية منهارة بقرب جثة وليد .. و هدّدني قائلاً : بأنه سيحرق ارضي , اذا عرف احد بقتله لمروان
– و مالفرق ؟! فالجميع شاهد رجاله و هم يقتلون وليد !

– سيعذروه , لأنه دفاعاً عن النفس ..لكنهم اكيد لن ينتخبوه !! في حال عرفوا : بأنه صدم صغيري بالسيارة و تركه يموت , ليكمل هو طريقه الى الحفل , و كأن شيئاً لم يحدث !
– الِهذا دفنتيه دون شاهد قبر ؟!
– نعم .. بل اخبرت الجميع : بأنني ارسلته الى خالته في القرية الثانية , بعد ان ساءت نفسيته بمقتل اخيه

– أخفتي على ارضك ؟!
– لا ابداً !! لا شيء اغلى من الأولاد .. لكن لا ادري لما التزمت الصمت , ربما لأني ……… (ثم صرخت بدهشة) … آه يا الهي ! … هل يعقل هذا ؟!
– ما بكِ يا خالة ؟ …لقد اخفتني !
– كم عمرك ؟
– 19 سنة .. لما تسألين ؟

– و مروان كان عمره ثماني سنوات حين قتل .. و الحادثة كانت منذ عشر سنوات .. يعني لو كان حياً , لكان اصغر منك بسنة .. هذا جيد !!
– انا لم افهم شيئاً !
– اسمعني جيداً !! غداً آخذك الى المختار , و احضر معي الأوراق الرسمية لمروان , و اخبره انك انت مروان , و قد عدت من عند اختي , لكيّ تجدّد اوراقك الرسمية التي ..

– لحظة يا خالة ! بالتأكيد سننكشف ان قمنا ..
– اسمع بنيّ !! اعلم ان موضوع التزوير صعباً في المدن , لكن هنا لا يهتمون كثيراً .. كما ان المختار يعرفني جيداً , و يُحبّ في العادة مساعدتي .. لا تقلق !! سأجلب لك هويّة جديدة بإسم مروان , لكن عليك ان تعدني : بأن يبقى اسم ابني نظيفاً.. مفهوم !!

– و الله مع اني لا اعلم حتى الآن , الى اين سأذهب , او اين يمكنني ان اجد عملاً !
– اذاً ابقى معي !! فأنا اصبحت عجوزاً .. و العمل في الأرض بات يتعبني … و اعدك بأنك ستحصل على منزلي و ارضي بعد ان اموت , لتسعد بها انت و احفادي
– احفادك ؟!

– طبعاً !! و هل تظنني سأتركك هكذا ؟.. لا و الله !! بل سأزوجك بأجمل فتاةٍ في القرية !!
– خالتي ! انا لا استحق كل هذا العطف .. انسيتي بأني قاتل ؟!
– اذاً جاء دورك لتخبرني بقصتك

فتنهّد الشاب بحزن ثم قال :
– كان ابي رجلاً رائعاً و حنوناً جداً , لكنه توفي و انا بعمر العشر سنوات .. امي حاولت ان تصرف على المنزل من عملها كخياطة , لكن الديون تراكمت علينا.. و الّلعين صاحب الشقة !! خيّرها بين ان تتزوجه او يرمينا في الشارع , فقبلت به مُرغمة..

و بعد سنتين ..علِمَ بأنه عقيم ..لكنه لم يصدق بذلك .. و صار يهدّد والدتي بالطلاق و الزواج بأخرى .. و من وقتها , صارت تنفذّ كل طلباته دون تفكير او مناقشة ! حتى عندما اخرجني من المدرسة و جعلني اعمل في الورشة , لم تعارض قراره ! حتى انها كانت تلومني بعد ان يضربني , لأنني اثرت غضبه !..
مازلت اذكر عندما قبضت راتبي الأول .. امسكت بيدها و ترجّيتها بأن تطلقه , و انا من سأتكفّل بمصروف البيت ..لكن الحقير سمعني , و صار يأخذ راتبي من معلم الورشة , في بداية كل شهر !

و في ذلك اليوم التعيس .. كنت انظر الى صورة ابي و ابثّه همّي , فدخل غرفتي كالمجنون ! و صار يشتم ابي .. ثم نزع مني الصورة الوحيدة له , و مزّقها !
و هنا فقدت اعصابي !! و دفعته بقوّة , ليصطدمّ رأسه بطرف سريري , و يموت على الفور !.. هل تدري يا خالة , ماذا فعلت امي ؟
– ماذا ؟

– صرخت بأعلى صوتها , و تجمّع الجيران لصراخها ! …و في نفس تلك الليلة , حوّلوني الى سجن الكبار .. رغم انني لم اكن بلغت سن 19 , الاّ منذ يومين فقط !
– الم تزرك امك في السجن ؟
– مرّة واحدة ..و كانت تبكي و تلومني , لأني ابعدّتها عن حبيب القلب ! اتصدقين هذا ؟!!

– نعم اصدّق .. فهناك بعض النسّوة تنصهر في ظلّ زوجها , بحيث تنعدم كل شخصيتها , و يصبح هو من يسيّرها كيفما يشاء ! و لذلك عند فقدها له , تشعر و كأنها ضائعة تماماً !
– و هذا بالفعل ما حصل ! فقد انتحرت امي بعد مقتله بشهرين , بعد ان ارسلت لي رسالة الى السجن : تشتمني فيها ! .. كما كتبت ورقة اخرى , تطلب ممّن يجد جثتها : ان يدفنها بجانب ذلك الحقير ! .. اتصدقين ذلك ؟!!! فضّلت امي ان تدفن بجانب من ضيّع مستقبل ابنها الوحيد , على ان تدفن بجانب ابي الذي كان يعاملها بكل لطافة و احترام !
هل بالله رأيتِ اماً سيئة كأمي ؟!

– سامحها الله .. و هل خبر موتها , هو ما جعلك تهرب من السجن ؟
– الغريب ان الشرطي عندما اخبرني : بأن والدتي تناولت العديد من الأدوية..
– اهكذا انتحرت ؟!

– نعم ..لكن الموضوع الذي ضايقني بالفعل , هو الرسالة التي تركتها لي .. ما ان قرأت كل تلك الشتائم , حتى فقدت اعصابي !
و بثواني .. رأيت مسدس الشرطي صار بيدي , بعد ان طرحته ارضاً , بلطمةٍ قوية افقدته الوعي !.. و اذّ بي اضع المسدس برأس الشرطي الثاني ..و صرت أأمر الحارس تلوّ الآخر , و انا اجرّ ذلك الشرطي معي : بفتح البوابات قبل ان اقتله .. و بالفعل !! ما ان اصبحت خارج السجن , حتى تركت الأسير ..و انطلقت بكل قوتي نحو بيت جارتنا .. و هناك هدّدتها بالسلاح لتخبرني بمكان قبر والدتي , و اخبرتني : بأنها دُفنت في مدافن قريتكم , لأن اللعين زوجها كان من هذه القرية .. لكن يبدو ان جارتنا الحقيرة : أخبرت الشرطة بقدومي و بأخذي للعنوان ..لأني وجدتهم يحيطون بالمقبرة ! فما كان منّي الا ان اكملت المسير , الى ان وصلت لبيتك البعيد عن منازل القرية ..

– طيب ..طالما انك تكره والدتك لهذه الدرجة , فلما اردت زيارة قبرها ؟!
– و الله لا ادري ! ربما لأعاتبها على كل شيء .. او لأنبش قبر زوجها اللعين بيديّ !! … او لأجل ان ..

ثم بدأ يضحك و الدموع تنساب على خدّه , قائلاً :
– ارأيتِ يا خالة , كم انا منحوس ؟! يعني قصّة هروبٍ ضخمة من السجن , و توغّلي في طرقات الغابة , و كلاب و شرطة تلاحقني .. كل هذا لأجل ان اكلّم والدتي كلمتين .. و بعد كل هذا , لم استطع حتى الوصول الى قبرها ..

ثم بدأ يبكي بمرارة .. فجلست العجوز بجانبه .. فوضع رأسه بحزن على كتفها , و صارت هي تربت على كتفه بحنان ..

لكن فجأة !! عادت اصوات الكلاب و نباحها المزعج يقترب من المزرعة
– يا الهي ! لقد عادت الشرطة يا خالة .. ماذا افعل ؟

– اخرج بسرعة من الباب الخلفي , و اختبىء داخل البئر , كيّ لا تشمّ الكلاب رائحتك .. هيا اذهب !! و لا تقلق , فالبئر ليس بعميق .. و في هذه الأثناء , سأحاول ان اشغلهم عنك .. و بعد ان يذهبوا , اناديك .. هيّا بسرعة !!

و بعد دقائق .. خرجت العجوز و بيدها بندقية الصيد , بعد ان رأت من نافذتها : الكلاب و هي تحاول ان تنبش قبر زوجها .. فخافت ان يخرجوا ثياب السجن للشاب .. فصرخت مهدّدة :
– اراكم تنبشون قبر احبابي ؟!!
– اهدأي يا سيدة ! و اخفضي سلاحك !!
– اتظن كلابك الغبية ان سجينكم مُختبأ تحت الأرض مثلاً !.. هيّا ابتعدوا عن الأرضي , و الا سأدفنكم بجوار المرحوم !!!

فهمس رئيس البلدية في اذن الشرطي :
– اخبرتك بأن لا نعود الى هنا , فهذه السيدة مجنونة !

فقال الشرطي و هو ينظر للسماء :
– لقد قارب وقت الفجر , لابد انه هرب من القرية الآن .. هيا يا رجال !! لنعود الى المركز

و بعد ان ذهبوا .. ذهبت العجوز الى البئر و نادت السجين , لكنها لم تجده هناك ! .. فبحثت عن الشاب في نواحي ارضها .. و ايضاً لم تجده ! ..

فعادت بعد ان بزغ نور الفجر الى بيتها حزينة , و هي تقول في نفسها :
– يبدو انه هرب الى مكانٍ بعيد .. كان الله معك يا ولدي

و عندما دخلت الى منزلها , تفاجأت بالمسدس موجهٌ نحوها
– اهذا انت يا ولد !! ظننتك تركتني !

فأنزل مسدسه و هو يبتسم لها :
– و الى اين سأذهب , بهذه الثياب المبللّة ؟!.. جيد انك تركت بابك مفتوحاً , و الاّ لكنت تجمّدت في الخارج
– عزيزي .. سأذهب لأحضر لك ثياب اخرى , كيّ لا تمرض

و قبل ان تدخل الى غرفة النوم .. عاد و نادها قائلاً :
– ارضنا بحاجة الى الكثير من العمل , يا أمي !!

فقالت بدهشة و الدموع تترقّرق في عينيها بسعادة :
– و الله هذا يتوقف على جهدك , يا حبيبي مروان

ثم حضنته بحنان , و اغرقا بالبكاء السعيد

تاريخ النشر : 2016-01-18

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى