تجارب من واقع الحياة

التحرشات الجنسية ما بين الرغبة والرهبة

بقلم : سايكو – السعودية
للتواصل : [email protected]

التحرشات الجنسية ما بين الرغبة والرهبة
قررت أن أسامح الجميع لأستطيع المضي قدماً ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..

قصتي واقعية .. كنت دائماً أشعر بأني أنا المخطئة بالرغم أني كنت طفلة في الـ 6 من العمر ، لا أتذكر من طفولتي إلا هذا ..
هل حقاً أنا مخطئة أم أن أغلب الذكور من حولي مريضون نفسياً !! بالرغم من أنني كنت جداً صغيرة على هذا التفكير و لكن هذا ما أجبرت عليه .. فكل الأطفال حولي كان تفكيرهم ما بين الألعاب و الضحك و كنت أنا أفكر في موضوع لا يجدر بي أن أعلم عنه ..

الأطفال من حولي كانوا يعتقدون بأن (البيبي) يأتي به شخص كهدية للأم أو يأتي كما كانت تقول لنا أمي : الأطفال يأتون من ( الركبة ) .. هذا ما كان يشغل بال الأطفال بحيث لا يعلمون عن الاتصال الجنسي بين الرجل و المرأة ، فأي ذنب اقترفته أنا ؟! هل أخطأت في شيء ؟ هل كان لباسي عاري ؟ هل جسمي مغري لدرجة أن يتحرش فيني 3 من أخوالي و أخي و زوج أمي و حتى صاحب محل الألعاب في الملاهي ! هل كنت مغرية لهذه الدرجه ؟؟ أنا !! طفلة ذات الـ 6 سنوات .. فأنا حقيقةً لا أتذكر شيء غير التحرشات الجنسية التي استمرت حتى مراهقتي .

لا أتذكر متى بدأ الأمر ، كل ما كنت أفكر فيه ( لأني ربما كنت يتيمة ) ربما لأنه لم يكن لدي من يحميني ، فأخواني الذكور أصغر مني ما عدا واحد ، ربما لأنه كان مراهق ؟؟ ربما ، أما أخوالي الذين كانو في الـ 20 و أكبر ، و زوج أمي ( رحمه الله) ، و الهندي صاحب المحل الأول ، و الهندي صاحب المحل الثاني .. في الواقع لا أعلم كم كان عددهم لأني اعتقدت أن هذا طبيعي ، لأن الكل يعاملني بهذه الطريقة ، ربما لم يكن شيئًا سيئا !! هذا ماكنت أفكر فيه طوال تلك السنوات اللعينة ..

أمي كانت تحبنا و تخاف علينا جداً ، لو كنا نتأخر لدقائق كانت تجن ، و لكن للأسف لم تعلم يوماً بأن حاميها حراميها ، فأنا لا ألومها ، فنحن 4 أشقاء من أبي “زوجها الأول” ، و أمواج الحياة كانت تقذفها يميناً و شمالاً ( فأنا أعذرك يا أمي الحبيبة ) ، كبرت و أنا شخصية مهزوزة و منطوية و خجولة ، فلم تكن التحرشات تكفي ، فكان ضرب المعلمات لي بسبب على حسب وصفهم ( مالي حس ) ، و على كلام من حولي بأني غبية و لا أنفع للدراسة ، فكانت الإهانات تأتيني من كل صوب ..

المشكلة الكبرى لأن والدتي لم تعلم بالتحرشات ، لم تعلم لماذا أنا هكذا ، فكانت تضربني بقسوة شديدة (عشان مصلحتي على حسب قولها ) ، لم تعلم بأنها ضرتني أكثر و تأذت مشاعري أكثر من جسدي النحيل و المنهك ، فكبرت و أنا أعتقد بأني مجرد ( صفر على الشمال ) لا فائدة مني ، و أختي شقيقتي الكبرى التي كانت يجب أن تكون بمثابة أمي الثانية أيضاً كانت تتنمر علي و تضربني فقط لأنها كانت تستطيع ، فأنا ضعيفة لا أستطيع أن آخذ حقي بنفسي ، و لم يكن لي ملجأ أو أمان أهرب إليه …

كبرت و استطعت أن أضع حداً للتحرشات ، لكن الذكريات و الألم النفسي أكبر من أن أنساه ، كان الوقت متأخر جداً على أن أنقذ نفسي من وحل الماضي ، لأني أصبحت قذرة بحيث أن لا ماء في العالم يجعلني نظيفة مجدداً .. هذا ما كنت أعتقده حتى تخرجت من الثانوية و تقدم لي رجل ، و مثل أي فتاة تحلم بالحب تم عقد القران ، و لكن عندما بدأ يأتي لمنزلي كرهته و بشدة .. كرهت قربه مني ، تقززت ، و كل الذكريات القديمة أتذكرها كفيلم طويل و قذر ، صممت على فسخ القران و فعلت .

و أصبح عمري الآن 26 ، عقدت قراني مرتين ، و رفضت أكثر من 3 خطاب ، و كل مرة أخترع سبب ليس للمجتمع ، بل سبب لي كشماعه أضع فيها أعذاراً لنفسي لأقول لنفسي أحسنتِ ، لم يكن أياً منهم صالحاً لكِ ، أصفق لنفسي و عقلي يرفض و قلبي موافق .. ربما لأني لا أرى نفسي كشخص يتحمل مسؤولية ، فأنا بالنهاية لم أستطع أن أتحمل مسؤوليتي و أحمي نفسي ، لم أنجح في دراستي و لم أدخل الجامعة بسبب معدلي الضعيف ، بالرغم من أني نادمة جداً و لكن هذا ما حصل !

أجاهد و بشده للدخول في الجامعة لعام 2017 بعد أن أصبحت في الـ 26 من العمر ، بدأت أكوّن صداقات فقط من 5 سنوات ، أرغم نفسي لأكون الأفضل بالرغم من الكلام الهدام من الجميع ، و هم لا يعلمون سبب فشلي هذا ، قررت من سن الـ 20 أن أسامح الجميع لأستطيع المضي قدماً ، لكن ربما لن أنسى أبداً .. فقط سأسامح

أخي الكبير شعرت بندمه و حزنه لهذا أسامحه ، فكل فرد فينا سوف يخطئ ، المهم أن نعترف بذلك … لم تفض بكارتي و لله الحمد، فنحن بالنهاية مجتمع الفتاة فيه مخطئة حتى لو كانت مجبرة … فقط كنت أحتاج لأن أخبر حتى و لو شخص واحد بهذا .

شكراً لكم ..

تاريخ النشر : 2017-01-22
guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى