أدب الرعب والعام

أحشاء

بقلم : أحمد مسعد محمد – مصر

أحشاء

رأي الجثة تنظر إليه وقد برزت أحشائها للخارج ..

في إحدي شوارع مصر الجديدة وفي تمام الساعة الخامسة صباحاً ,تم اكتشاف جثة لشاب في العشرينات من عمره علي جانب الطريق ,وقد تم تمزيقها والتمثيل بها بشكل بشع, وفي خلال ساعة من وقت اكتشاف الجثة ازدان الشارع بأضواء عربات الشرطة, وتم إغلاق جميع مداخل المنطقة, لكن رغم ذلك تمكن بعض رجال الصحافة والأعلام الفضوليين من التسلل لموقع الجريمة, وبحوزتهم كاميراتهم ومسجلاتهم .

وبدأ كل واحد فيهم بالتقاط الصور لموقع الجريمة وعمل تحقيقات صحفية مع بعض رجال الشرطة في المكان.

كان من بين هؤلاء الصحفيين, صحفي شاب يدعي وائل .. كان وائل يقوم بعمله وهو التقاط الصور للجثة في مكان الحادث لكي يتم نشرها مع التحقيق الخاص بزميله في الجريدة والذي أتي معه ليقوم بالتحقيق… كان يقوم بتصوير الجثة وهو في قمة التقزز من منظرها, فكما عرف وسمع من رجال الشرطة, فإن القاتل قام بتمزيق الجثة بواسطة أداة حادة, وقام بتمزيق الفخذ والصدر والبطن بطعنات طولية وقد برزت أحشاء الجثة للخارج وتم تقطيع الأمعاء والمعدة إلى أجزاء لا يتعدي طول الجزء منها خمسة سنتيمترات وقد استؤصل الكبد والقلب ووضعا علي يمين الجثة بجوار رأس الضحية .

لم يري وائل في حياته جريمة بتلك البشاعة ..علي الأقل ليس هنا في مصر… وكان السؤال هو متى وجد القاتل الوقت لفعل كل ذلك بدون أن يره أحد.

بعد أن جمع وائل الصور والمعلومات المطلوبة للتحقيق خرج من موقع الجريمة, ليعود إلي منزله ليقوم بإرسالها إلي الجريدة عبر البريد الإلكتروني .. وبينما هو في طريق العودة إلى المنزل , رأي جثة ذلك الرجل تقف على قارعة الطريق وتنظر إليه وقد برزت أحشائها للخارج.

ارتعد الفتي من ذلك المشهد …وقام بإغلاق عينيه بقوة ثم فتحها مجدداً حتى يتأكد إن ما يري ليس وهماً , فوجد الجثة قد اختفت !!!؟؟؟

لم يعر الفتي الأمر أي اهتمام .. ورأي إن تلك الأمور ما هي إلا أشياء من الطبيعي أن تحصل لمن يصورون عشرات الجثث كل يوم.

تابع وائل السير حتى وصل إلى منزله وصعد إلي شقته التي يقطن بها بالطابق الرابع, وعندما دخل إلى الشقة أسرع بوضع صور الجثة علي جهاز الكمبيوتر وبدأ يتفحصها واحدة تلو الأخرى ..حتى استوقفته صورة لأحشاء الضحية, وبدا ينظر فيها بتمعن.

كان واضحاً من شكل الأمعاء المقطعة إنه لم يتم تقطيعها بواسطة آلة حادة بل إنه تم تمزيقها بشيء كمخالب الوحوش, هو يعرف ذلك جيداً فلأمر لا يحتاج إلي طبيب أو خبير ليكتشف ذلك ..

وبينما هو ينظر في الشاشة ويتأمل مشهد الأحشاء الممزقة جيداً.. أنتبه إلي شيء ما لم ينتبه له من قبل .. فلقد وجد إن أيدي الجثة الممزقة ما هي إلا مخالب كمخالب الوحوش !!!

بينما هو يتأمل الصورة, أفزعه صوت رنين هاتفة الخلوي .. فألتقطه ونظر إلى الشاشة ليجد أن رقم المتصل يحمل رموزاً وليس أرقام !!!

ضغط على زر الاستقبال ووضعه على أذنه وقال: نعم من المتصل ؟.

لم يسمع غير صوت السكون .. يبدو أن أحدهم يمزح معه.

أعاد سؤاله وقال : من المتصل؟

فسمع صوت بشع يرد عليه من الناحية الأخرى, صوت لم يسمع مثيل له من قبل, صوت لم يقل إلا جملة واحدة:

– توقف عن النظر لأحشائي.

– ؟؟؟؟؟!!!!!! ………

اريخ النشر 12 / 11 /2014

guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى