أريد النصيحة!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أنس عمري ٢٠ عاما ، جئتكم يائسا و لدي الكثير لأقوله، وكل ما أريده هو نصيحة عقلانية أو دعاء صادق.

لا أعرف كيف أبدأ، لكن مشكلتي أني لم أنجح في أي شيء، لقد فشلت في دراستي والجميع من حولي ينادوني بالفاشل. أسمعها من أبي و أمي و إخواني الذين يهينونني رغم أني الأخ الأكبر.

والداي يدعوان علي دوما، و كل من في المنزل يحتقرني و لا أحد في صفي. أهانني أبي ووصفني بأشياء لا تمثلني أمام الناس، ظنا منه أنه سوف يعاقبني.

لقد وصفني بأني رجل أتلاعب بالنساء وبأقذر الأوصاف، رغم أني لم أقم بأي علاقة وبأي شكل من الأشكال مع النساء سواء كانت علاقة حلال أم حرام. فأنا أستحي جدا وأتأتأ عندما أتحدث خاصة مع النساء.

إقرأ أيضا: ضائعة بحاجة ماسة لنصيحة

و أنا أعترف بأني جاهل بالنسبة لمن هم حولي، فعقلي لا يمثل عمري. ورغم إنكار هذا أمام الناس بسبب خجلي، لكني أعترف أني قليل العلم و الثقافة. فترى الناس يتناقشون بأمور عامة حتى الأطفال يعرفونها وأنا أجهلها و لا أفهم، لذا أفضل الصمت و الاستماع. وإذا سألني أحد سؤالا عاما أتوتر لأني لا أعرف كيف أجيب فقد لا أفهم مقصده.

لست انطوائيا وأنا أحاول مخالطة الناس، لكن المشكلة أن الناس تراني غبي ولا أحد يريدني حوله ولا حتى عائلتي. فقد سمعت أمي و أبي يتمنون لي الموت أو الانتحار. لم أبكِ في حياتي أكثر من ذلك اليوم الذي سمعت فيه هذا، رغم أني لست عاقا وأنا الوحيد الذي أنفذ أوامر أبي و أساعده إذا احتاجني، وأساعد امي بأعمال المنزل و التنظيف.

لماذا يكرهونني؟ لمَ يميزون إخواني عني؟ لماذا يملك إخواني كل شيء من الأجهزة و التدفئة والمكيفات في غرفهم، و أنا أنام في البرد و الحر. أعرف أن الله يبتلي عبده ليختبر صبره، ولكني بدأت أعصي الله، ليس تحديا.. و لكن بسبب توتري وفقداني لنفسي وبكائي. أنا لا أترك الصلاة، وأساعد الناس دون أن يسألوني والله أعلم بنيتي.

إقرأ أيضا: أنا فاشلة لا أعرف ماذا أفعل

أحيانا أسأل نفسي، لماذا فشلت في دراستي و ضيعت مستقبلي رغم العمل الجاد و السهر؟ لماذا أنا جاهل ولا أعرف أي شيء و أتلعثم و ينظر الجميع لي بازدراء؟ لماذا يشوه أبي سمعتي أمام الناس و يدعو على بالفشل وعيش حياة سوداء؟

دائما ما أقول أن هناك فرجا، ولكن أخشى أن أعيش طويلاً، وأكون عبرة و اسما يضرب بيه الخزي و الفشل بين الناس.

أكتب لكم هذه الكلمات وأنا أبكي، فإن كنتم قادرين على تقديم أي نصيحة عقلانية و منطقية أو دعوة بظهر الغيب على الأقل سأكون مشكورا لكم يا إخواني.

التجربة بقلم: أنس – الأردن