أهلي سيدمرونني لكن لن اسمح لهم
يعملون على تدمير وإجهاض كل ذرة من ثقتي بنفسي |
السلام عليك ، أنا شاب من الجزائر عمري 18 سنة أحب موقع كابوس وأسف أن قصتي طويلة بعض الشيء لكن أحببت أن أقصها لتأخذوا العبرة وان الغريب يكون أحياناً يهتم لأمرك أكثر من اقرب المقربين .
أهلي يكرهونني ، نعم سمعت جيداً يكرهونني و لا يطيقونني ، أعاني منهم الأمرين فأنا لدي3 إخوة وأختان وأنا الأصغر بين الذكور ، لا اعلم السبب لكن أهلي يفضلون إخوتي علي بالأخص أخي التوأم لأنه التحق بالجيش وشرف اسم العائلة ، وأخي الأكبر الذي يدرس الطب يعاملونهما وكأنهما ملوك ، أما بقية إخوتي فوالدي يعاملونهم بشكل طبيعي ، تخيلوا هم لا ينادوني باسمي بل ينادوني بألفاظ بشعة غريب الأطوار ، معتوه ، مجنون ، حيوان ، فاشل ، لكن لماذا أنا ؟ معاملتهم لي اقل ما يقال عنها أنها قاسية ووحشية وسأوضح لكم بذكر بعض الأمثلة :
– في العام الماضي عند إعلان نتائج البكالوريا حين ظهور نتيجة أخي التوأم فرحوا و ابتهجوا ، لكن أنا فقط لمجرد أنني نسيت رقم التسجيل الذي تدخله للحصول على معدلك صاروا يسبوني و يلعنوني وقلت لهم أنني فقط نسيت أخر رقمين وممكن أن نجده إذا بدأنا من القسم الأول – وقسمي هو الثالث -واستغرقت وقتاً لأجده ، وبينما أنا ابحث إذا بي اسمع أبي يقول لأمي : لا يهمني ، المهم أن المميز نجح و لا يهمني أمر ذلك المعتوه أن نجح أم رسب ، طبعاً عندما سمعت هذا الكلام شعرت كأني تفتت لألف قطعة وفوق هذا لم يتركوا شتيمة إلا و قالوها عني ، لأني نسيت الرقم لكن من منا لا ينسى حتى عندما وجدته وظهر أني ناجح واني الأول على شعبتي ، و لكنهم لم يتأثروا و يباركوا نجاحي .
– يعملون على تدمير وإجهاض كل ذرة من ثقتي بنفسي ، ففي بداية عام البكالوريا قالوا : أنت لن تنجح لا تتعب نفسك يا معتوه يا غبي يا متخلف ، لكن أستاذتي في الفرنسية حفظها الله رأتني ذات يوم و أنا غارق في مشاكلي النفسية و أخبرتها أن ثقتي في الحضيض وان لا احد ينتظر مني النجاح ، نظرت لي وابتسمت قائلة لي : أنا واثقة انك ستنجح وستفاجئ الكل ، عندها شعرت بإحساس لا يوصف ، هناك من ينتظر نجاحي هناك من يثق بي في تلك اللحظة أقسمت على نفسي أنني سأنجح فقط من اجلها هي وكلماتها ، ويوم إعلان النتائج التقيت بها وقالت لي : كنت اعرف انك لها ، عندئذ شعرت بسعادة لا يمكن وصفها.
– اخبرني مدرس الفلسفة أن أسلوبي مميز في الكتابة وانه يتوقع أني سأصبح كاتباً كبيراً وعندما أخبرت أهلي لا احد اخذ الأمر بجد و كأني لا أعنيهم من قريب أو بعيد .
صدقوني من معاملتهم المجحفة أصبحت أفكر أحياناً أني لست ابنهم وأنهم وجدوني في الطريق ، انتم فقط من استطيع أن أفضفض لكم إذ لا أصدقاء لي ولو أخبرتهم مشاكلي تلك لضحكوا وسخروا مني ، صدقوني أنا لا ارتاح إلا إذا كتبت مشاعري في الكراس أو تحدثت إلى صديقي تيدي وهو دمية دب بقي لي من طفولتي.
وأنا أطور الآن نفسي شيئاً فشيئاً و اكتب أحياناً القصص واقرأ الكتب ، حتى أني أفكر أن أتعلم العزف على البيانو وأنا حالياً أتعلم اللغة اليابانية و الأول في مجموعتي في الجامعة.
أحبتي أردت أن أوصل لكم عبرة هي أنه إذا كان الكل يكرهك فأحب نفسك وحقق أحلامك وطور ذاتك لتشعل النار في نفوسهم ، حالياً أنا أعيش لنفسي فقط وللناس الذين يحبوني و يثقون بي وأهلي ليسو منهم طبعاً ، فمهما كان الواقع صعباً فالإرادة والصبر يذللان كل الصعوبات ونفوسكم تستحق السعادة فلا تحرموها منها.
تاريخ النشر : 2017-08-05