الخوف من الموت
السلام عليكم جميعا إخوتي . أنا حقا لا أعلم من أين أبدأ ، فقد بدأت حالتي منذ ماتت أختي رحمها الله ، ماتت غريقة لإنقاذها ابنتها . عندما سمعت بالخبر لم أصدق أبدا كأية ردة فعل أي إنسان . ولكن بعد ذلك أصبح في نفسي شعور لا يطاق ، شعور الخوف الشديد من الموت . شعور أخذ راحة بالي ، أخذ كل سعادتي ! . مرت الشهور ولم أتحسن من هذه المشاعر .
أنا متزوجة ، وليس لي أولاد . ودائما كنت أدعو الله وأبكي أن يرزقني بالولد ، ولكن الآن فقدت تلك الرغبة . كنت أفرح لأبسط شيء يحدث مع ، أما الآن لا يفرحني أي شيء وإن كنت أتصنع السعادة معظم الأوقات .
الخوف من الموت يلاحقني بكل دقيقة وكل ثانية ، وأنا واقفة في المطبخ أطبخ ! ، أقول : الآن سأرى ملك الموت يقبض روحي ، الآن سأموت . وأقول : لماذا أطبخ وآكل وأشرب وآخرها موت؟ ، فأترك المطبخ .
إقرأ أيضا : أخاف على نفسي من نفسي
يأتيني الحماس أن أخرج من البيت وأشتري أشياء لي أو للمنزل ، ثم أتذكر أنني سأموت يوما ما . ربما غدا أو اليوم ، فألغي فكرة الخروج .
صار الشعور لا يطاق والله ! . دائما أتخيل نفسي في القبر ويسألني الملكان وهكذا . دائما أنا في صراع مع فكرة الموت ، التي نزعت مني كل رغبة في السعادة .
الأفكار الغريبة مزدحمة في عقلي ، وأصبحت كثيرة التحاور مع نفسي ودائما نفس الموضوع وهو الموت ، وقبض الروح ، والقبر . والله وبالله وتالله لقد تعبت… تعبت كثيرا ! . صحيح أن هذا التفكير جعلني أقرب إلى الله ، ولكن ليس بالشكل الصحيح ، فأنا أخاف من المجهول ! .
أقول : أختي ذهبت إلى البحر مع عائلتها الصغيرة و لم تكن تعلم أنها ستموت هناك . ذهبت حية فرجعت ميتة ، وباتت في قبرها بدل بيتها . أقول : أنا أيضا يمكن أن أبيت في قبري الليلة ، فيزداد قلبي ألما .
أرجوكم موضوع خوفي من الموت زاد عن حده . دلوني على حل ، دلوني على طريق الخروج من هذه الحالة النفسية . اشتقت إلى راحة بالي ، اشتقت إلى السلام الذي كان بداخلي ، اشتقت للضحك من كل قلبي . وليس الضحك الممزوج بالخوف الذي صار لا يفرق قلبي . اشتقت إلى أن أستمتع بلحظة مع زوجي دون أن تداهمني فكرة الموت فتميت لحظات حياتي .
إقرأ أيضا : أخاف من الخيانة
الأمر جدي جدا ، والله حتى أنني ضيقت العيشة على زوجي ، فهو دائما يحاول تهدأتي ونزع هاته الأفكار من رأسي .. ولكنها لا تذهب !.
أواسي نفسي فأقول : الحمد لله أنني ولدت مسلمة وملتزمة دينيا ، وعائلتي مسلمة وملتزمة ، فأنا خير من الكافرة التي لا تخاف من الموت .. وما ستجد في قبرها ، فيهدأ قلبي ، ولكن سرعان ما يعود شعور الخوف والرهبة والرعشة من الموت .
أصابني الأرق ، وأتيه في أفكار غيبية غريبة جدا ، كأن أفكر مخاطبة نفسي : أختي ماتت ، فماذا وجدت هناك ؟.. لماذا لا تخبرنا في المنام ماذا وجدت ؟ . وكيف هي؟ ، وهل تفكر فينا وفي أولادها ؟ ، وهل اشتاقت لنا ؟ . وأمور تافهة كثيرة ..
إخوتي لا تبخلوا علي بأرائكم ، لعلي أجد كلمة تكون مفتاح نجاتي من هذا العالم الذي أنا بداخله . ودمتم في رعاية الله وحفظه .
التجربة بقلم : جويرية – الجزائر