القسم : طوائف و معتقدات
السيباستيانيزم .. أسطورة الملك العائد مع الضباب

السيباستيانيزم هي عبارة عن عقيدة فكرية و إيديولوجية سادت خلال القرن السادس عشر و امتدت حتى القرن العشرين ، مفادها أن الملك سيباستيان إمبراطور البرتغال لم يمت بعد و أنه لازال على قيد الحياة و ينتظر فقط اللحظة المناسبة للعودة إلى العرش وصد الهيمنة الأجنبية ، و معه ستعود أمجاد البرتغال و سيعلو شأنها بين الأمم ..
لكن قبل الخوض في تفاصيل هذه العقيدة ، دعونا نتعرف أولاً على الملك سيباستيان و نعرف ظروف موته أو اختفائه بحسب زعم البعض ..
هو سيباستيان الأول .. ولد في الـ 20 من يناير عام 1554 ، والده هو الملك جون مانويل ، نصب سيباستيان ملكاً بالوصاية في الحادي عشر من يونيو عام 1557 ، حيث تربع على عرش الإمبراطورية البرتغالية التي كان نفوذها ممتداً على سواحل آسيا و إفريقيا و الأمريكيتين ..
أراد الملك الشاب تغيير النظرة العامة التي أخذت عن حكم أجداده فقد كان حكمهم يتسم بالضعف لذلك حاول أن يعلي من شأن إمبراطوريته و أن يكون اسمه بارزاً بين أسماء ملوك أوروبا .. استمر حكمه حتى الثالث من أغسطس عام 1578
محاولة عابثة نحو المجد
![]() |
الملك سيباستيان في باكورة شبابه وريعان صباه
|
قصة الملك سيباستيان و فصول موته المثيرة للجدل تبدأ من هنا ، حيث أراد الملك الشاب شن حملة صليبية من أجل السيطرة على المغرب حتى لا يعود المسلمون للسيطرة على الأندلس مجدداً بمساعدة الدولة العثمانية ، فلذلك اتصل بخاله الملك فيليب ملك اسبانيا الذي حذره من التوغل في المغرب لكن طموح سيباستيان و إقدامه جعلاه لا يستمع لنصيحة خاله .
و المغرب آنذاك كان يقبع وحيداً في أقصى الغرب الأفريقي ، ممتنعاً عن الدخول في طاعة العثمانيين الذين وصل سلطانهم إلى الجزائر ، وخاض ضدهم حروباً كثيرة ، و اتفق آنذاك خلع السلطان "محمد المتوكل على الله" و استيلاء عمه على حكمه لأنه رأى نفسه أولى بالحكم من ابن أخيه الطاغية ، فأضمر المتوكل الفتك بعمه عبد الملك فلجأ إلى البرتغاليين يطلب حمايتهم و يدعوهم لدخول المغرب لاسترداد حكمه مقابل تنازله عن الشواطئ المغربية لصالح البرتغال .
قبل الملك البرتغالي هذا العرض و وجد الظرف مناسباً جداً لشن حملة عسكرية خاطفة على هذا البلد المعزول المنهك القوى بمشاكله الداخلية و الخارجية ، و في نفس الوقت سيسبق منافسته اسبانيا في اقتسام كعكة المغرب ، و هكذا جهز جيشه مدعوماً بعشرين ألفاً من عسكر الإسبان ، و جنود من إيطاليا و فرنسا و ألمانيا بالإضافة إلى البرتغال .
أبحرت السفن الصليبية من ميناء لشبونة باتجاه شمال المغرب يوم 24 يونيو 1578 ، ثم رست بطنجة و فيها لقي سبستيان حليفه المتوكل ، ثم تابعت السفن سيرها و التقى الجمعان في موقعة وادي المخازن قرب مدينة القصر الكبير شمال المغرب في يوم الأربعاء الموافق للرابع من شهر آب (أغسطس) 1578 ، انتهت بانتصار المغاربة .
![]() |
فقدت البرتغال ملكها ومعظم نبلائها وجنرالاتها في تلك المعركة مع الجيش المغربي
|
فقدت الإمبراطورية البرتغالية في هذه المعركة عاهلها و سيادتها وملكها وجيشها و العديد من رجال الدولة ، و لم يبق من العائلة المالكة إلا شخصاً واحداً ، فانقضت عليها اسبانيا و أخضعتها لسيادتها ردحاً من الزمن.. كانت كارثة بكل المقاييس و بذلك فشلت أحلام الملك سيباستيان بتحقيق المجد لإمبراطوريته .
وعلى الرغم من الاحتياطات العديدة التي اتخذها الحكام في إخفاء خبر مقتل الملك سيباستيان إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك و بدأ الخبر يتفشى كالنار في كومة قش بين مصدق و مشكك ، و لم يستطع هؤلاء تأجيل إعلان النبأ ، و في يوم الأحد 24 أغسطس ، تم إعلان الخبر الكارثة ، و دقت أجراس الكنائس في جميع أنحاء المملكة معلنة في حزن عميق نهاية دون سيباستيان الأليمة .
البوادر الأولى لظهور السيباستيانيزم
قضى الملك البرتغالي سيباستيان نحبه في أغسطس 1578 في معركة وادي المخازن ، و رغم صحة الواقعة إلا أن البرتغاليين لم يستطيعوا تصديق ما حدث ، و بدؤوا يقولون أن سيباستيان لم يمت و سيعود للحكم و ستستقل البرتغال ، و تحول أمل عودته لظاهرة مرضية تدعى "السيباستيانيزم" امتدت عبر مئات السنين .
![]() |
تحول الملك المفقود إلى اسطورة .. إلى المخلص الغائب
|
استمدت السيباستيانية قوتها من الغموض الذي أحاط بموت العاهل البرتغالي فهل مات حقاً أم أنه هرب من ساحة المعركة و لازال حياً يرزق ؟؟
إن المؤرخين و الكتاب اللذين كانوا في خدمة إسبانيا ، رغبة منهم في تدعيم مشروعية فيليب الثاني ، أكدوا في رواياتهم أطروحة مقتل ملك البرتغال في المعركة ، و لكي يسبغوا على ذلك طابعاً أكيداً من الصحة ، قدموا أوصافاً عن طبيعة جروح دون سيباستيان و عددها ، و فضل الكتاب البرتغاليين إلتزام الصمت حول هذا الموت ، سواء كان ذلك لأسباب تتعلق بالشرف الوطني ، أو حفاظاً على أمل الشعب في مسألة وراثة العرش .
![]() |
جثة الملك ممددة في البلاط الملكي المغربي .. ربما ليتعرف عليها الاسرى
|
وبناءً على ما ورد في النصوص لمؤرخين مغاربة فأن جثة الملك التعس قد وضعت في صندوق مساء يوم المعركة ، و غطيت بالجير تجنباً لتعفنها ، ثم أرسلت إلى القصر الكبير ، و بعد ذلك ، قدم سلطان المغرب الجثة هدية إلى فليب الثاني ، و قد سلم جثمان دون سيباستيان رسمياً و هو في حالة لا يمكن التعرف عليها و ذلك يوم 4 ديسمبر 1578 ، و لما صار فليب الثاني ملكاً على البرتغال ، دفن الجثة في صومعة بيليم ( belem ) حيث يوجد قبر دون سيباستيان اليوم بين قبر دي كاموس و قبر سكودي غاما ؛ الأول عن يمينه و الثاني عن شماله ، إلا أنه على الرغم من رغبة الإسبان في فرض موت دون سيباتستيان بكيفية لا جدال فيها عن طريق مشهد الجنازة الفخمة ، فإن ظروفاً مثيرة جاءت لتؤكد غداة هزيمة وادي المخازن انتظار عودة الملك المختفي ، من طرف الجماهير البرتغالية التي جعلت موته يحاط بهالة من القدسية .
![]() |
لافتة تذكارية في موقع المعركة
|
و نشأت عندها أسطورة عودة الملك سيباستيان .. وبحسب الاسطورة فأن الملك سباستيان سيعود في يوم ضبابي فوق حصان أبيض ، و وصل اعتقاد البعض إلى حد الإيمان بأن سيباستيان قطع البحر و أنه ينتظر على متن سفينة ترسو على نهر تاجه "أطول أنهار شبه جزيرة الأندلس يمر من البرتغال و إسبانيا" ، و هو ينتظر فقط الفرصة لإعلان نفسه و الخروج لاسترداد العرش .
انتشر هذا الفكر بشكل رهيب ليس في البرتغال و حسب بل حتى في البرازيل و التي كانت أكبر مستعمراتها آنذاك ، و حصدت آلاف الأرواح نتيجةً لظهور هذا الفكر المستوحى من أسطورة سيباستيان الملك العائد .
فمع إعلان الجمهورية سنة 1889 أصبحت البرازيل دولة علمانية ، فظهرت حركات مناوئة للنظام الجديد و ظهر معها الفكر السيباستياني .. و بحسب المعتقد سيعود سباستيان للدفاع عن الحق الإلهي للملكية في البرازيل المنحدرة مباشرة من الملوك البرتغاليين و سيعيد المذهب الكاثوليكي الذي أزيل من الدولة من قبل الجمهوريين ، و أبرز من حمل هذا الفكر لأغراضه السياسية كان هو أنطونيو كونسيليرو الذي قاد حركات تمرد واسعة في شمال شرق البرازيل للإطاحة بالنظام الجمهوري في البلاد ، و بنفس الإيديولوجية السيباستيانية وقعت حرب كوندو 1897 و حرب كونتيستادو 1912- 1916.
الدون سباستيان ظل حاضراً في المخيلة الشعبية عند البرازيليين حتى بعد مرور قرون على وفاته كان آخرها في سنة 1930 م ، بعد مرور 352 سنة على تغييبه حسب اعتقادهم ، حدثت أزمة تموين في المدن و خرج أنبياء يبشرون برجوع الدّون سيباستيان و هم يرددون :
بعد ليلة النار سيظهر دون سيباستيان
وعندها سَتُفتح الخزائن ثانية ، وستمتلئ بالمؤن
وبفضل الملك ، سيعُمُّ الرّخاء
وسيظهر دون سيباستيان ثانية
![]() |
شعار الثوار : " لاتوجد انتخابات .الدون سباستيان سيعود " ..
|
و تشير المصادر أيضا أنه حين احتلال نابليون للبرتغال سنة 1807..صاح الجنود البرتغال و هم في أوج المعركة "يعيش الدون سيباستيان".. وكان حينها قد مر على وفاته 229 سنة !!
للإشارة فقط ، فأسطورة (الملك الذي سيعود في صباح يوم ضبابي) لا زالت شائعة إلى يومنا هذا كإرث ثقافي لغوي .
أنا هو الملك سبستيان
![]() |
سيباستيان البرازيلي المزعوم
|
و من الأمور الطريفة لهذه الأسطورة ظهور العديد من المغامرين و المدعين اللذين زعم كل واحد فيهم أنه الملك المختفي !
ففي سنة 1584 ظهر رجل في بينماكور ، و هي قرية صغيرة تقع على الطريق الرابطة بين سلمانك و لشبونة ، ادعى أنه الملك دون سيباستيان ..
كان راهباً و ابن عشرين سنة ، كان هذا الراهب قد تعرف على أرملة رجل قضى في المعركة و اعتنت به ، بدأ أمره بالتجوال في الأرياف مدعياً أنه نفسه شارك في المعركة ، ثم شرع بالرطن بكلام يقول لمستمعيه أنها لهجة مغربية حفظها من وطيس المعركة !
بعض السذج ظنوا أنه ربما يكون الملك الذي اختفى ! فاتفق أولاً مع شخصين ليصحباه و ليمثلا حاشية الملك الغائب ، كان أحدهم يقول بأنه "كريستوفار دا تافورا" الحاجب المقرب لدون سيباستيان ، و ادعى الآخر أنه الأسقف "غاروا"
وصلت أخبار ما يقوم به هذا الثلاثي الكاذب إلى سلطات لشبونة ، و تعرفوا على الدعي بسهولة ، لأن الدون سيباستيان كان عمره في حدود الثلاثين ، طويل القامة و أبيض البشرة و شعره أشقراً ، بينما الدّعي في العشرين من عمره بقامة متوسطة و بشرة سمراء ، و قد ألقي القبض عليه هو و صاحبيه و أرسل إلى لشبونة التي دخلها و هو راكب على حمار بشكل مقلوب " حيث أدار وجهه لعقب الحمار " إلا أنه أصر أمام التحقيق أنه لم يدّع قط أنه الملك دون سيباستيان ، و إنما الناس هم اللذين كانوا يطلقون عليه ذلك ، اقتنعت المحكمة بعد مقارنة شهادته مع شهادة غيره و حكمت عليه بالأشغال الشاقة إلا أن صاحباه ، لم تسعفهما شهادة الشهود فأعدما .
الدون سباستيان الثاني عرف باسم " ملك إيرسرا " كان ناسكاً متعبداً ، استقر في ذلك المرفأ الصغير الموجود عند مصب نهر الطاج ، حيث كان يكفر عن خطاياه السالفة ، منتظراً العودة إلى أهله ، و بعد أن انضمت إلى قضيته جماعة كبيرة من المتعصبين عزم على الزحف إلى لشبونة ليتوج بها ملكاً و قد أرسلت لمواجهته قوة عسكرية يترأسها القاضي "ديوغودا فانسيكا"
![]() |
في كل الديانات والثقافات هناك شخصية المخلص الغائب التي ينتظرها جميع المؤمنين .. وقد استغل الكثير من الدجالين هذه القصص ليزعموا بأنهم هم المنقذ الغائب
|
ألقي القبض على " ملك إيريسرا" و حوكم و أعدم شنقاً يوم 14 يونيو 1585 مع بعض أتباعه و قد احتفظ بإسمه الحقيقي و هو ماتيوس ألباريس .
الدون سباستيان الثالث .. و يعد أشهر من انتحل شخصية الملك المختفي ، ظهر سنة 1594 و لكن ليس في البرتغال و إنما في قلب قشتالة نفسها ، و قد عرفه التاريخ لنا بإسم "جبرائيل إسبينوزا حلواني مادريكال" الذي حير طوال شهور عديدة قضاة الملك الكاثوليكي ، و حين كشفت الخدعة حكم عليه بالإعدام و قد قدم نفسه ليعدم دون أن ينكر أو يصرح بحقيقة هويته .
الملك المزيف الرابع .. رأى النور في يونيو 1598 في مدينة البندقية ، و بناءً على أقواله فإنه هزم في المغرب و فر منه ، و التحق بعد ذلك بصقلية ثم بغلايري ، و بعد أن أقام بالبندقية مدة عامين انتقل إلى توسكاني حيث ألقى القبض عليه الدوق الأكبر ، و سلمه إلى السلطات الإسبانية بنابولي ، و قد حكمت عليه هذه الأخيرة بالأشغال الشاقة في شهر مايو 1601 م ، لكن بما أنه استمر في استمالة الأتباع داخل السجن فقد نقل إلى سان لوكاردي براميدا حيث أجري التحقيق في قضيته من جديد و حكم عليه بالإعدام شنقاً هو و أربعة عشر من أتباعه في 29 شتنبر 1603 ، و لعل الرجل كان أحد رهبان مدينة كلايري وترك الرهبانية و كان يسمى ماركو توليو كاتيرون .
و رغم أنف الجميع سيعود الملك سباستيان يوماً ما
![]() |
سيعود ويخلص العالم من المآسي
|
قد يتبادر إلى أذهاننا أن قصة عودة ملك -ميت أصلاً -سواء مات وقت المعركة أو بعدها هي ضرب من الجنون خاصة عندما نعلم أن المؤمنين بهذه النظرية اعتقدوا بصحتها و قد مضى على اختفاء الملك مئات السنين ..
و لكن إن تأملنا قليلاً سنجد أن للأسطورة جذور قديمة ، فقد ألَّف الشاعر ثاباتيرو باندارا ما بين 1530و 1546 قصائد غنائية تتنبأ بظهور الملك الذي سيخلص العالم من المآسي و سيعلي شأن البرتغال على المستوى العالمي ، و بذلك فإن أسطورة عودة سيباستيان الذي توفي سنة 1578 تندرج ضمن هذا السياق ، و ساهمت أفكار ثاباتيرو و أبياته الغنائية في رؤية أهل البرتغال في ملكهم سيباستيان ذلك البطل المرغوب و المُخلِّص ، فهم لم يتقبلوا فكرة مقتله بتلك الطريقة المخزية فانتشر اعتقاد شعبي يقضي بعودته يوماً ما ، بل ظن البعض أنه قد عاد بالفعل و أنه ينتظر مرة على ظهر سفينة و مرة في جزيرة معزولة و مرة أخرى على نهر التاج .
ظاهرة السيباستيانيزم في وقتنا الحالي
يستخدم السبستيانيزم من قبل بعض المثقفين و السياسيين في البرتغال لانتقاد المجتمع البرتغالي بصفة عامة ، و في مجالات معينة كالاقتصاد بصورة خاصة ، قائلين أننا دائماً ننتظر حلول سحرية و جاهزة لحل مشاكلنا تماماً مثلما ننتظر عودة سباستيان .
أخيراً ..
السيباستيانيزم ليست ظاهرة سياسة فقط بل هي ظاهرة ثقافية أيضاً كان لها روادها في الأدب و الشعر و المسرح حيث كتب الأديب البرتغالي "لويس دوكامويس" و هو معاصر للملك سباستيان قصيدة شعرية أهداها لروح الملك المفقود بعنوان "Os Lusíadas" (Les Lusiades ).
و أيضاً من أهم الأعمال المنساقة في فكر حركة السيباستيانيزم نجد كتاب "رسالة" للكاتب البرتغالي الشهير "فرناندو بيسوا "و هو شاعر و أديب و ناقد أدبي و مترجم و فيلسوف .. خلد هذا الشاعر اسم "دون سيباستيان " بقصيدة في هذا المعنى سماها باسمه ترجمها للعربية نزار اغري :
الدون سبستيان ملك البرتغال
مجنون .. نعم مجنون لأني اشتهيت العظمة
هذه التي لا يمنحها القدر
لم أستطع احتواء يقيني داخلي
و لهذا و حيث يقوم الشاطئ الرملي .
و مؤخراً في سنة 2002 صدر مؤلف للبرازيلي "ايدانو غوريز" مؤلفاً في هذا الشأن و كذلك كتاباً لسونيا لوغو ، و قصة الملك المختفي استأثرت أيضاً على اهتمام الفرنسيين و كتب المسرحي الفرنسي بول فوشير عام 1839 مسرحية بعنوان " théâtre "Don Sébastien de Portugal "
معلومات جانبية
معركة وادي المخازن و تعرف أيضاً بمعركة الملوك الثلاثة ، و ذلك لأنها شهدت وفاة ثلاثة ملوك دفعة واحدة و هم سلطان المغرب عبد الملك السعدي الذي قاد المعركة و قد مات بشكل طبيعي نظراً لمرضه و كبر سنه و هناك من يقول أنه مات مسموما ، و الملك الثاني هو الملك سيباستيان مات مثخناً بجراحه ، و الملك الثالث هو السلطان المخلوع المتوكل الذي وجدوه غريقاً فسلخ المغاربة جلده و حشوه تبناً و طافوا به بين قبائل البربر انتقاماً منه على خيانته لوطنه و استقوائه بأعداء المملكة .
المصادر :
- معركة وادي المخازن - ويكيبيديا
- السبستيانيزم - ويكيبيديا
- Le sébastianisme - une histoire portugaise
- Antônio Conselheiro - Wikipedia
- إبراهيم حركات ، السياسة والمجتمع في العصر السعدي
- إبراهيم شحاتة حسن ، وقعة وادي المخازن في تاريخ المغرب
- مفدي أحمد ، معركة وادي المخازن في سياقها التاريخي والحضاري
- بيير بيرنيي معركة وادي المخازن
- محمد زنيبر ، معركة الملوك الثلاثة ، مذكرات من التراث المغربي ، الجزء الثالث
- 1603: Marco Tulio Catizone, the false Dom Sebastian
تاريخ النشر: 2016-10-02
التعليقات (34)
اياد العطار:
تحية للاخ العزيز مغربي اندلسي على هذا المقال المشوق والدسم بالمعلومات المفيدة .. في الواقع قصة او اسطورة او عقيدة المخلص الغائب موجودة في ثقافات وديانات معظم شعوب الارض .. وحكاية الملك سباستيان ليست إلا واحدة من تلك القصص والتي غالبا ما يترافق ظهورها مع ظروف صعبة ومأساوية مما يدفع الناس إلى التعلق بالخيال والامل بأن يأتي منقذ من السماء او من الموت ليبسط الخير والمساواة والعدل والثراء بين جميع الناس ..
هناك معلومة ذكرت في المقال حول ان جثة الملك تم وضعها في صندوق .. لكني قرأت في ويكيبيديا أن جثة الملك لم يعثر عليها ابدا بعد المعركة .. وربما لهذا السبب تحول هذا الملك الشاب لأسطورة .. اعني لأنهم لم يعثروا على جثته لذا تخيل او تمنى البعض ان يكون قد نجا ..
عموما مقال جميل وجهد مشكور .. وبأنتظار المزيد من الابداعات تقبل فائق التقدير والاحترام.
فتاة من العالم الأخر:
احسنت اخي الكتابة موضوعك جميل وغني بل معلومات والتشويق استمر ما كان اسمه!..اجل السباستيزم اتعلم ما اسميه الستباسيول خخخخ
الفتى الرومانسي:
مقالة جميلة يا ابن بلدي
ملاك:
مقال رائع سلمت يداك ..☺
بنت العرب:
تحياتي للجميع شكرا لكم ولكن أرجو ألا تركزوا على الموضوعات التاريخيه البحته لأنها احيانا تخلو من عنصر التشويق والقاريء لمقالات موقع كابوس يبحث عن الماورائيات أو أغلب رواد الموقع في ما أظن تستهويهم العوالم الاخرى
عبدالله السنكي:
مقالة رائعة ومفيدة وهناك عقيدة مشابهة موجودة في الديانة الراستفارية تقول ان الملك هبلا سيلاسي سيعود ليخلص السود
عائشة من المغرب:
مرحبا ابن بلدي
شكرا لك على مقالاتك الرائعة مرة أخرى مقال مليء بالمعلومات القيمة رغم انك كتبت عن الملك سيباستيان انا لم انتبه لما ذكرته للأسف أمجاد اجدادي اخذتني بعيداا معركة واد المخازن.
شكراا لك على المقال
نجوان:
مقال رائع و تثقيفي سلمت يداك مغربي اندلسي
yasser:
شكرا على هذا المقال التاريخي الجميل .
استمعت بقرأته ؛ لكن لدي ملاحظة :
كيف ولد الدون سبيستيان سنة 1554 وتولى الحكم سنة 1557 ؟
هل تولى الحكم وهو بعمر الثالثه ؟
تحيااتي وودي .
emi:
كان من الطبيعي اعتقاد الناس في عصرة عودة ملكهم الغائب الذي لم يتاكدو من مقتلة
لكن توارث الفكرة ظاهرة اجتماعية غريبه..ذكرتني بتجربة القرود الثلاثه والموز..في علم الاجتماع لاثبات توارث الاعراف الاجتماعيه حتى لو كانت غير منطقيه
راية_ديدو_الاسلام:
مقاله جميله وربما موجزه بعض الشئ
ولكن ظاهرة الاعتقاد بوجود شخص ينقذ الانسانيه لم تقتصر
ع الاسباستيانيين ولكن لها جذور قديمه تمتد الى الحضارات القديمه مثل المايا وغيرها التي اعتقدت بيوم نصر الانسانيه
ديدي:
اهلا شكرا على الموضوع جدا رائع وياريت تزودوا من دا الصنف جدا تعجبني المواضيع التاريخيه فوق ما تتصورو جدا جميله تستمتع اشد الاستمتاع عنما تقراها خصوصا الي تكون في القرون الوسطى فانا وغيري نعشقها ياريت تكثروا من دا الصنف جدا رهيب ايوه يا emi شكرا على نظرية القرود الخمسه شفتها من النت في وكيبيديا احسها جدا حقيقيه وتمثل واقعنا
عزف الحنايا:
أخي العزيز مغربي أندلسي
اشتقتُ لكتاباتك كثيراً .. مقال رائع ومميز جداً .. تسلم ايدك .. بإنتظار جديدك ^^
صفاء:
قصة رائعة
هابي فايروس:
جميل:)
عمر العمودي:
تقريبا فكرة الرجل الغائب الذي سيأتي آخر الزمان ليصلح مافسد ويحكم بالعدل بعدما ملأت الدنيا ظلما وجورا موجودة في أغلب الثقافات والأديان.
عزف الحنايا:
هابي فايروس
حبيبتي اشتقتلك
ادخلي على المقهى لحتى نحكي ^^
أحدهم:
مقال رائع كعادتك :)
GREEN:
مقالة تاريخية رائعة ،بالفعل كان لمعركة وادي المخازن الدور الكبير في دفع الخطر البرتغالي بعيدا عن سواحل أقاصي بلاد المغرب ،الأمر الذى أدى بدوره إلي تعزيز موطئ أقدام الدولة السعدية في بلاد المغرب اﻷقصى ،إلى حين مجيئ العلويين
بيد أن الفكرة العقائدية التي قد برزت عند البرتغاليين ،استغرب اعتناقها من قبل البعض،خاصة وأن هذه المذاهب والمعتقدات التي تبنى على هذا الأساس ،لابد وأن يكون صاحبها ،ذا فعل له شأن على صعيد الدولة الأمر الذي يستدعي انصياع الناس له
ولكن العجب العجاب من هذا السبستيان ،إذا لم أجد له إنجاز عظيم ،أو قول مأثور ،يقوي الداعي لتقديسه.
فالبرجوع إلى نتائج المعركة(وادي المخازن )،نراه قد فشل فشلا ذريعا في تحقيق ماكان يطمح إليه،فلو قرناه بغيره ،على سبيل المثال ب(شارل مارتل) القائد الفرنسي ،لوجدناه في موقف محرج.
فيا ترى مالداعي الذي استمال الناس لتقديسه وتبجيله ،على الرغم من انعدام أي إنجاز كبير له؟
لربما كان السبب هو الفراغ والتجوف الديني المحيط بالناس في تلك الفترة على الرغم من وجود الدين المسيحي أنداك
متفائله:
..مقال رائع ومميز جدا
هابي فايروس:
عزف؟ اوك:)
مصطفي جمال:
مقال جميل و اعجبني انه تاريخي اتمنى ان تكتب عن ثقافة المغرب و اساطيرها شكرا على المقال
مغربي اندلسي:
اعزائي القراء شكرا لكم فردا فردا على انطباعاتكم كيفما كانت ايجابية او سلبية.
والشكر موصول للاستاذ الاخ اياد العطار الذي قام بتنقيح المقال واضافة بعض الفقرات حتى يخرج باجمل حلة..واشكره جدا على تعبه وهذا ليس بالجديد عليه .
بالنسبة للتساؤل الذي طرحته حول جثة الملك ووضعها في الصندوق..فالرواية كانت لمؤرخين مغاربة وقد جاء في كتاب " معركة وادي المخازن بين الملوك الثلاثة" تأليف يونس نكروف ترجمة د. وفاء موسى ويشو وحسين حيدر.الطبعة الأولى السنة 1987م. الصفحات 195 و 196..
(وبعد الظهر حضر نبيل شاب يدعى سيباستيان دوريزيند، كان يعمل خادما في غرفة دون سيباستيان أمام الشريف الجديد وأكد أن سيده قد مات وهو يقاتل، وأعلن أنه يعرف المكان الذي قتل فيه، ويمكن إيجاد جسده. فقدم له بغلا وبعض الحراس وذهبوا جميعا إلى المكان المعني. وهناك كان يتمدد جسد دون سيباستيان عاريا تماما. فلف بغطاء ووضع على ظهر بغل، وأحضر إلى أمام مقصورة السلطان. ووضعت الجثة على حصير مصنوع من القصب. وكان في رأسه خمسة جروح، اثنان منها عميقان فوق العين اليمنى، ولكن جسمه لم يصب بأية جروح بسبب الدرع الذي كان يرتديه دون سيباستيان أثناء القتال، والذي عراه منه سالبوه. ويشير المؤرخون البرتغاليون والإسبان أن الشريف قد أبدى تأثرا عميقا لرؤية الجثة. وطلب مولاي أحمد من النبلاء الأساسيين ومن نبلاء برتغاليين آخرين الإقرار بأن الجثة لملكهم، لكي يمكن العمل على دفنها. فشهد الجميع أنها فعلا لدون سيباستيان، وصدرت إرادة ملكية بنقل الجثة إلى الكاردينال دون هنري. وبعد ذلك، حنط الجسم ونقل إلى القصر الكبير بأمر من الشريف. وسمح لواحد من النبلاء يدعى بيلشيور أمرال اختير من بين الأسرى، بالسهر على هذا النقل وتقديم مراسم الشرف الأخيرة للجثة الملكية. وفي السابع من آب وضع التابوت الذي يحتوي على الجثة في صالة صغيرة في قصر الحاكم إبراهيم السفياتي)
وجاء في كتاب : "معركة وادي المخازن ". ليونس نيكروف. الصفحة 199 : (ومنذ شهر أيلول، صمم الكاردينال الملك على شراء جسد ابن أخيه السيئ الحظ ، وكتب إلى سلطان المغرب لفتح المفاوضات في هذا الشأن: فأجاب الشريف أنه لا حاجة لإجراء مفاوضات، وأنه على استعداد لتسليم جثة دون سيباستيان دون طلب فدية، كما سبق أن عرض على الملك فيليب الثاني، وأضاف أنه سيعطي أوامره بذلك).
ولما نقلت الجثة إلى مدينة القصر الكبير تبعا لأوامر السلطان مولاي أحمد المنصور الذهبي، وبعد تحنيطها بالجير تجنبا لتعفنها وتلفها، وضعت بتابوت خشبي.
الاكيد في هذا كله ان الجثة كانت مشوهة مما صعب مهمة التعرف على صاحبها رغم التاكيدات انها لملك البرتغال..كما ان المصادر المغربية تشير الى بقائها في المغرب لمدة 4 اشهر وعشرة ايام وحنطت بالجير كي لا تتعفن قبل تسليمها للبرتغاليين .
كان ملكا تعسا الى ابعد حد.ولا ادري لحد الان كيف يقدسونه ويبجلونه..وينتظرونه ايضا؟؟؟..ولسان الحقيقة يقول انه بسبب السيد سباستيان هذا انهارت اقوى الامبراطوريات في عصره وبسببه احتلت اسبانيا البرتغال لمدة 93 سنة قبل ان تستقل وهي فاقدة لمعظم اراضيها ..وبسببه ايضا اصبحت البرتغال الشريك الاصغر لاسبانيا في شبه الجزيرة الابيرية لحد الان .بعد ان سيطرت اسبانيا على ثلاثة ارباح مساحة شبه الجزيرة لصالحها ..فياله من ملك وياله من مخلص؟؟؟
الإفريقي:
مقال أقل ما يقال عنه أنه رائع.. و لعل الإعتقاد و الإيمان برجوع المخلص آخر الزمان حاضر في أغلب الثقافات و الديانات!
دمت لنا فخرا يا ولد بلادي
أخوك الوجدي من الغابون
بدر:
مقال جميل استمتعت بقراءته
فراس محمود:
شكرا لك , مقال رائع ومفيد
غريب:
السبب في ابتداع هذه الظاهرة و خصوصا لدى شعوب عاطفيه و تؤمن الانقياد المطلق لملوكها في تلك الحقبة من الزمان هو التقليل من شأن الانتصار المدوي للمسلمين والهزيمة النكراء للصليبيين ومن أول معركة بحيث أنه و بسبب هذه الهزيمة على يد المسلمين تدمرت الدولة التي ساهمت بطرد المسلمين من الاندلس فكان لابد من ابتداع مثل تلك الخرافات لتناسي الهزيمة و إبقاء شعب تلك الدولة على أمل ان يعود مخلصهم بدلا من بناء دولتهم و الالتفات للمستقبل ..
؟؟؟:
مقال رائع هذا الموقع متميز
"""*"""":
اعوذ بالله ،، مقال ممل جدا جدا ،،،و......
555555555:
رااااااااااااااااااائع
الاثير الاثيري:
رووووووووووووووووووعة استمر يابطل
تحية من العراق الى المغرب العربي الاصيل
...кαямα:
اسمه " سيباستيان " يذكرني بشخص ، لقد تألمت الآن.. ]:
صقر المغرب الأقصى:
شكرا على المقال القيم والرائع
القلب الحزين:
إن إيمانهم بأنه سيعود إلى الان ليس منطقياً إطلاقاً فحتى وإن لم يمت في المعركة فمن المؤكد أنه مات بطريقة أو بأخرى بسبب مرور قرون على المعركة.