طوائف و معتقدات

بيت الاسرار .. جريمة قتل أم أنتحار جماعي!

بقلم : lamya – Libya
[email protected]

في الأول من يوليو عام 2018 ، لم يُفتح أي من متاجر البقالة المملوكة لعائلة تشونداوات ، والتي كانت تفتح أبوابها في تمام الساعة 5:30 صباحًا، شعر الجيران بالقلق وحاولوا الاتصال بألأسرة و لكن لم يتم الاجابة علي اتصالاتهم ، حتي قرر أحد الجيران أن يذهب إلي بيت العائلة و الإطمئنان عليهم ، وُجد الباب الرئيسي مفتوحًا و بمجرد أن دخل البيت حتي تفاجأ وأصيب بالصدمة لهول ما رأي ….!!! , تجمع الناس و تجمهرو حول البيت و تم استدعاء شرطة الحي وعند دخولهم إكتشفوا وجود عشرة من أفراد العائلة البالغ عددهم 11 فردا ، جثتهم متدلية من مشانق من علي سقف الصالة في تشكيل دائري مخيف ، كان أفراد الأسرة معصوبي الأعين بقطعة قماش ، أقدامهم و أيديهم كانت مقيدة و كانت افواههم و آذانهم محشوة بالقطن و مقفلة بشريط لاصق ، أما بالنسبة للعضو 11 ، فقد كانت الجدة البالغة من العمر 77 عام كانت جثتها في الغرفة الأخرى على الأرض ، بالقرب من سريرها , كان جميع أفراد الأسرة ميتين بإستتناء كلبهم المربوط فوق سطح المنزل و قال شهود عيان أنه لم يتوقف عن النباح طول الليلة الماضية.

blank
جثثهم تتدلى من السقف .. الجميع حتى الاطفال

حتي نفهم تفاصل ما حصل في ذلك المنزل ، دعونا أولا نتعرف علي أفراد عائلة تشونداوات أو عائلة ( بهاتيا ) كما كان يطلق عليهم أفراد الحي.

تتكون الأسرة من الجد بوبال ( توفي في ظروف طبيعية في سنة 2007 ) , زوجته الجده نارياني 77 عام , الأبن الأكبر بهافنيش 50 عامًا و زوجته سافيتا 48 عام , أبنه دروف 15 عام ، بناته نيتو 25 عام و مانيكا 23 عام .

الأخت براتيبها 57 عام و أبنتها بريانكا 33 عام ، و أخيرا الأبن الأصغر للعائلة و أسمه لاليت و عمره 45 ، و زوجته تينا 42 عام , ابنهم شيفام و يبلغ من العمر 15 سنة .

كانت عائلة كبيرة من الطبقة المتوسطة يعيشون في قرية صغيرة شمال الهند , منذ أجيال كانت أسرهم من المزارعين , و في سنة 1989 قرر الأب بوبال الأنتقال إلي المدينة , و في عام 2007 كانت عائلة تشونداوات مكونة من 12 فرداً يعيشون جميعاً تحت سقف واحد حيث استقرت في منطقة بوراري وركزت على تكوين مستقبل أفضل.

كان مصدر رزق الأسرة متجر بقالة في الطابق الأول من بيتهم , اشتهروا ببضاعتهم الممتازة , كان لهذا دور مهم في كسب ثقة الزبائن و بناء سمعة طيبة لدي الجيران , الجد بوبال كان يتمتع بشخصية محبوبة و لطيفة حيث أنه حظِي بالأحترام و التقدير من الجميع لدرجة أن جيرانه أطلقو عليه لقب بابا و كان مثل الأب الروحي لهم .

أما بالنسبة لزوجته الجدة نارياني فكانو يطلقون عليها لقب ماما حيث أنها أيضا كسبت محبة و أحترام أهل الحي مثل زوجها تماماً.

blank
كانت العائلة تبدو في قمة السعادة والنجاح

الكثيرين ممن شاهدوا الأسرة من الخارج أعتقدوا أنهم كانوا أسرة ناجحه و مستقرة و حياتهم مثالية, أجتماعيين لطفاء و متعلمين جيداً , يملكون تجارة ناجحة و مزدهرة و من متجر واحد أصبح لديهم 3 متاجر تدر عليهم مكسب كبير من المال بينما كان أطفال الأسرة أذكياء ، وجيدون في الدراسة ، ويتسمون بالاحترام ، كان الأعضاء الآخرون حريصين على مساعدة أقاربهم وأصدقائهم كلما احتاجوا إلى ذلك و لم يكن لديهم أي مشاكل مع أحد , لم يقبل أي من أقارب الأسرة أو جيرانهم حقيقة أنها جريمة قتل فلم يكن لديهم أعداء , و استبعدوا أيضاً أن تكون محاولة أنتحار جماعي و ذلك لأن العائلة أقامت احتفالًا ضخمًا لإحدى بناتهم ، خطوبة بريانكا ، والذي حدثت بالضبط قبل 14 يومًا من وقوع الحادث , كانوا سعداء و متحمسين للعرس الذي كان من المفترض أن يقام بعد عدة أشهر.

لعبت شرطة دلهي دور كبير في كشف غموض و ملابسات الحادثة , و خاصة رئيس مركز شرطة منطقة بوراري ( حيث كانت تسكن العائلة ) كان أول من وصل إلي مسرح الجريمة هو و فريقه , وقال أنه لم يشاهد شيء كهذا طوال حياته المهنية , أفترض رئيس الشرطة منذ البداية أنها عملية أنتحار , و كان يري الأنتحار الجماعي يصور ( شجرة بانيان *) ولكن لم يتم العتور علي رسالة انتحار , شهد ضباط الشرطة عدم وجود أدلة ظرفية تسهم في القتل الجماعي المزعوم ، ولا توجد علامة على السطو لأن النساء كن يرتدين جميع الحلي الخاصة بهن , كانوا في حيرة من أمرهم , الأسئلة عديده و تحتاج إلي إجابات .

أخذ مسؤلوا الشرطة في الاعتبار أثناء فترة التحقيق ، لقطات من كاميرات مراقبة كانت موضوعة في أحد جدران المنزل المواجهة لمنزل اسرة تشواندوات ، وتم فحصها من الليلة السابقة حتى وقت وقوع الحادث. تم تنفيذ ذلك من أجل استبعاد إمكانية دخول شخص غريب عن العائلة , ولضمان عدم تورط أي شخص في الحادثه.

blank
الحادثة تسببت بضجة وظن الناس انها ورائها جريمة قتل

وكشفت تقارير التشريح بأن وفاة أفراد الأسرة جميعهم كانت بسبب الشنق فقط , تم تقييد أطفال المنزل ليس فقط من أيديهم ولكن أيضًا من أقدامهم بلا رحمة بأسلاك الهاتف. لم تكن هناك علامات صراع من قبل أي منهم. كانوا معصوبي الأعين , افواههم وآذانهم كانت محشوه بالقطن.

تم العثور على أكبر أفراد الأسرة ، الجده نارياني ميتة في الغرفة الأخرى بجانب سريرها بجسد نصف مقلوب. كان هناك حزام حول رقبتها و وجود علامات علي رقبتها تدل علي خنقها به , كان لكل فرد في الأسرة وشاح حول رقبته والذي اٌستخدم لشنق أنفسهم.

تم اكتشاف دليل على طقوس دينية تم إجراؤها في الليلة السابقة للحادثة حيث أنه تم العثور على بقايا من محرقة طقسية في أحد أركان المنزل , و بعض الرماد الذي كان ملقي حول المحرقة ، كان من الواضح أنه تم استخدامه قبل يوم واحد من الحادث.

blank
كاميرا المراقبة اظهرت قيامهم بطقوس في الليلة السابقة لمقتلهم

في 28 يونيو 2018 شوهدت تينا ، زوجة لاليت ، وابنها شيفام ، وقد اشتروا أربعة مقاعد , علاوة على ذلك ، في 30 يونيو 2018 ( اليوم الذي يسبق الحادثة ) الساعة 9:40 مساءً ، شوهدت تينا تحمل بعض المشتريات و في الساعة 10:29 مساءً ، شوهد نجل لاليت ، شيفام ، وهو يفتح متجر البقالة المملوك للعائلة ويحمل مجموعة صغيرة من الأسلاك للمنزل في الطابق العلوي.

بعد بحث دقيق من قبل الشرطة ، تم العتور بجانب معبد صغير مقام في أحد زوايا المنزل علي 11 دفتر مكتوب بها يوميات الأسرة , حيث كان أول دفتر مؤرخ في عام 2007 وآخر شئ تم كتابته في هذه الدفاتر كان في الليلة التي سبقت الحادثة بتاريخ 30 يوليو 2018.

ماذا كُتب في تلك اليوميات و ماذا تقول التعليمات الغامضة المكتوبة بها ؟؟؟؟

معظم الأشياء المكتوبة كانت مكتوبة بخط يد لاليت و بريانكا , كانت تحتوي علي التعليمات والأوامر التي يجب علي الأسرة أتباعها , موعد تناول الغداء و العشاء و ساعة الرجوع إلي المنزل , كذلك توقيت قيام أفراد الأسرة بطقوس دينية معينة و التي تحولت في النهاية إلي حادث مروع , من خلال قراءة اليوميات كان لاليت قد وعد اسرته بأنه يستطيع الحصول علي قوة عظيمة إذا اطاعه الجميع طاعة عمياء , يستطيع من خلالها تحضير روح الجد بوبال و إعادته للحياة من جديد , و قد أصدر تعليمات صارمه بعدم أخبار أي أحد خارج العائلة بهذه الأوامر و التعليمات , حيث أنه كان يزعم أن روح والده بوبال تتجسد له و كان يخبره بما يجب فعله في حياتهم , و كيفية إدارة متجر البقالة , ذكرت اليوميات كل التفاصيل الصغيرة والدقيقة التي كانت الأسرة تلتزم بها من أجل إدارة حياتهم. تحتوي اليوميات أيضًا على دلائل على قيام الأسرة بممارسات السحر والتنجيم , و يبدو أن الأسرة قد صدقته و بدأت تثق به تماماً , و كذلك أمرهم أن يعبدو شجرة بانيان من كل قلبهم , كما لو أن شخصًا ثالثًا أو طاقة روحية كانت توجه الأعضاء الـ 11 وبالتالي تتحكم بهم..

أول ذكر لبوبال في مذكرات لاليت حدث في 7 سبتمبر 2007 ، عندما طلبت الملاحظات من العائلة أن تتذكره من خلال الاحتفاظ بصورته بالأبيض والأسود أمامهم , كانت رسالة سبتمبر قد ذكرت ، “Mann mein dhyan yahi rakho ki Daddy meri purani aadatein chhut jaye” [صلوا من أجل التخلص من عاداتكم القديمة].

blank
يسكنون جميعا في منزل واحد والطابق الاسفل محال لتجارتهم

كان بوبال على رأس عائلة بهاتيا ، و الذي توفي في عام 2007 ، كانت وفاته صدمة كبيرة لعائلته و يبدو أن مشاعر الفقد هذه قد تحولت إلي إضطرابات نفسية و عقلية , و حيث أن العائلة الهندية النموذجية يجب أن يكون فيها شخصية موثوقة يلجأون إليها في حل مشاكلهم , حتي لا يحدث فراغ في الأسرة , كان بوبال ، حتى وفاته ، يسيطر على الأسرة ، و كل مخططاتهم ، وتعليم الأطفال ، وما إلى ذلك. وقد حطت المسؤوليات التي اعتاد بوبال على القيام بها بسرعة على أكتاف ابنه الأصغر ، لاليت ، بعد وفاته. وقد قال أصدقاء وأقارب لاليت أن هذه المسئولية انيطت به بسبب نضجه ومهاراته في اتخاذ القرار وهو ما جعل أفراد الأسرة الآخرين يتبعونه ويتعاملون مع أقواله على أنها أسمى الأقوال.
وتجدر الإشارة إلى أن الجيران والأصدقاء وأقارب الأسرة قد أكدوا مرارًا وتكرارًا على حقيقة أن الجد بوبال كان إنسانًا لطيفًا للغاية وواسع الأفق ، وبالتالي من غير الممكن أن يعبر عن مثل هذه الأوامر.

بدأت كتابة اليوميات بعد وفاة بوبال , وكانت غالبية التوجيهات ومذكرات اليوميات تتعلق بلاليت , مع استمرار التحقيق ، توصل الخبراء والجهات المختصة إلى التعرف على الابن الأصغر لناراياني و بوبال ( لاليت) باعتباره العقل الذي يقف وراء حادثة بوراري . كان لاليت يدعي أنه في تواصل مباشر مع والده المتوفى في أحلامه حيث اعتاد والده أن يخبره بكيفية إدارة الأسرة , بدأ في مشاركة هذه المحادثات مع عائلته. كلما كان لاليت يتحدث مع عائلته حول التعليمات التي تلقاها من والده المتوفى ، كانت روح والده تسكن جسده , و كان صوته يتغير إلى صوت والده. كان يشعر أنه خارج عن السيطرة ،ذكرت اليوميات بوضوح أن روح الأب المتوفى كانت تزور الأسرة كل ثلاثاء وخميس وسبت وأحد. أدت التعليمات التي تم تقديمها من قبل الروح إلى الرفاهية المالية للأسرة , الأمر الذي جعل الأسرة تعتقد أكثر بما كان الأب المتوفى يوجهه. تم الوعد بأنه كان من المفترض أن يقوم الأب المتوفى بوبال بزيارة الأسرة بعد الانتهاء من طقوس ( بانيان تري ) وإنقاذ أفراد الأسرة من الموت أثناء أداء الطقس الديني . كانت المفارقة أنه على الرغم من أن الأسرة كانت تعتقد أنه سيتم إنقاذهم ، إلا أنهم في النهاية أدت إلي موتهم جميعًا .

blank
صورة لاليت وزوجته

الجدير بالذكر أن لـ لاليت قصة قد تكون السبب في الأضطرابات النفسية و التهيوئات التي كان يعاني منها , ففي عام 1988 ، تعرض لاليت لحادث دراجة مما أدى إلى دخوله المستشفى لفترة طويلة. وتبين أن لاليت أصيب بجروح في الرأس جراء الحادث , و بعد انتقاله إلى دلهي ، تعرض لاليت لحادث آخر في 26 مارس 2004 ، كان يبدو أنه هجوم بنية قتله. وقع هذا الحادث عندما كان لاليت يعمل في متجر للخشب, تم حبسه في المحل واشتعلت فيه النيران. وقد أدى هذا الحادث إلى فقدان “لاليت” لصوته. لاحظ جراح الأوعية الدموية ، أنه لم يكن هناك أي ضرر جسدي أو مرض في الحنجرة قد يؤدي إلي فقدانه لصوته , و تم تحويله إلي عيادة نفسية ,قام الطبيب النفسي بتقديم العلاج لمساعدة لاليت على التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة ,على الرغم من أن الطبيب الذي عالج لاليت كان قد اقترح إجراء جلسات علاجية له ، إلا أن الأسرة تجاهلت الأمر. حيث أنه إن لم يتم علاجه من الصدمة ، فإن مستوى معين من الذهان ينشأ ، وهو عدم قدرة العقل على التعامل بطريقة عقلانية. من النتائج المباشرة للذهان كالتهيوئات و سماع الأصوات،و بعد عام من وفاة والده استعاد لاليت صوته.

كان لاليت مصابًا بالذهان وكان ينقله ببطء إلى أفراد عائلته ، مما جعله حالة ذهان مشترك. هذا هو السبب في أن أفراد الأسرة بدأوا يؤمنون بلاليت بشكل أعمى. ثم أُكتشاف أن الأسرة لم تخطط للانتحار فعلياً ، وبدلاً من ذلك كانت الظروف هي التي دفعتهم إلى القيام بذلك.

blank
تم عمل وثائقي عن الحادثة وعرضه على نيفليكس

بدأت الأسرة طقوسها اعتبارًا من 24 يونيو ، والتي كان من المقرر أن تنتهي في 30 يونيو , وبدأوا بالتدريب علي الطقوس كل ليلة حتي اتقنوها تماماً , و في الليلة التي سبقت مقتلهم قامت الاسرة بأداء ما يسمي بهاوانا و هو عبارة عن حفل من القرابين من الحيوانات المحترقة , بعد منتصف الليل بقليل و بالتحديد في الساعة 1:00 , كان قد حان الوقت للعائلة لإتخاذ القرار , وقد طُلب من الجميع الأحتفاظ بكوب من الماء بالقرب من مكان شنقهم , ساعد لاليت و زوجته جميع أفراد العائلة بربط أرجلهم و أيديهم من الخلف بإحكام , وطلب منهم الأنتظار , لكن من المحتمل أن والدته نارياني لم تستطع الوقوف علي المقاعد الصغيره التي أُعدت لغرض شنق أنفسهم بسبب ظروفها الصحية , لذلك تم الأتفاق علي نقلها إلي غرفة نومها و ربط لاليت و زوجته تينا الحزام علي رقبتها و تم خنقها حتي الموت , بعد ذلك دخلوا علي الباقيين و ربط لاليت و زوجته ارجلهم , و أيديهم من الأمام لانه كان من الصعب عليهم ربطها لأنفسهم من الخلف , و الاقشمة تغطي أعينهم و القطن داخل آذانهم و الحبال تلتف حول أعناقهم , و في وقت واحد قفزوا جميعهم .

في السطر الأخير من المذكرة الأخيرة كتب لاليت ( أحتفظ بكوب ماء , سأظهر و أنقذكم عندما يتغير لون الماء داخل الكوب ) .

كان من المفترض أن تسمح لهم هذه الطقوس برؤية الأب بابول , حيث أن لاليت قد أوهمهم أنه بمجرد أن يكونوا مشنوقين سترتجف الأرض و تفتح السماء و يحضر الأب بابول و ينقذهم من الموت , حتي أن العائلة تركت الباب الأمامي مفتوح لتسهيل دخول الأب بابول , لكن مع الأسف ما حدث كان عكس ذلك و أنتهت قصتهم إلي مأساة , و مات جميع أفراد العائلة , إي أن الأسرة لم تخطط للانتحار فعلياً ، وبدلاً من ذلك ، كانت الظروف هي التي دفعتهم إلى القيام بذلك..

و في النهاية , و بعد ثلاثة سنوات أغلق المحقيقون القضية علي أنها أنتحار جماعي , مستشهدين بالأسباب علي أنه وهم مشترك بين أفراد العائلة .

قامت منصة نتفلكس بإنتاج فيلم وثائقي يحكي فيه قصة عائلة تشونداوات و تفاصيل موتهم .

اقرأ أيضا ، معتقدات قادت لكوارث :

المصدر
The horror in Netflix’s ‘Burari Deaths’ is that any of our homes can be a ‘house of secrets’Burari deaths: Viewers of ‘House of Secrets’ issue trigger warningBurari deaths: Delhi Police closure report mentions no foul playBurari deaths: 11 bright people with one dark secret

lamya

ليبيا
guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى