القسم : أدب الرعب والعام
الضاحك

اتخذت مجلسا لي في الطائرة التي كانت متجهة الى بلد بعيد قررت ان أسافر اليه هربا من ذكرياتي ومن حياتي الرتيبة وأوضاع البلد المأساوية التي نعيشها , كنت أتمنى في قراره نفسي أن تسقط الطائرة لتنتهي حياتي فلم يعد لها أي معنى .... وأن يكون الفضاء الواسع هو قبري .... فالحرية التي لم أحصل عليها حيا كنت أتمني ان احصل عليها حتى لو كان الموت هو الثمن ..... أختلست النظر الى ركاب الطائرة كان هناك شاب وفتاة يبدو أنهم قد تزوجوا حديثا وهم في رحلة شهر العسل ....
وذلك العجوز البدين الذي يلهث من التعب ترافقه زوجته التي يبدو أن الحزن قد ولد معها ويأبي أن يفارقها بالتأكيد سيذهب الى ذلك البلد في رحلة علاج ... سيصرف الكثير من الأموال في سبيل أن يعيش مزيدا من السنوات حتى وان قضاها وهو يلهث.
وذلك الرجل الذي يرتدي بدله أنيقة ونظارات شمسية غالية الثمن يبدو كرجل أعمال وهو يسعى لعقد صفقة قد تكون أخر صفقة في حياته المزيفة فهو من حركاته ورأسه الشامخ يضن بأمتلاكه للمال قد أصبح محور الكون .
أقلعت الطائرة ... بدا الكل مرتاحون لإقلاعها .... يتحدثون ويشربون المشروبات التي قدمتها مضيفة تمشي كالآلة قد غطى وجهها أصباغ رخيصة وهي تبتسم أبتسامة مدفوعة الثمن .
وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات على الرحلة بدا الأمر وكأن خلل ما قد طرأ على أحد محركاتها , بدأت في الاهتزاز بعنف ... تساقطت الاكواب , نظرات الذعر والرعب على وجوه الجميع ألا أنا ....
بدا ذلك العجوز في اللهاث بشدة فالسنين التي كان ذاهبا ليشتريها يبدوا أنها قد نفذت وحانة ساعة النهاية أما زوجته فأخذت تنتحب بصوت عال وأزداد الحزن تشبثا بها .
أما الفتي والفتاة فكانا مضطربين فرحلة شهر العسل تحولت الى كابوس مميت
ويبدو ان العسل قد نفذ قبل لن يتذوقوا طعمه
حتى تلك الآلة بدت مضطربة رغم تظاهرها بالتماسك كي لا تخيف الركاب ولم تستطع الاصباغ الرخيصة أخفاء اضطرابها
ورجل الأعمال فقد توازنه وأخذ ينتحب كفتاة صغيرة مرددا لا لا اريد ان اموت
وقد تسرب من تحت قدميه سائل اصفر نتن الرائحة بعد ان بلل سراويله .... لا أعرف حتى الآن ما صلة هذا السائل بالخوف
شيء ما شتت انتباههم وحول خوفهم الى دهشة .. ذلك الشيء هو أنا .. لأنني أخذت أضحك وأضحك ....
هل تعلمون لقد نجونا جميعا من تلك المحنة ولم التق بأحد من أفراد تلك الرحلة رغم انني لازلت اسمع أحيانا لهاث الرجل العجوز وصراخ رجل الأعمال المذعور .... وأحيانا يخيل إلي بأنني قد لمحت في أحد الشوارع في المدن الغريبة التي زرتها تلك المضيفة التي تمشي كالآلة والأصباغ لم تعد تخفي تجاعيد رسمها الزمن علي وجهها الجامد الملامح واختفت الابتسامة لأن الثمن لم يعد يدفع ولازلت أضحك الى هذه اللحظة .... لماذا .. لأنني عشت حياة طويلة , لقد تجاوزت التسعين والموت يسخر مني ويخرج لي لسانه هازئا وأنا اسخر من نفسي ولا يسعني إلا أن اضحك واضحك واضحك ..
تاريخ النشر: 2015-12-03
للمزيد من مقالات الكاتب : علي فنير
التعليقات (39)
OoALGERIANoO:
البطل مريض نفسيا (شر البلية ما يضحك)
areej algaryane:
لا اعلم ولكن الخوف شعور مصاحب للموت ممكن البطل جاته صدمة وقعد يضحك لكن استمرا عجبتني القصة يا ولد سيدي
غريبة الاطوار:
القصة اعجبتني بشدة سلمت يداك
علي محمد محمد:
اولا شكر لأخي اياد عطار لنشره القصة في هذا الموقع المميز والمثير للأعجاب وشكرا لكل احبابي الذين علقوا علي هذه القصة .... بطل القصة شخص عادي مثلنا جميعا وليس مريضا نفسيا .... الم نشعر يوما برغبتنا في الموت وبأن الحياة توقفت عند نقطة معينة تجمد فيها كل شيء حتي الهواء!واحيانا تكون هذه الرغبة هربا من ماضي يطاردنا او حياة رتيبة مملة قاتلة او بؤس مزمن لاعلاج له ولكن القاعدة تقول كلما رغب الانسان في شيء لايحصل عليه بسهولة وقد لايحصل عليه أبدا بطل القصة استمر في الضحك لانه يسخر من كل من هو متمسك بالحياةولأنه لايقيم لها وزنا فقد عاش عمرا مديدا يسخر من الحياة وتسخر هي منه فعندما تتساوي الحياة والموت فكثيرون هم من يواجهون الموت ضاحكين لانهم يعرفون بأنه ليس النهاية وأنما هو بداية لحياة اخري في عالم آخر قد تكون أفضل الف مرة من حياتهم السابقة
تحياتي للجميع ودمتم
مليكه:
لا ادري ما ان قرات اول السطور صرت اضحك واضحك دون سبب وكان استعد للضحك حتي وصلت الي سطر رجل الاعمال ..انا مع راي هذا الرجل العجوز لكني احب الخطر واكره الموت احيانا اشعر ان الموت لا يردني امرمن اسفل قطار متوقف يتحرك بعد مروري بخمس دقائق اتخيل لو تحركت من تحته وهو يمشي هههههههههه
ذكرتني بمشهد بفيلم فول الصين العظيم اهو انا بقا الاهبل الي كان قاعد يضحك ده ههههههههه وساعات بضحك من الصدمه
ما شاء الله ابداع يارجل الامام استاذ بالمناسبه انت سرقت فكرتي
كنت قد كتبت قصه رعب عن الطائره لكن لم تكن بهذا الجمال ولا هذا الابداع الراقي..
يمينة من الجزاءر:
طبيعي جدا الضحك في مثل هذه الحالات فهو طريقة للتعبير عن قلق او شعور ما انا اضحك في اوقات غير لاءقة تجعل جميع الناس مستغربين لكن لا اهتم لم اؤذ احد اذا ههههههههههه
رماح النور:
هههههه يا الله القصه ادخلتني في هستيريا من الضحك اعجبني الرجل الذي بال على نفسه يا اللهي الخوف لقد دب في قلبه. والمضيفه ايضا مضحكه بإختصار احببت القصه كثير خفيفه ظل
مي:
قصة فلسفية جميلة،
بطل القصة لئيييييييييييييييييييييم و شرير هههههه
اسيل من السعوديه:
قصه جميله فلسفيه عن تخلي الامل والسعاده حتى من الموت؟!
تمنيت لوخلت من بعض التفاصيل كالسائل الاصفر فقد اطلت الوصف وهو واضح كان يكفي ان تقول ينتحب كفتاه صغيره قد بللت مقعدها مثلا .
احيانا يضحك الشخص من كثر الألم ...عتبا على هذه الحياه.
"مروه":
هذا يسخر من كل شئ من نفسه والاخرين قمه الاكتئاب واليأس وهذا يسمي في الطب النفسي .الاكتئاب الضاحك. وهو اشد انواع الاكتئاب
امل شانوحة:
احياناً عندما نصل لمرحلة يائسة في حياتنا , نطلب حينها الموت كآخر امنية .. الا ان الحياة تفاجأنا برفضها ايضاً لهذا الطلب البسيط .. حينها نضحك على حظنا العاثر الذي يرفض ان يتركنا , و كأن وظيفته ان يلازمنا !
اعتقد ان معظمنا وصل لمرحلة جعلتنا نضحك , بدل ان نبكي على حالنا اليائس ! لكن عادة ما تكون هذه المرحلة من الأحباط هي بداية لفرجٍ قريب
اشكر الأخ (علي) على طرحه لهذا الموضوع الجديد , الذي كتبه بإسلوب خفيف الظل
و بإنتظار المزيد
كسارة البندق:
هههههههههههه حلوة صراحة تشبهنى كثيرا
ففى كثير من الاحيان تصيبنى حالة الضحك الهستيرى عندما يقترب موعد امتحان مادة معينة صعبة لم اذاكرها من بداية التيرم
تبدء معى بضحك هستيرى
ذهول و صمت
اكتئاب
بكاء
ثم اخيرا اقرر ان اذاكر المادة مع صب اللعنات على واضعها و من وضع جدول الامتحانات ..مشكور على القصة فى انتظار المزيد
كوثر:
صدق المثل المغربي الذي قال
" كثرة الهم تضحك "
قصتك رائعة و اتمنى ان ارى المزيد من قصصك قريبا
عاشق الموقع:
منذ البداية كان يتمنى الموت وعاش حتى التسعين
علي محمد محمد:
احبائي .... اشكركم جزيل الشكر علي تعليقاتكم الراقية علي هذه القصة وانا سعيد انها اعجبتكم ولدي قصة أخري بعث بها الي الموقع بعنوان النيزك اتمني ان تنشر قريبا وتنال هي الاخري اعجابكم والحياة احبائي مضحكة ومبكية ولكن لكي نعيش ونستمر في شق طريقنا فيها سنواجه كل مخاوفنا بالضجك عليها بدلا من ان تضجك هي علينا ونبتسم في وجه السجب القاتمة لاننا نعرف بأن ورائها شمس مشرقة ستتحدي الغيوم وتشرق لتدفئ الجميع .... تحياتي لكم مبدعي موقعنا المميز وتحياتي لكل المشرفين عليه ودمتم
هديل الراجح:
أُسجل هنا إعجابي بقصتك
ياه كيف أن اليأس الذي أصابه أفاده ، فلو لم يكن بائساً وهو في الطيارة لتوقف قلبه من الهلع ، فالقلب يضعف مع تقدم العمر
التبلد الذي يُصاحب اليأس عجيب فأظنه يجعل صاحبه يعيش طويلاً فالأعصاب مُرتخيه والهدوء يُصاحب كل المواقف والظروف
عني أنا مُرهفة الحس واتأثر بسرعة وأتعاطف مع الجميع حتى مع عدوي إن أصابته مُصيبة ، لكن رؤيتي بكاء شخص أعرفه بشرط أن يكون أول مرة أرى ملامحه مُعتصرة والدموع منهمرة يجعلني أمسك ضحكتي كي لا تهرب مني
ضحك في غير موعده :(
في الآونة الأخيرة أشعر أني تخلصت من هذة العادة الغريبة
شُكرا على القصة وامتعنا بالجديد
ميسون:
جميعنا نتحول إلى الضاحك في مرحلة ما
جيهان:
اه _ من هذا الزمن العجيب و الغدار _ و المظاهر فيه باتت لغة البشر و كما يقولون ( يا سيدي الروح غالية ) _ لكن ليس بالنسبة لي و لكاتب القصة و للكثير من الاشخاص
ناصر من الجزائر:
قصة جميلة ومليئة بالمعاني والايحائات ذات الحس الفكاهي .
ههههههه بالمناسبة لا زلت اتسائل عن العلاقة بين الخوف والسائل الاصفر .مشكور أخي على القصة وننتظر المزيد
عباس محمد:
مرحباً اخ علي ،
قصة جميلة اهنئك على الموضوع لا يطرأ اليه الجميع ،
في الحقيقة مؤلم ان نضحك على شيء كان يبكينا
والموقف الذي وضعه الرجل لا شعوريا ، كان شيء إيجابي للجميع
خلف وضع من الضحك الذي سيطر على الخوف ، جميل اعجبني ،،
بالمناسبة صورة الرجل الذي يضحك مُستفزة ههههههههههه
دمت بخير صديقي ،،
علي محمد محمد]:
شكرا لكم اعزائي عباس وناصر وجيهان وميسون علي تعليقاتكم
واعجابكم بالقصة ،جيهان لقد عانيت انا ايضا من غدر الايام والزمان في عالم لايرحم فيه احد احد ولايبالي احد فيه بأحد
الا من رحم ربي .... ولكن يبقي الأمل هو الخيط الرفيع الذي يربطنا بهذه الحياة فأنتظارنا لقطار في محطة قد يأتي هذا القطار وقد لايأتي ابدا أفضل من ان نيأس ونغادر المحطة .... الفرح قد يأتي في اي لحظة حاملا معه الكثير من الأبتسامات والمفاجآت الجميلة .... ارجو ان يزور الفرح كل قراء وممتبعي ومشرفي موقع كابوس وأولهم انت عزيزتي جيهان
تحياتي ودمتم
جيهان:
اخي علي محمد محمد _ لا تدري كم اسعدتني بكلامك يظهر لي انك شخص رائع حفظك الله عزيزي و اسعدك دوما _ حيث انني قبل ساعتين من قرائتي لتعليقك رايت اخبارا مزعجة تقطع الانفاس على الانترنت وقد جعلتني هذه الاخبار ادخل في دوامة من الاحزان و للاسف كم هي الاحداث السيئة و الاخبار السيئة كثيرة و مؤلمة في هذا العالم حاليا و لا مهرب منها سوى فسحة الامل كما قلت صديقي ( ذلك الامل الذي ياتي لحظة و يغيب سنوات ) _ و لكن عند قرائتي لتعليقك اول ردة فعل لي كانت ابتسامة عريضة قد رسمتها ملامح وجهي المرهقة و بعدها احسست انه فعلا ما زال هناك امل حتى و ان كان ضئيلا و لكنه يواسي قلوب امثالنا عامة _ حسنا لا استطيع سوى ان ادعو الله لكي يحسن اوضاعنا المزرية فمشكلتنا ليست الاحزان و انما ( هي احزان تلفها الحيرة و الحسرة و لا يرافقنا الفرح الا في بعض الذكريات ذكريات الطفولة ) و لكن يا ترى هل سوف نفرح مجددا او لن يحدث ذلك _ اتمنى ان يدق الفرح على بابنا في اقرب الاجال قبل ان يسبقه الجنون
ساحرة:
اخي انت عجيب!
عدوشه:
قصه رائعه جدا اخي علي محمد اتمنى لك التوفيق الله يديم السعاده عالكل ونضل نضحك عطول
علي محمد محمد:
احبابي صدقوني اتمني لكم جميعا السعادة واتمني من كل قلبي ان يكون عام 2016 عاما سعيدا علي الجميع عاما تنتهي فيه الاحزان وتجف الدموع عاما تشرق فيه شمس جديدة وعندما يطلع صبح اول يوم في عام 2016 نكون جميعا قد ولدنا ولادة جديدة من رحم المعاناة والألم لنفتح اعيننا علي عالم سعيد مدهش بلا حروب ولا لاجئين و ولا حزن عالم يستحق كل البشر ان يكون لهم مكان فيه واتمني لك بالخصوص جيهان ان يكون عام 2016 هو عام السعادة المنتظرة وان اسمع عنك اخبارا مفرحة
سعيد انا بتعليقاتكم وتفاعلكم دمتم مبدعين دائما
حنين:
اقل كلمة توصفها .. رائعة
سطور تحمل في طياتها الكثيررر من المعاني
هابي فايروس:
لا تعليق:)
جيهان:
اخي علي اتمنى من كل قلبي ان نحقق امنياتنا جميعا دون استثناء و اتمنى الفرح للجميع و الرضا الدائم في القريب العاجل
اميره فاطمه:
هل انا وحدي من لم يفهم القصه
##:
ههههههه شر البلية ما يضحك ،، تحياتي لرواد موقع كابوس
Bad Evil -_-:
لم افهم القصة :
Mema:
قصه رائعه لمن يفهمها فقط .. ! ;)
نبيل:
و انا ايضا لم افهم القصة؟؟
موفق شافعي انا احب هذه القصص:
هذه المرة اضفت على اسم شافعي وايضا انا احب هذه القصص لم اقرا القصة بل انا الان انا اريد وضع تعليق ثم اقرا القصة واقول بارككم الله ان شاء الله ونقول بسم الله لنقرا
موفق شافعي انا احب هذه القصص:
لا تقلق يبدو انك سعت بالنهاية وهل انت بالتسعين من العمر ان شاء الله يطله بالسعادة وليس بالحزن وندعوك بالنجاح بالحياة
ريري:
جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة جميلة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة واصل و نحن ندعمك
علي محمد محمد:
شكرا لك ريري انت الرائعة بحق بهذا التعليق الجميل
تحياتي
رجاء:
مرحبا ان الضحك اصبح هو مهربنا الروحيد من عالم قاسي اتعبنا
هيفاء الجنوب:
ياناس اتعيضوبالله فمن أخبرك ان الموت هوالحل وسعادة الأبدية الله أعطاك الروح ويجب ان تحافظ عليها وان لاتتسرع فحياتك غالية وثمينة أطلب من الله ان يطيل عمرك وتتزوج وتنجب اطفال وترى أحفادك وانشأالله خير