سؤال الأسبوع

المعلم و التعليم

قم للمعلم ووفَّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا ..
هذا ما قاله أمير الشعراء ‘ أحمد شوقي ‘ لصاحب أنبل مهنة في التاريخ أو كما يقال عنها مهنة الأنبياء ..
اليوم وفي هذا العصر حيث اختلفت المبادئ وقُلبت التسميات و اختلط الحابل بالنابل و الصالح و العاطل ، و الكاتب و الناقل .

إقرأ أيضاً : مذابح في مدارس! .. الجرائم التي هزت كيان التعليم

اليوم حيث صُبغ التعليم بالتجارة على الدقائق و الساعات ، و بات الرصيد محسوب على الهنيهات ، فمن جيبه خُشخاش أتاه العلم وهو على الفراش ، ودون ذلك تراه يهرول دامياً في مدارس الاحراش .
أمَّا المعلم فصار اسطورة مثيرة ، يضحك منها أبناء اليوم ، ولا نجد احداً لنلقي عليه اللوم .

كان يا ما كان ، في قديم الزمان، في سالف العصر و الآوان حتى كان . كان هناك معلم ذو هيبة، يدخل فينقطع الكلام ، و ينتهي اللُمام . يُسَلِّم ، فيقف له الجميع باحترام . يداور لحظه بين الطلبة كالسهام، فترى العابث مطيع و الطائش سميع .

إقرأ أيضاً : المعلمة الطيبة و شبح الغراب

واستمر الحال على ذلك المنوال ، حتى آل به ما آل . فصغَّروه وحجّموه . ومن حقوقه سلبوه ومن فرض شخصيته ونفسه منعوه . حتّى بات مجذوذاً بلا حول ولا قوّة، فزادت الفروقات ونمت و اتسعت الهوّة . انقلبت الأدوار، وفي بداية العرض اسدل السِتار ، والطالب على الاستاذ استاذاً صار . انتشرت المياعة و الخلاعة ، وصارت المدارس داراً للصياعة . والكتب أصبحت كالبضاعة .

حتى المعلم بان وهان ، واستسلم لفروض الزمان ، فتراه من منزل لآخر . يزايد و يتاجر ، وكل على تسعيرة الساعة مفاخر . وفي المدارس لم يعد مهتماً ، أيهم يلعب وأيهم مهتم ، أيهم يتكلّم وأيهم يتلعثم. طالما أنَّ المرتّب الزهيد العليل المريض محفوظ بيسر، في كل آخر شهر .

في هذه الأيّام لم يعد الكتاب قيّم المقام، فتم استبداله بالمحاليل و النوطات، والملخّصات من المكتوبات . ودليل فلان وآخر لعلّان، فنقص قدرُ ذلك الأول ، و الجميع عنه تحوّل .

إقرأ أيضاً : عجائب الغرام .. معلمات عاشقات!

ضاعت المهنة وصاعت ، وكانت فبانت، وتضعضعت فغانت، بلا رقيب ولا حسيب، ولا دواء ولا طبيب، ولا نداء ولا مجيب. من أين نبدأ ! ، و إلى أين المسير، والى متى سيبقى المعلم باصراً ضرير ! . ومن نسأل ويكون بسؤالنا جدير !.

الله الله ، هو مصلح الحال وهو على كل شيء قدير .

-هل أنت معلم ؟ ، أخبرنا عن رأيك بمهنة التعليم وهل أنت راضٍ عنها اليوم ؟ .

-هل بات التعليم الخاص ضرورة وحاجة ملحّة في الوقت الحالي ولماذا ؟

-ما سبب تدهور هيبة الأستاذ، ولماذا بات مهدور الحق و الحقيقة بعدما كان السيد فيها ؟

-ما سلبيات المعلمين في وقتنا الحالي وما الفرق بينهم وبين أيّام زمان !

أُهديكم هذه الأبيات لقائلها :

وأكون منشغلاً بشرحي غارقاً * * * بالدرس لا أبغي سواه بديلا..

مستخدماً طرق الحوار وتارة * * * أجد السؤال يفيد والتعليلا..

فأسائل الطلاب عن مضمونه * * * وأقول قد يشفي الجواب غليلا..

وإذا بطفل يستطيل بصوته..* * * “يرِد الفرات زئيره والنيلا”

أستاذ أستاذي ويرفع إصبعاً * * * ويقيم أخرى ترفض التنزيلا..

وأكاد أقفز من مكاني فرحة * * * هيا بنيّ أجب أراك نبيلا

فيقول يا أستاذ إني محصر * * * هب لي إلى الحمام منك سبيلا..

guest
66 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحباً .. يبدوا أنّك تستخدم حاجب إعلانات ، نرجوا من حضرتك إيقاف تفعيله و إعادة تحديث الصفحة لمتابعة تصفّح الموقع ، لأن الإعلانات هي المدخل المادي الوحيد الضئيل لنا ، وهو ما يساعد على استمرارنا . شكراً لتفهمك