جريمة مقتل ابريل تينسلي
هناك من البشر من هم اسوأ من الوحوش |
حلت الساعة الرابعة ولم تظهر ابريل ، اتصلت والدتها بمنزل نيكول التي قالت بأنها لعبت مع ابريل وفتاة اخرى لفترة واثناء رجوعهن لمنازلهن قالت ابريل انها نسيت شمسيتها وعادت لتاخذها ولم ترها بعد ذلك حيث ظنت انها عادت لمنزلها.
شعرت والدة ابريل بالقلق واتجهت هي وزوجها الي منزل نيكول لتتأكد من كلامها ، وتعاون الجميع في البحث عنها ، وبعد مرور ساعتين قرر الابوان انه يجب ابلاغ الشرطة التي بدورها قامت بالبحث في المكان المجاور لمنزل نيكول ولكن باءت المحاولات بالفشل ولم يتمكنوا من العثور علي أي اثر لأبريل ، وافترضت الشرطة ان ابريل ربما تم خطفها.
بعد مرور ثلاثة ايام اثناء تريض احد السكان المحليين عثر علي ما يشبه جسد صغير ملقى في ساقية على جانب الطريق ، و عندنا توجه ناحيته وجد أنه جثة لطفلة صغيرة فاتصل سريعا بالشرطة وتم التعرف علي جثة ابريل ، إلى جوار الجثة عثرت الشرطة على فردة حذاء واحدة للفتاة.
بالكشف علي الجثة اثبت الطب الشرعي ان ابريل توفيت نتيجة للخنق وأنه تم اغتصابها قبل الوفاة.
هل هناك انسان عاقل يمكن ان يفكر في اغتصاب طفلة بهذا العمر؟! |
في اليوم التالي توجه شاهدين للشرطة ، الشاهد الاول رجل اخبرهم انه رأي في اليوم الذي اختفت فيه ابريل في نفس منطقة العثور علي جثتها شاحنة زرقاء مريبة تمشي ببطء.
والشاهد الثاني امرأة كانت اكثر رؤية للاحداث وقالت انها رأت ابريل علي الطريق والشاحنه الزرقاء تقترب منها ، وان ابريل لم تبد اي علامة خوف او ضيق من صاحب الشاحنه بل صعدت معه فافترضت الشاهدة انه ربما والدها او احد اقربائها ، واستطاعت ان تعطي وصف لملامح هذا الشخص استخدمته الشرطة لطلب معلومات من العامة عن هذا الشخص.
جائت الكثير من الاتصالات للشرطة وكانت معظمها تذكر شخص يشبه الرسم المحتمل للجاني
، كان هذا الشحص عضوا في احدي العصابات المحلية ويشبه الرسم التخيلي للقاتل ، كما كان له تاريخ من التحرش بالاطفال في المتنزه ، و بناءا علي خلفيته كان المرشح المثالي ان يكون الجاني خاصة بعد ان تعرفت الشاهدة علي صورته وسط صور جناة آخرين محتملين.
تم القبض على المشتبه به لكن فشلت كل المحاولات لاثبات الجريمة عليه وتم اطلاق سراحه.
تخبطت الشرطة لمدة عامين وسط حزن اسرة ابريل واتهامهم للشرطة بالتقصير. ليأتي عام 1990 حاملا مفاجأة كبيرة فيما يخص القضية حيث اتصل احد اصحاب المزارع بالشرطة ليخبرهم بوحود رسالة غريبة منقوشة علي حائط مزرعته وبها اشارة الي ابريل.
توجهت الشرطة سريعا لتجد الرسالة التالية : (انا اغتصبت وقتلت الفتاة ذات الثماني اعوام ابريل تنسيلي …هل وجدتم فردة حذائها الاخري .. ها ها ها .. سأقتل فتيات اخريات مجددا).
انتشر الذعر في المدينه الصغيرة وخافت الاسر التي لديها فتيات صغيرات ، ووقفت الشرطة عاجزة ، لكن لحسن الحظ لم تحدث اي جريمة اخرى.
والدة ابريل تقف الى جوار قبر ابنتها |
اعتبرت قضية ابريل قضية باردة لمده 15 عام ، وبحلول 2004 جاءت مكالمة للشرطة من والدة فتاه في نفس عمر ابريل عثرت ابنتها علي رسالة مرعبة في حقيبتها المدرسية ، الرسالة كانت كالتالي :
(مرحبا يا حلوة اراقبك منذ مدة انا قاتل ومغتصب ابريل تنسيلي …اليك هدية خصيصا لك … ستكونين انت ضحيتي التالية).
كانت هناك ثلاث رسائل اخرى بنفس المعنى دسها القاتل في حقائب تلميذات اخريات ، وكأن القاتل يتباهي بنفسه ، فقد أرفق بالرسائل صورة عارية للنصف السفلي من جسده مع واقي ذكري مستعمل به بقايا حمضه النووي.
هَــل كان يتحدي الشرطة ام كان يريد ان يتم القبض عليه؟
الشرطة قامت بتحليل العينة ولكن للاسف لم يتم التعرف علي صاحبها في قاعدة بيانات الحمض النووي.
ومرت الاعوام وسط عمل حثيث من الشرطة ومع تتطور العمل ظهرت تقنيه الفوتوتايب من شركة باربون نانولاب ، استطاعت هذه الشركة رسم صورة قريبة لوجه القاتل بناءا علي معلومات الحمض النووي الخاص به ، وكذلك اصوله الجينيه ، وتوصلت عبر حسابات وعمليات معقدة إلى مشتبه به.
وفي عام ٢٠١٨ ، وبناء على معطيات الحمض النووي ، توجهت الشرطة الى منزل شخص يدعي جون ميلر ، ٥٩ عام ، وصفه جيرانه بأنه منعزل وسريع الغضب.
اثناء القبض عليه سأله الشرطي هَــل تعلم لماذا اتينا اليك ؟
فرد ميلر : “بالطبع .. قتل ابريل تنسيلي”.
القاتل جون ميلر |
اعترف ميلر بقتل الطفلة وتم الحكم عليه بالسجن المشدد لمدة 80 عاما ، 50 من اجل القتل ، 30 من اجل اغتصاب طفلة.
تم اغلاق ملف مقتل الطفلة ابريل اخيرا بعد 30 عاما على مقتلها .. الطفلة التي كان كل ذنبها هو انها مرت بطريق شخص منحرف غير سوي .. وما اكثر الفتيات المسكينات اللائي يرميهن القدر في طريق وحوش لا تمت للبشرية بصلة سوى بالشكل فقط.
تاريخ النشر : 2021-06-26