القسم : أدب الرعب والعام
رحلة إلى الصحراء

للتواصل : [email protected]
***
قام بعض اصدقائي بدعوتي لقضاء ليلةٍ في البرّ , كهديةٌ منهم على خطبتي لقريبتي .. و رغم انني لا احب المبيت في الصحراء , لكني لم استطع الرفض بعد الحاحهم عليّ .. و باليوم المحددّ .. ارسلوا لي التوجيهات على جوالي : حيث كان عليّ ان اتوغّل في الصحراء , بعد مسافةٍ معينة من الشارع الرئيسي ..و رغم قلقي من الضياع هناك (خاصّة بأنها المرّة الأولى) الاّ انهم وعدوني بأنهم سيجدونني , لكيّ نكمل سوياً نحو المكان الذي نُصِبت فيه الخيمة..
و بالفعل !! تعمّقت داخل الصحراء , حتى بدأت انوار الشارع خلفي بالإختفاء ... ثم صار الطريق مظلماً , لا يُرى الاّ انوار سيارتي .. فأحسسّت وقتها بأنني اضعت الطريق .. فتوقفت و خرجت من السيارة محاولاً ايجاد شبكة ارسال لجوالي , لكن دون فائدة ! و بعد ان فقدت الأمل , عدت اليها .. و قد صمّمت على العودة الى منزلي , و الإعتذار لاحقاً من اصحابي .. لكن كانت هناك مصيبةٌ اخرى في انتظاري .. فالسيارة انغرزت في الرمال ..و لم تفلح محاولاتي لإخراجها من هناك , حتى بعد ان وضعت بعض الأحجار تحت الدواليب .. و بعد ساعة من المحاولات اليائسة .. اطفأت السيارة و اغلقت نوافذها , خوفاً من ان تتسللّ اليّ : حية او عقرب .. و لم يبقى امامي الاّ الدعاء الى الله , بأن يجدني اصحابي .. ثم استلقيت على الكراسي الخلفية لأنام قليلاً , الاّ ان الحرّ (داخل السيارة) منعني من ذلك.. و كان الزمن قد قارب منتصف الليل ..
و بينما انا اتقلّب يميناً و يساراً , سمعت طرقاً على نافذتي الخلفية .. فقمت فزعاً لأرى رجلاً عجوزاً , لديه هيئة البدو (ذو لحيةٍ بيضاء و ثيابٍ رثّة , يحمل بيده عصاه الخشبية).. كان يسألني : مالذي احضرك الى هنا ؟! .. فخرجت من السيارة و سلّمت عليه , ثم اخبرته قصتي بإختصار ... فأقترح عليّ ان اذهب معه الى منزله .. فنظرت الى حيث اشار , فرأيت منزلاً حجرياً (صغير الحجم) .. فتفاجأت لأني لم اره من قبل , رغم انه يبعد عن سيارتي بضعة امتارٍ فقط ! و قبل ان استفسر منه , تركني و ذهب بإتجاه منزله ..فما كان عليّ , الاّ ان اغلقت نوافذ سيارتي و اقفلتها , ثم اسرعت بالّلحاق به ..
و بعد ان دخلنا الى بيته (الذي هو عبارة عن غرفة و صالة) .. وقفت امام تلك الغرفة , فلم اجد فيها سوى فِراشٍ قديم على الأرض , و بجانبه ابريق ماء ..امّا الصالة : فقد فُرشت ببساطٍ مُهترىء , و في احدى الزوايا يوجد صوفِ خروف .. و قد سمح لي العجوز ان انام في غرفته .. ثم سألني ان كنت جائعاً , و قد كنت بالفعل .. لكني بصراحة , خفت ان يُحضر لي ثعباناً او ضبّاً مشوي , فهو يعيش منعزلاً عن العالم ! فشكرته ثم دخلت الغرفة , و اغلقت بابها ..
و بعد ان وضعت غترتي فوق الوسادة القديمة , استلقيت على فِراشه .. و صرت افكّر بهذا العجوز .. كيف يعيش وحده بالصحراء ؟! و من استطاع بناء هذا المنزل في بقعةٍ معزولة كهذه ؟! الم يكن اسهل عليه لو عاش في خيمة ؟! ثم صرت افكر بأصحابي : هل تراهم يبحثون عني , ام ظنوا بأنني لم البّي دعوتهم ؟! و بعد وقتٍ من التفكير , غلبني النعاس ...فنمت .
لكني استيقظت بعدها (و الظلام مازال حالكاً) و انا لا ادري كم نمت , لأني نسيت جوالي داخل السيارة .. و كنت مُجبراً للعودة الى النوم , عسى بذلك ينتهي هذا الليل الطويل .. لكني سمعت شيئاً ..... نعم !! انه نفس الصوت الذي ايقظني قبل قليل ..انه صوت يُشبه القرمشة , قادمٌ من خارج المنزل ! ..ففتحت النافذة .. و شعرت على الفور بتغير الجوّ , حيث صار يحمل معه نسماتٍ باردة ..و لأنني مازلت اعاني من نزلة برد , أخذت غترتي (من فوق الوسادة) و لففتها حول وجهي ..ثم اخرجت رأسي من النافذة , لأرى على اقصى يساري .. الرجل البدوي , و هو مُنحني داخل حفرة بالأرض .. لا يظهر منه سوى حدبة ظهره , و يبدو انه مشغول بإخراج شيءٍ من هناك ! ...
هآقد قد سحبه (بعنف).. لكن ما هو يا ترى ؟! ... آه يا الهي !!! انها عظام يدٍ بشرية !.. ماذا سيفعل بها ؟! ... ماذا ! انه يأكلها !! و من هول الصدمة , صرخت بعلوِ صوتي : جني !!!!!! .. فسمع صراخي .. فالتفت اليّ , و كم افزعتني نظرته .. فقفزت على الفور من النافذة , و ركضت كالمجنون بإتجاه سيارتي .. لكني سقطت فجأة ! ..اللعنة !! ليس الآن ..فنظرت الى قدمي , فوجدت يداً زرقاء تمسك بها من داخل الأرض .. يا للهول ! جنيٌ آخر..و هنا سمعت صراخ العجوز (من بعيد) و هو ينادي : لا تدعوه يهرب !!!!!
و اذا بالجن (بألوانها المختلفة و اشكالها المرعبة) تخرج من كل مكان , من تحت تربة المقبرة (التي لم ارها من قبل) ! و بعد ان افلّتُ قدمي (بصعوبة) من بين يديّ تلك الجنية .. عدت و ركضت بكل ما اتيت من قوة , بإتجاه سيارتي ..ثم دخلت اليها .. و صفقتُ بابها (بقوّة) , و اذّ بي اسمع , صراخاً مخيفاً يصمّ الآذان ! و يبدو ان اصابع ذلك الجني (الذي كان يزحف خلفي مباشرةً) قد علِقت ببابي ..لكنه بعد ان صرخ بألم , اختفى فجأة !
اما عن باقي تلك المخلوقات المريبة : فكان بعضها يطير و يحطّ فوق سطح سيارتي , اما الآخرون فكانوا يهزّون السيارة (بعنف) و هم يطرقون بأيديهم على زجاجها ..اما احدى الجنيات : فقد اكتفت بالتحديق اليّ (بعينيها البيضاوين) من نافذتي الأمامية ! فأغمضت عينايّ , و صرت ادعو الله , و انا احاول جاهداً تحريك هذه السيارة الملعونة !! و اذا بي اسمع صوت تكسّر زجاجي الخلفي , لأجد مارداً ضخماً (رمادي اللون) يحاول ادخال رأسه من تلك الفتحة .. و بهذه اللحظة !! اغميّ عليّ من اثر الرعب..
.. امّا ما حصل بعدها .. فقد استيقظت (و انا مازلت داخل سيارتي)و الوقت لا يزال ليلاً .. اما عن تلك المخلوقات المخيفة و كذلك المنزل و المقبرة , فقد اختفوا جميعاً !
فأدرتُ وجهي (بسرعة) الى الخلف , لأجد ان زجاج سيارتي الخلفي سليماً تماماً ! فهل كنت احلم ؟! هل معقول ان حرارة السيارة اثّرت عليّ , و جعلتني اهلّوس .. حقاً لا ادري ! لكن كلّ ما اردّته في تلك اللحظة : هو ان ابتعد عن تلك المنطقة الملعونة قدر الإمكان .. فحاولت للمرّة الألف , ان ادير سيارتي .. فإذا بها تتحرّك , و بسهولة ايضاً ! فهلّلتُ فَرِحاً , ثم اسرعت للعودة الى منزلي ..و في طريقي نحو الشارع العام , انتبهت الى نورٍ بعيد من جهة يميني .. و خيّل اليّ : بأنها ناراً اشعلها اصدقائي بالقرب من خيمتهم ..فانحرفت بسيارتي بإتجاه ذلك الضوء الأحمر (البعيد) .. و انا ادعو ربي : ان لا تكون لقبيلة اخرى من الجن !
و ما ان صرت على بعد امتارٍ منها , حتى اتضح ان ظني كان بمحله .. و فور ترجّلي من السيارة , هجم عليّ اصحابي و هم يحمدون الله على سلامتي .. فقد كانوا على وشك الإتصال بالشرطة , بعد ان يئيسوا من ايجادي .. ثم جلسنا حول النار ..و اسرع احدهم بتسخين طعامي من جديد .. اما انا ..فقد كنت اجلس بهدوء , و انا شارد التفكير ..و مرّت الدقائق ..لم استوعب حديث ايّاً منهم , فقد كان عقلي يحاول تذكّر كل ما حصل .. لكن فجأة ! انتبهت على ضحكاتهم , و هم يشيرون الى شعري (بعد ان نزعتُ غترتي) .. و قال احدهم ساخراً : من الحلاّق الغبي , الذي صبغ رأسك بالصِباغ الأبيض ؟ فقلت : ماذا ؟! عن ايّ شيءٍ تتحدثون ؟!
فالتقط احدهم صورة لي (من جواله) ثم اراني اياها , و قد ارتعبت من منظري الشايب ! لكني لم اردّ اخافتهم , لذلك وافقتهم بأنها غلطة حلاّق .. و رغم انني شاركت ضحكاتهم , الاّ ان قلبي كان يرتجفّ بشدة في تلك اللحظة : لأني ايقنت ان ما حصل معي قبل قليل , كان حقيقياً ! .. و بعد دقائق .. اعطاني صديقي الصحن , الذي فيه قطعة من الخروف (بعد ان سخّنه على النار) .. اما اصدقائي الإثنين , فقد اعتذروا لعدم اكمال السهرة معي , و دخلا الى الخيمة ليناما ....
و جلس صديقي الثالث بجانبي , يُقشّر التفاحة .. و بعد لحظات , عمّ الهدوء .. فجلست آكل قطعة اللحم , و انا افكّر بقبيلة الجن ... لكن قطع تفكيري صديقي , بعد ان امسك بيدي (بقوّة) ..و آثار الدهشة و الخوف بادية على وجهه ! ...فسألته : ما بك ؟! .. فقال بصوتٍ يرتجف : لما تأكل العظام بدل اللحم ؟! ..و قبل ان اعيّ لما يقوله , لاحظت على الفور , الدماء التي كانت تخرج من اصبعه (بعد ان جرح نفسه بالسكين) .. و هنا شعرت بشعورٍ غريب , و صرت احدّق بإمعان في تلك الدماء ! ...
امّا ماذا حصل بعدها ؟ ... فمازلت الى اليوم , احاول التذكّر ! فقبيل الفجر بلحظات .. وعيتُ لنفسي داخل الخيمة , و انا غارقٌ بين بركة من الدماء و اشلاء صديقايّ .. فقفزت فزعاً من مكاني , و اسرعت للخارج .. لأرى صديقي الثالث , و هو مطعون بسكينٍ في قلبه .. و ترقد جثته الهامدة , بالقرب من النار التي انطفأت !.. و هنا !! سمعت ضحكات رجلٌ يقف ورائي , فالتفت اليه .. لأجد ذلك العجوز و من خلفه , افراد قبيلته من الجن : كباراً و صغاراً , رجالاً و نسوة (بألوانهم و اشكالهم المختلفة) ! .. ثم قال لي (بفخر) : احسنت !! لقد نجحت بالإمتحان .. و اهلاً و سهلاً بك بيننا .. لأنك منذ اليوم , لم تعدّ بشريّاً !!!.. ثم هللّ الجميع (الجن) فرحاً ..
و هآ انا احفر قصتي هذه , داخل هذا الكهف ..عسى ان يقرأها احدكم ,و يساعدني على الهرب من عالمهم المخيف !
و بالفعل !! تعمّقت داخل الصحراء , حتى بدأت انوار الشارع خلفي بالإختفاء ... ثم صار الطريق مظلماً , لا يُرى الاّ انوار سيارتي .. فأحسسّت وقتها بأنني اضعت الطريق .. فتوقفت و خرجت من السيارة محاولاً ايجاد شبكة ارسال لجوالي , لكن دون فائدة ! و بعد ان فقدت الأمل , عدت اليها .. و قد صمّمت على العودة الى منزلي , و الإعتذار لاحقاً من اصحابي .. لكن كانت هناك مصيبةٌ اخرى في انتظاري .. فالسيارة انغرزت في الرمال ..و لم تفلح محاولاتي لإخراجها من هناك , حتى بعد ان وضعت بعض الأحجار تحت الدواليب .. و بعد ساعة من المحاولات اليائسة .. اطفأت السيارة و اغلقت نوافذها , خوفاً من ان تتسللّ اليّ : حية او عقرب .. و لم يبقى امامي الاّ الدعاء الى الله , بأن يجدني اصحابي .. ثم استلقيت على الكراسي الخلفية لأنام قليلاً , الاّ ان الحرّ (داخل السيارة) منعني من ذلك.. و كان الزمن قد قارب منتصف الليل ..
و بينما انا اتقلّب يميناً و يساراً , سمعت طرقاً على نافذتي الخلفية .. فقمت فزعاً لأرى رجلاً عجوزاً , لديه هيئة البدو (ذو لحيةٍ بيضاء و ثيابٍ رثّة , يحمل بيده عصاه الخشبية).. كان يسألني : مالذي احضرك الى هنا ؟! .. فخرجت من السيارة و سلّمت عليه , ثم اخبرته قصتي بإختصار ... فأقترح عليّ ان اذهب معه الى منزله .. فنظرت الى حيث اشار , فرأيت منزلاً حجرياً (صغير الحجم) .. فتفاجأت لأني لم اره من قبل , رغم انه يبعد عن سيارتي بضعة امتارٍ فقط ! و قبل ان استفسر منه , تركني و ذهب بإتجاه منزله ..فما كان عليّ , الاّ ان اغلقت نوافذ سيارتي و اقفلتها , ثم اسرعت بالّلحاق به ..
و بعد ان دخلنا الى بيته (الذي هو عبارة عن غرفة و صالة) .. وقفت امام تلك الغرفة , فلم اجد فيها سوى فِراشٍ قديم على الأرض , و بجانبه ابريق ماء ..امّا الصالة : فقد فُرشت ببساطٍ مُهترىء , و في احدى الزوايا يوجد صوفِ خروف .. و قد سمح لي العجوز ان انام في غرفته .. ثم سألني ان كنت جائعاً , و قد كنت بالفعل .. لكني بصراحة , خفت ان يُحضر لي ثعباناً او ضبّاً مشوي , فهو يعيش منعزلاً عن العالم ! فشكرته ثم دخلت الغرفة , و اغلقت بابها ..
و بعد ان وضعت غترتي فوق الوسادة القديمة , استلقيت على فِراشه .. و صرت افكّر بهذا العجوز .. كيف يعيش وحده بالصحراء ؟! و من استطاع بناء هذا المنزل في بقعةٍ معزولة كهذه ؟! الم يكن اسهل عليه لو عاش في خيمة ؟! ثم صرت افكر بأصحابي : هل تراهم يبحثون عني , ام ظنوا بأنني لم البّي دعوتهم ؟! و بعد وقتٍ من التفكير , غلبني النعاس ...فنمت .
لكني استيقظت بعدها (و الظلام مازال حالكاً) و انا لا ادري كم نمت , لأني نسيت جوالي داخل السيارة .. و كنت مُجبراً للعودة الى النوم , عسى بذلك ينتهي هذا الليل الطويل .. لكني سمعت شيئاً ..... نعم !! انه نفس الصوت الذي ايقظني قبل قليل ..انه صوت يُشبه القرمشة , قادمٌ من خارج المنزل ! ..ففتحت النافذة .. و شعرت على الفور بتغير الجوّ , حيث صار يحمل معه نسماتٍ باردة ..و لأنني مازلت اعاني من نزلة برد , أخذت غترتي (من فوق الوسادة) و لففتها حول وجهي ..ثم اخرجت رأسي من النافذة , لأرى على اقصى يساري .. الرجل البدوي , و هو مُنحني داخل حفرة بالأرض .. لا يظهر منه سوى حدبة ظهره , و يبدو انه مشغول بإخراج شيءٍ من هناك ! ...
هآقد قد سحبه (بعنف).. لكن ما هو يا ترى ؟! ... آه يا الهي !!! انها عظام يدٍ بشرية !.. ماذا سيفعل بها ؟! ... ماذا ! انه يأكلها !! و من هول الصدمة , صرخت بعلوِ صوتي : جني !!!!!! .. فسمع صراخي .. فالتفت اليّ , و كم افزعتني نظرته .. فقفزت على الفور من النافذة , و ركضت كالمجنون بإتجاه سيارتي .. لكني سقطت فجأة ! ..اللعنة !! ليس الآن ..فنظرت الى قدمي , فوجدت يداً زرقاء تمسك بها من داخل الأرض .. يا للهول ! جنيٌ آخر..و هنا سمعت صراخ العجوز (من بعيد) و هو ينادي : لا تدعوه يهرب !!!!!
و اذا بالجن (بألوانها المختلفة و اشكالها المرعبة) تخرج من كل مكان , من تحت تربة المقبرة (التي لم ارها من قبل) ! و بعد ان افلّتُ قدمي (بصعوبة) من بين يديّ تلك الجنية .. عدت و ركضت بكل ما اتيت من قوة , بإتجاه سيارتي ..ثم دخلت اليها .. و صفقتُ بابها (بقوّة) , و اذّ بي اسمع , صراخاً مخيفاً يصمّ الآذان ! و يبدو ان اصابع ذلك الجني (الذي كان يزحف خلفي مباشرةً) قد علِقت ببابي ..لكنه بعد ان صرخ بألم , اختفى فجأة !
اما عن باقي تلك المخلوقات المريبة : فكان بعضها يطير و يحطّ فوق سطح سيارتي , اما الآخرون فكانوا يهزّون السيارة (بعنف) و هم يطرقون بأيديهم على زجاجها ..اما احدى الجنيات : فقد اكتفت بالتحديق اليّ (بعينيها البيضاوين) من نافذتي الأمامية ! فأغمضت عينايّ , و صرت ادعو الله , و انا احاول جاهداً تحريك هذه السيارة الملعونة !! و اذا بي اسمع صوت تكسّر زجاجي الخلفي , لأجد مارداً ضخماً (رمادي اللون) يحاول ادخال رأسه من تلك الفتحة .. و بهذه اللحظة !! اغميّ عليّ من اثر الرعب..
.. امّا ما حصل بعدها .. فقد استيقظت (و انا مازلت داخل سيارتي)و الوقت لا يزال ليلاً .. اما عن تلك المخلوقات المخيفة و كذلك المنزل و المقبرة , فقد اختفوا جميعاً !
فأدرتُ وجهي (بسرعة) الى الخلف , لأجد ان زجاج سيارتي الخلفي سليماً تماماً ! فهل كنت احلم ؟! هل معقول ان حرارة السيارة اثّرت عليّ , و جعلتني اهلّوس .. حقاً لا ادري ! لكن كلّ ما اردّته في تلك اللحظة : هو ان ابتعد عن تلك المنطقة الملعونة قدر الإمكان .. فحاولت للمرّة الألف , ان ادير سيارتي .. فإذا بها تتحرّك , و بسهولة ايضاً ! فهلّلتُ فَرِحاً , ثم اسرعت للعودة الى منزلي ..و في طريقي نحو الشارع العام , انتبهت الى نورٍ بعيد من جهة يميني .. و خيّل اليّ : بأنها ناراً اشعلها اصدقائي بالقرب من خيمتهم ..فانحرفت بسيارتي بإتجاه ذلك الضوء الأحمر (البعيد) .. و انا ادعو ربي : ان لا تكون لقبيلة اخرى من الجن !
و ما ان صرت على بعد امتارٍ منها , حتى اتضح ان ظني كان بمحله .. و فور ترجّلي من السيارة , هجم عليّ اصحابي و هم يحمدون الله على سلامتي .. فقد كانوا على وشك الإتصال بالشرطة , بعد ان يئيسوا من ايجادي .. ثم جلسنا حول النار ..و اسرع احدهم بتسخين طعامي من جديد .. اما انا ..فقد كنت اجلس بهدوء , و انا شارد التفكير ..و مرّت الدقائق ..لم استوعب حديث ايّاً منهم , فقد كان عقلي يحاول تذكّر كل ما حصل .. لكن فجأة ! انتبهت على ضحكاتهم , و هم يشيرون الى شعري (بعد ان نزعتُ غترتي) .. و قال احدهم ساخراً : من الحلاّق الغبي , الذي صبغ رأسك بالصِباغ الأبيض ؟ فقلت : ماذا ؟! عن ايّ شيءٍ تتحدثون ؟!
فالتقط احدهم صورة لي (من جواله) ثم اراني اياها , و قد ارتعبت من منظري الشايب ! لكني لم اردّ اخافتهم , لذلك وافقتهم بأنها غلطة حلاّق .. و رغم انني شاركت ضحكاتهم , الاّ ان قلبي كان يرتجفّ بشدة في تلك اللحظة : لأني ايقنت ان ما حصل معي قبل قليل , كان حقيقياً ! .. و بعد دقائق .. اعطاني صديقي الصحن , الذي فيه قطعة من الخروف (بعد ان سخّنه على النار) .. اما اصدقائي الإثنين , فقد اعتذروا لعدم اكمال السهرة معي , و دخلا الى الخيمة ليناما ....
و جلس صديقي الثالث بجانبي , يُقشّر التفاحة .. و بعد لحظات , عمّ الهدوء .. فجلست آكل قطعة اللحم , و انا افكّر بقبيلة الجن ... لكن قطع تفكيري صديقي , بعد ان امسك بيدي (بقوّة) ..و آثار الدهشة و الخوف بادية على وجهه ! ...فسألته : ما بك ؟! .. فقال بصوتٍ يرتجف : لما تأكل العظام بدل اللحم ؟! ..و قبل ان اعيّ لما يقوله , لاحظت على الفور , الدماء التي كانت تخرج من اصبعه (بعد ان جرح نفسه بالسكين) .. و هنا شعرت بشعورٍ غريب , و صرت احدّق بإمعان في تلك الدماء ! ...
امّا ماذا حصل بعدها ؟ ... فمازلت الى اليوم , احاول التذكّر ! فقبيل الفجر بلحظات .. وعيتُ لنفسي داخل الخيمة , و انا غارقٌ بين بركة من الدماء و اشلاء صديقايّ .. فقفزت فزعاً من مكاني , و اسرعت للخارج .. لأرى صديقي الثالث , و هو مطعون بسكينٍ في قلبه .. و ترقد جثته الهامدة , بالقرب من النار التي انطفأت !.. و هنا !! سمعت ضحكات رجلٌ يقف ورائي , فالتفت اليه .. لأجد ذلك العجوز و من خلفه , افراد قبيلته من الجن : كباراً و صغاراً , رجالاً و نسوة (بألوانهم و اشكالهم المختلفة) ! .. ثم قال لي (بفخر) : احسنت !! لقد نجحت بالإمتحان .. و اهلاً و سهلاً بك بيننا .. لأنك منذ اليوم , لم تعدّ بشريّاً !!!.. ثم هللّ الجميع (الجن) فرحاً ..
و هآ انا احفر قصتي هذه , داخل هذا الكهف ..عسى ان يقرأها احدكم ,و يساعدني على الهرب من عالمهم المخيف !
تاريخ النشر: 2015-07-27
للمزيد من مقالات الكاتب : امل شانوحة
التعليقات (32)
اريام العنزي:
الله يخوجك منهم استغفر ربك فهو على كل شي قدير ☺️الله يساعدك بس القصه حقيقيه ولا لا لان مفيه شبكه با الجوال توصل لكهف
نشمي اردني:
ابدعت فالكتابة وسرد القصة لدرجة انني تخيلت نفسي اشاهد فيلما على التلفاز او ارى ما يحدث امام عيني
قصة مرعبة ورائعة
لذكرى سفاح الليل:
اتعني انك اصبحت جنيا
صفاء الجميله:
يا ويل قلبي جد تخوووووف وبالصدفه ابني نايم جنبي وبالغلط ايده اجت علي وكدت اصرخ من الخوف هههههه هذا ما جناه علي كابوس،،،، تحياتي الى موقعي المفضل والسيد اياد وصاحب القصه واي شئ يحصل احملك المسؤوليه ههههههه ارجو ان تبقى تكتب لنا فانت الكابوس بعينه ههههه اقصد كتاباتك وتحياتي ايضا لبنت بحري العزيزه
هابي فايروس:
ليست مرعبه بما فيه الكفايه
سارة كاي:
غريب من الواضح انك لم تتجاوب معهم، فكيف قبلوك بينهم ؟
A.S:
ما قصدته : هو ان الجن استطاعت الدخول لسيارته(بعد ان حطّموا زجاجها الخلفي) و قد نجحوا بالسيطرة عليه .. لكن الجن ارادت ان تمتحنه اولاً , قبل ان يضمّوه الى عالمهم .. لذلك اعادوا سيارته كما كانت , ثم تركوه يلتقي بأصحابه .. و هو لا يعلم بأنه صار يمتلك صفات الجن : كأكل العظام , و احساسه بالإثارة من رؤية الدماء .. و بعد ان قتل اصحابه (دون وعيٌ منه) نجح بإمتحان الجن , و بذلك اخذوه لعالمهم .. و صار يعيش معهم في كهف في وسط الصحراء , بعيداً عن البشر (حيث لا يمكنه الإتصال بأحد عن طريق الجوال) .. لكن الشاب غير سعيد بهذه الحياة الجديدة .. و يشعر بأنه في سجن مخيف .. لذلك يحفر قصته على جدار الكهف .. عسى ان يقرأها احدى الشباب الرحّالة (ايّ مستتكشفي الكهوف) فيبحثوا عنه , و يعيدوه الى عالم البشر !
...و ان كنتم من محبي الأفلام القصيرة المخيفة .. فهذان الفلمان سيعجبانكم .. نوماً هنيئاً
https://www.youtube.com/watch?v=adap4rzlM2I
https://www.youtube.com/watch?v=wwp4NjBybVc
و اعود و اشكركم على تعليقاتكم الجميلة .. سلام
خولة الجزائرية:
قصة مرهبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى
شكرا لك على امتاعنا بقصتك
زوزو:
ماشاء الله عليك اسلوب كتابتك روعة استمر بالكتابة ونحن في انتظار قصصك القادمة سلام
Maryom_UAE:
القصة مخيفة جدا ..... انا بساعدك بس يعني مو كثير .....ادعي الله كل يوم ان يخرجك من عالمهم و بس
Maryom_UAE:
القصة مخيفة جدا ..... انا بساعدك بس يعني مو كثير .....ادعي الله كل يوم ان يخرجك من عالمهم و بس
حسنة الجيد:
مرعبة رائعة مع اسلوبك المدهش
كسارة البندق:
جميييييييلة
..:-):
نايس نايس مرعبه ومثيرة وجديدة غير متوقعه النهايه ....لما قرات انو يسمع صوت قرمشه كنت اتمنى انو مو صوت اكل ..تفاعلت بشدة مع القصه
^__^
مروه:
وااااو مرعب جدا اشتقت لهذه القصص
aya gharian:
يعني انت ساكن مع الجن ؟ ^^
فاطمة الزهراء:
جميلة، اعجبتني حين بدا يلاحظ التغييرات التي طرات عليه
متحري الوقائع:
اخي العزيز بما انك حالين في الكهف ممكن تخبرني اي شبكه تستخدم بداخل الكهف وهل الجن لديهم ايضا هواتف
ARKHAM KNIGHT:
هههههه يعني كيف يصلك شبكة الانترنت وهل عندك وعند اصدقائك الجن فيسبوك
حنين:
راااائعة تخيلت نفسي بكل لحظة اسلوبك مدهش و شيق وااااااصل في الكتابة
ali jamal:
شعدهم يا شبكة اسياسيل عراقنا شنو هل كلام جني يكتب هل تقرير
بابي:
قصة مدهلة و رائعة و كاني تخيلتو نفسي في دلك الموقف
di dr fi shabba:
قصة جميلة و مخيفه بعض الشي
نور القمر:
قمة الرعب
المدريديه زينب المدريديه:
قصتك مرعبه جدا واسلوب الكتابه مميز وواضح لكن عندما قلت انك في الكهف فعفوا هذا لا يمكن تصديقه\\ تحياتي
فارس الرعب:
روعة
علاء العقرباوي:
اسلوب رائع وسرد قصصي ممتع يشد القارئ
هديل الراجح:
قصة مُرعبة بحق ، استمتعت بقرائتها مع وجبة فطوري ، سأنتظر باقي قصصك
دُمتي مُبدعة .
المزيونة:
قصتك رائعة جدا و مخيفة
المزيونة:
القصة غريبة و مشوقة و مثيرة وو عجبتني كثير اتمنى لك التوفيق
الغامض:
قصة من نسج الخيال والدليل ان مافي تواصل بين الجن والانس الا بالوسوية وايضن اشر الرجل العجوز الى البيت وكان الوقت ليلا وفي الصورة نهارا وايضن كيف قتل اصحابو وهو جني لان الجن ياذون البشر ولا يقدرون على قتلهم حسب علمي بالجن
وهذه ادلة كافية بأن القصة خيالية تماما
متوهجة:
....هي لم تقل ان هذا حقيقي بل انها قصة من وحي الخيال فلا داعي لانتقاداتكم مدعيين الفطنة و الدهاء