سر البيضة
أمسكت أمي ببيضة وأدارتها حولي سبع مرات .. |
كثيرا ما شغلني موضوع الأساطير و الأمور الغامضة , كنت أجد متعة كبيرة في الاستماع إلى بعض قصص الكبار حين يتحدثون عن تلك الأمور ; وكانت النساء في العمارة التي اسكنها كثيرا ما يتحدثن عن بعض الطرق العجيبة في العلاج إذا ما مرض احد أبناء الجيران , خاصة وأن بعض النسوة الكبيرات في السن لم يكن قد تلقين تعليما كافيا , ولذلك فهن يفكرن غالبا بطريقة تقليدية .
كل امرأة منهن تجود بما تزخر به ذاكرتها من أفكار أو أعشاب أو طرق تقليدية , خصوصا إذا كان المرض مستعصي على العلاج الطبي . كنت أستمتع بالاستماع لهذه الطرق والأفكار العلاجية , لكني لم أتوقع يوما أن يطبق علي احدهم هذه الطرق الغريبة واليكم القصة .
كنت فتاة صغيرة بعمر الثامنة , وكنت شغوفة باللعب بعد عودتي من المدرسة مع صديقاتي , كنا دوما نلعب ونلعب حتى تنادي علينا أمهاتنا , فقد كنا نسكن في عمارة واحدة , وكانت أمهاتنا تقلن دائما أن علينا أن ندخل البيت قبل آذان المغرب لان بعد هذا الوقت تخرج الشياطين من مخابئها كالخفافيش لتلاحق البشر .
وذات يوم كنت العب في الخارج وقت الغروب عندما أحسست فجأة ببرودة تلف جسدي وقشعريرة لا ادري من أين مصدرها . و لأني كنت صغيرة فقد صعدت إلى المنزل وجلست في المطبخ مع أمي , وسرعان ما لمحتني أمي وأدركت بغريزتها أنني لست بخير , لقد غطى جسدي حب رقيق جدا وأحسست كأنني اذبل , لم استطع حتى الحديث أو الشكوى .
احتارت أمي وأسرعت إلى الهاتف وطلبت خالي الذي جاء وأخذني إلى المستشفى , هناك أعطوني حقنة هدأتني قليلا ثم عدت إلى البيت . لكن في اليوم التالي حدث نفس الشيء , وكذلك في الأيام اللاحقة , دون أن ينفع دواء الطبيب . عندها قالت أمي لابد من تسبيع بيضة . وقد استغربت وخفت في آن واحد , وفعلا أمسكت أمي ببيضة وأدارتها حولي سبع مرات ثم قامت كسرتها في طاجن كنا نصنع فيه الخبز .
كان لون البيضة غريبا نوعا ما , لكن المفاجأة هو أنه لم يظهر أي حب على جسدي بعد تسبيع البيضة وعدت كما كنت وحتى اليوم مازلت أتساءل محتارة : كيف شفيت بواسطة بيضة ؟ ..
تجدر الإشارة إلى أن هناك من يسبع بالملح أو الزيت وحتى الجمر الملتهب للأطفال الرضع لأبعاد العين والحسد . لكن من أين جاءت هذه العادة وكيف انتشرت يا ترى ومن جاء بها ؟ ..
تاريخ النشر 12 / 08 /2014