صديقتي سعاد
أهلا .. إسمي نارين . قصتي هي أنني أدرس في السنة الرابعة من التعليم المتوسط وقد التقيت بفتاة جميلة اسمها سعاد . أصبحنا صديقتين مقربتين منذ أول لقاء لنا . أعرف عنها كل شيء وتعرف كل شيء عني كما لو أننا روحان في جسد واحد . أذكر أن كل لحظاتي لا تخلو من صديقتي سعاد لكنها كانت تخفي عني شيئا والذي كان يجعل حياتها جحيما .
فقد كانت تأتي كل يوم إلى المدرسة ووجهها ويداها مليئان بالكدمات . حتى أنها وفي الحر كانت ترتدي ملابس طويلة لكي لا يرى أحد كدماتها . وقد كانت تريني إياها أنا وحدي ولكن داخل المرحاض وتدعي أنها سقطت أو تشاجرت مع فتاة ما .
كانت صديقتي سعاد تحمل حزنا كبيرا وراء ابتسامتها الحزينة . وكم كنت أود أن أعرف الشيء الذي يحزنها . وذات يوم تبعتها الى منزلها دون أن تراني . وصلت واختبأت فوجدت والدها يدخن سيجارة وهو ينتظرها . ولتقف أمامه ويصفعها بقوة شديدة . سقطت سعاد أرضا وهي تكتم دموعها وألمها لكي لا تنال الشيء مرتين . وأدخلها والدها المنزل وهو يمسك أذنها بقوة .
إقرأ أيضا : قصة صديقتي سارة
وفي اليوم التالي كنا نمشي أنا وسعاد فسألتها إن كانت بخير، لترد عليّ نعم أنها بخير وسعيدة . ولكني كنت قد عرفت مابها فهي تعاني من ضرب وغضب والدها . ولاسيما أن والدتها كانت قد ماتت العام الماضي .
ذات يوم أتت صديقتي سعاد وهي تبكي ووجهها تثخنه الجراح . خاصة جرح كبير أسفل فمها . هنا لم أحتمل و نهضت وذهبت بسرعة إلى إدارة المدرسة وتكلمت عنها وتحدثت عن الشيء الذي رأيته بين سعاد ووالدها . وهنا غضبت سعاد وذهبت للإدارة ونفت كل شيء قلته عنها !.
كنت لا أفهم السبب فقد أردت مساعدتها لا اكثر . لكنها صرخت في وجهي وقالت : أنت لست صديقتي، كيف لك أن تتحدث عن خصوصياتي ؟ . ومن هنا انقطعت صداقتنا ولا أزال افكر فيها وفي مدى الحياة الصعبة التي تعيشها . رغم أنها تستحق العيش في عطف وحب وبين عائلة جيدة .
أتمنى أن تنتهي مأساة صديقتي سعاد . وهل منكم من يعرف شخصا في مثل ظروفها؟، فليساعده حتى ولو كان عدوه . فأنت لا تعلم الشيء الخفي الذي يخفيه وراء قلبه .
ساعدوني وانصحوني في التعليقات والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
التجربة بقلم : نارين – الجزائر