ليست أساليب تعذيب .. بل طرق علاج الأسنان قديما

جميعنا نخاف من فكرة زيارة طبيب الأسنان لخلع سن ما أو علاجه، بل أغلبكم يفضل الدخول ليلا إلى قلعة مهجورة وحيدا على الدخول إلى عيادة طب الأسنان، لكنك ربما ستغير رأيك عزيزي القارئ بعدما أحدثك في هذا المقال عن المصير الذي كان يواجهه الإنسان قديما بسبب آلام أسنانه، جهز قهوتك لنبدأ المقال لكن لا تكثر بها السكر!
بداية وقبل الوصول إلى الجزء المرعب من المقال قد تسأل نفسك عزيزي القارئ متى ظهر مجال طب الأسنان؟ سأجيبك باختصار أنه ظهر عند ظهور ألم الأسنان! فهو من أقدم مجالات الطب وقد ظهر قبل الميلاد بآلاف السنين، لكن الطرق والأدوات المستعملة في تلك الفترة لم تكن بمثل التطور الذي نراه الآن، بل إن الإنسان القديم لم يكن يفرق بين عيادات طب الأسنان ومعتقلات التعذيب، وقد كان ألم الأسنان قديما شائعا بين الناس بسبب غياب ثقافة تنظيف الأسنان والتغذية السيئة المضرة للفم، وبسبب غياب أطباء الأسنان في ذلك الوقت كان على أحدهم التصرف حيال الأمر والبحث عن طرق لتخليص الناس من هذا الألم.
لكن ما المشكلة في أن يتم خلع ضرسك بأداة غريبة في حين أن جسمك تحت التخدير ولا تشعر بشيء؟ لا مشكلة إطلاقا سوى أن التخدير لم يكتشف بعد حينها! أو على الأقل لم يكن بنفس التأثير الذي نعرفه الآن، أظن الصورة المرعبة بدأت تتشكل في ذهنك لكنني أعدك أن الرعب سيزداد عندما نستعرض لك شكل الآلات المستخدمة في تلك الفترة وكيف تعمل
مفتاح الأسنان

يوضع المخلب الخاص بالأداة على جانب الضرس ويتم ضغطه حتى يبلغ أدنى مستوى تحت حدبة اللثة أي أنه لا يضغط على الضرس وحده بل حتى اللثة وذلك بسبب انزلاق المخلب عندما يكون مثبتا على الضرس وحده ثم يتم تثبيته جيدا باليد اليسرى ويدور المخلب الثاني بزاوية مناسبة وبدون سابق إنذار يتم سحب الضرس بسرعة مسببا ذلك ألما لحد الجنون بسبب تمزق لثة المريض ولك أن تتخيل نفسك مكانه، أما إذا كان ضرسك ذو طبع عنيد فلن تنجح العملية من أول مرة وستضطر لتكرار الأمر مرات عديدة إذا بقيت حيا.
مقص الضغط

يستعمل للأسنان الأمامية بسبب شكله العريض الذي لا يسمح بوصوله للأسنان الخلفية، يتم وضع السن بين جانبي الكماشة ثم يتم تدوير الجانب العلوي ليضغط على السن جيدا لكن في هذه الحالة لا يتم الضغط على اللثة أيضا بسبب إحكامه الجيد على السن وعدم إنزلاقه، يتم تحريكه قليلا ثم سحبه بسرعة خاطفة قد تتسبب في إغماء المريض من شدة الألم.
مثقاب القدم

ليس قديما جدا بل استعمل في بدايات القرن العشرين وربما أحد أجدادنا كان حظه سيئا جدا لتجريبه، يستعمل في ثقب الأسنان للأغراض العلاجية وليس خلعها ويعتمد استعمال هذه الأداة بشكل أساسي على مدى براعة الطبيب وإتقانه لتحريك اليد والرجل بالشكل المناسب، يقوم الطبيب بالضغط بواسطة رجله مسببا دوران العجلة فيدور رأس المسمار بسرعة ليثقب مركز الضرس مسببا ألما لا يمكن تحمله
قوس الحفر

يشبه القوس الذي كان يستعمل لغرض إشعال النار قديما يتكون من قوس خشبي مربوط به خيط متين ملفوف مرة واحدة على الخشبة الدوارة والتي يتصل بنهايتها مسمار، يتم تحريك القوس ذهابا وإيابا بسرعة على طريقة المنشار مسببا ذلك دوران المسمار فيتم ثقب الضرس وسط صراخ وتخبط المريض من الألم الذي لا يطاق، ولهذه الأداة آثار جانبية بعيدا عن ما تسببه من ألم فنتيجة لغياب تعقيم المسمار الذي يتغلغل في مركز الضرس يسبب ذلك التهابات وتهيجات وحدوث تعفن في اللثة واللسان نتيجة للجراثيم والصدأ المتواجد على المسمار، وبسبب غياب أدوية علاج أمراض اللسان قديما كان الحل الوحيد المتوفر هو عملية قطع الجزء المتضرر والمتعفن من اللسان كي لا يسوء الأمر أكثر ويحتاج ذلك أداة مرعبة أخرى تدعى أداة قطع اللسان.
أداة قطع اللسان

أريدك أن تركز معي وتتخيل أنك من يتم تجربة هذه الآلة المخيفة عليه، تلك الحلقة التي تراها في رأس الآلة هي حلقة حديدية متينة وليست خيطا، يتم إرخاؤها وإدخال لسان المريض فيها فتحيط الحلقة بالمنطقة المتضررة من اللسان ثم تسحب القبضة الحديدية ياليد فتشد السلسة وتضيق الحلقة فتضغط على اللسان بشدة وسط صراخ وبكاء المريض، لا تظن أن الأمر يحدث في ثوان، بل يجب إبقاء اللسان على تلك الحالة لدقائق لكي يمنع وصول الدم إلى المنطقة المتعفنة وفي النهاية يتم شد المنطقة وقطعها بعد التأكد من موتها، لا يمكنك أن تفقد الوعي أثناء العملية لأنه من المهم أن ترى بعينيك كل ما يحدث لك فالدم سيملأ فمك وفي حالة فقدك الوعي ستختنق به وتموت.
صورة لعملية خلع سن في القرن التاسع عشر

يتم ربط رجلي وذراعي وصدر المريض جيدا على كرسي بواسطة سلاسل ثقيلة وإحكامه حتى يقوم الطبيب بعمله بدقة بعيدا عن تخبط المريض والتوائه بشكل جنوني من شدة الألم، بالطبع لم تكن تتخيل مما سبق أن تستعمل تلك الأدوات المخيفة على شخص دون أن يتم ربطه، لاحظ كيف يضع الطبيب رجله على صدر المريض محاولا الارتكاز ليعطيه ذلك قوة أكبر في السحب، تخيل نفسك مكان المريض.
ختاما …
في الحقيقة لم تكن عمليات خلع الأسنان أو علاجها عبر الزمن ناجحة دائما فقد سجلت عشرات آلاف حالات وفاة بسبب عدم تحمل الألم أو أمراض الفم الخطيرة بسبب غياب التعقيم، أريد أن أعرف عزيزي القارئ أولا هل انت ممن يخافون زيارة طبيب الاسنان ، وهل لديك تجارب سيئة مع الاسنان ، ثم ما رأيك في هاته الآلات وهل تريد تجربة أي منها؟ ماذا كنت تفضل لو عشت في تلك الفترة، تحمل ألم الأسنان لبقية حياتك أو تشريف الطبيب بزيارة؟.