كشكولمنوعات

lobotomy: هل تخاطر بفقدان شخصيتك لإنقاذ جسدك؟

في عام 1930، لم تكن الصحف الأمريكية تعلن عن شاي البابونج و جلسات علم النفس.. ولكن كانت تعلن عن استئصال فص من عقلك أو كما يعرف lobotomy، وقد حاز الطبيب إيغاس مونيز على جائزة نوبل لاكتشافه هذه العملية الخطيرة.

سوف أخبركم كيف كان هذا الاستئصال.. يشبه دور المنظار في علاج مشكلة المعدة، ولكن يحدث تغيير في شخصية الشخص الذي يقوم بإجرائها. الأهم من ذلك.. هل يمكن للناس منع إجراء هذه العملية؟ .

في بداية القرن 20 كان المريض العقلي يشكل تهديدا لعائلته، لهذا السبب لم يكن المجتمع يرى أنهم أناس يستحقون العيش،فقد كانوا يعاملونهم أسوء من المجرمين، ويلقونهم في السجن بمفردهم، ويعذبونهم أو يقتلونهم. كان من المفترض أن تكون المصحات العقلية بديلا إنسانيا عن هذا.. لكنها لم تفعل !، فقد كان يتم تقييدهم لمدة أسابيع، يتعرضون خلالها للصعق بالكهرباء، ويجبرون على تناول العقاقير.

في حين أنه كان من الممكن احتجازهم في المصحات العقلية حالما تظهر عليهم هذه الأعراض، لكن بعض الأشخاص قاموا بالهرب من المستشفى.

يبدو الأمر متناقضا بعض الشيء ؟.

يتم إجراء هذه الجراحة باستعمال جهاز يشبه كسارة الثلج.. حيث يتم صعق المريض بالكهرباء و هكذا يفقد المريض وعيه، ثم يتم إدخال الجهاز من خلال فتحة العين.. إذ يلامس طبقة عدسة العين التي تشبه قشرة البيض في رقتها، ثم يقوم الطبيب بقطع الاتصال بين الفص الجبهي الأمامي و باقي المخ، تستغرق هذه العملية 10 دقائق فقط، ويصبح المريض الذي كان يشكل خطرا على المجتمع هادئا ومطيعا.

إقرأ أيضا: حقائق مذهلة عن جسم الانسان


هذه العملية خطيرة للغاية، لكن قبل سنوات كان الناس يفضلون القيام بها من خلال اللجوء إلى المستشفيات الخاصة .

تعد روزماري كينيدي أشهر مريضة أجريت لها عملية lobotomy (أخت الرئيس الأمريكي جون كينيدي)، كانت الفتاة تعاني من اضطرابات أثرت على أدائها الدراسي أثناء طفولتها، وفي مرحلة البلوغ، كما أنها عانت من نوبات حادة، وأصبحت عدائية تجاه الناس.  عام 1941م، عندما كانت في عمر 23 ربيعا، أجريت لها العملية و نتيجة لذلك أصبحت عنيفة وتشكل خطرا على المجتمع، ولم يظهر أي تغيير في حالتها.

مريض آخر أجريت له العملية في طفولته.. لكنه لا يزال على قيد الحياة، حيث فقد والدته في طفولته.. وذاك ما أثر سلبا على على حالته العقلية. ونتيجة  لسلوكه العنيف تجاه زوجة أبيه قررت إجراء العملية للطفل.

والآن هو يبلغ من العمر 72 سنة، ويتمتع بصحة جيدة، أصبحت عملية الاستئصال كالعصا السحرية تحول السيئ إلى الجيد عن طريق لمس نقطة معينة في رأسك.

المشكلة أن هذه التشخيصات لم يتم اكتشافها من قبل الأطباء.. بل من طرف أقارب المرضى، فلم يكن هناك أحد يسأل المريض ما إذا كان يريد إجراء العملية أم لا.. فقد كانت عملية الاستئصال تجرى بالإجبار من قبل الأهل، وقد كان الأطباء موافقين بشدة فغايتهم الوحيدة هي كسب المال .

في عام 1936م.. قام جراح الأعصاب والتر فريمان بجلب هذه العملية المدعوة “lobotomy” إلى مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد اعتبارها من العمليات الجراحية الشديدة الدقة.. ذاع صيتها بالعالم. وقد قدم أيضا بعض التغييرات في تفاصيل إجراء العملية طبعا بعد عدة تجارب ودراسات ، وعوض الصدمات الكهربائية استخدم أدوات حادة  مصنوعة من الجليد كمادة أولية. قدم حوالي ألفي عملية خلال مسيرته المهنية.

إقرأ أيضا: كوارث كيميائية كانت وبالا على البشرية

هذا الإجراء الطبي الوحشي.. أدى إلى موت 490 شخصا على الأقل، فمعظم المرضى الناجين بعد العملية تم إرسالهم من جديد إلى مصحات نفسية .. لذلك تم تحريم إجراء هذه العملية نهائيا، و لم يستخدمها أي جراح بعدها خاصة بعدما منعتها عدة دول منعا تاما، وصنفها الإتحاد السوفياتي ضد حقوق الإنسان.

حتى عام 1967م، أصبح يوجد طرق أكثر إنسانية.. كجلسات العلاج النفسي ،ولم تعد تهيجات الإنسان وميوله الجنسية وصمة عار يخجل منها أمام عائلته والمجتمع.

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
المصدر
ar.saint-anastasie
guest
7 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى