تجارب من واقع الحياة

ظروف زوجي وتنازلاتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إخواني أفيدوني أفادكم الله. لقد تعبت من حياتي.

أنا متزوجة منذ سبع سنوات، أنا من إحدى المدن وزوجي قروي، ووافقت أن اعيش معه في قريته. ولم أطلب منه أي شيء لا يقدر عليه ماديا. حاولت أن أتاقلم مع الحياة في القرية، ومع الظروف الصعبة، ووجدت نفسي في النهاية محبطة. والسبب ليس ظروف زوجي المادية فقط، بل تنازلاتي.

زوجى إنسان طيب، ولكنه للأسف يجبرني أن أذهب يوميا إلى بيت حماتي التى تسكن معي في نفس الشارع من أجل أن أساعدها في أعمال الطبخ والتنظيف. مسكنها الصغير الذي تسكن فيه بحجة أنها وحدها مع أن أولادها يزورونها باستمرار وأحفادها أيضا. وليس هذا فحسب، بل من أجل توفير وجبة الغداء التي أصبحت مكلفة في زمننا، هذا وراتب زوجي لا يكفي لإحضار مستلزماتنا اليومية أنا وأولاده.

فحماتي لديها معاش وتستطيع شراء الطعام، أما أنا فلا أقدر. وحجة زوجي أنه لايوجد فرق بيننا وأننا أسرة واحدة أنا وزوجي وأمه وإخوانه، فما المانع أن نأكل عندها يوميا وأساعدها؟

اعترضت كثيرا على هذا الوضع لأنني أريد أن أستقل في شقتي، وآكل أنا وأولاده مما قُسم لنا، وأعيش حياة بسيطة بكرامتي دون أن أشعر أن أمه أو أهلي يمنون علي، ويساعدونني من أجل ظروفنا.

رفض زوجي وتشاجرت معه كثيرا بعد أن حاولت التفاهم والنقاش معه كثيرا، ومنعت أهلي من التدخل محاولة مني أن أصل لحل لمشكلتي. أريد فقط أن أعيش مستقلة، أعيش ببساطة ورزوجي يرفض وأحيانا يقول لي أنه لا يريد أن يأكل في بيتنا، وأن أمه تساعده فهل تركها يكون ردا للجميل؟

أنا لم أحرضه على تركها أبدا، والله يشهد علي. هو يجبرني أن أقبل بهذا الوضع. وللأسف بيت حماتي مفتوح لكل من هب ودب، ويستطيع أي شخص أن يرانا ونحن نجلس ونأكل، ولا أستطيع أن أكون بحريتي أنا وأولادي.

حماتي أيضا عودت أولادي على اللعب في الشارع كبقية الأطفال، وإن اعترضت تقول لي أتركيهم يلعبون، ما المشكلة؟ الأطفال كلهم يلعبون في الخارج. لا أستطيع السيطرة على أولادي ولا أستطيع أن أقول لها أي شيء فأنا خجولة.

أريد أن أربي أولادي بطريقتي لا بطريقتهم، والأسوا من ذلك أنهم يتلفظون ببعض الألفاظ السيئة، وأولادي يتعلمون منهم. ما الحل؟ تعبت من حياتي، لا أدري هل سأظل في هذه الظروف؟

لقد وصل بها الأمر أن تحرجني أمام أولادها بسبب ظروف زوجي المادية، بكيت كثيرا وأشعر أن لا فائدة مني. لا أستطيع أن أجد وظيفة مناسبة في هذه القرية أو حتى خارجها ولا حتى مشروعا صغيرا أتكسب منه.

معظم السيدات أو الفتيات يعطون دروسا للأطفال وأنا لا أرغب في إعطاء الدروس خوفا من قلة كفاءتي.

أرجوكم أريد حلا لمشكلتي، أنا الآن في مشاجرات مستمرة مع زوجي رغم أنني أحبه ومتمسكة به، ولكن لم أعد أحتمل. لا أشعر بالراحة في بيت حماتي ولا أستطيع التحدث بحرية مع زوجي في وجود أي شخص في بيتها، ومضطرة أن أنتظره حتى يأتي من عمله ومع أولادى. أقضي طيلة اليوم وحدي وهو لا يصل للمنزل إلا وقت المغرب.

الروتين والملل أصبحا يسيطران علي، كذلك والإحباط والحزن، وكلما شكوت لزوجي يغضب ويقول لي أنتِ تريدينني أن أترك أمي، أنتِ لا تقدرين النعمة، أنتِ تجلسين في البيت بلا عمل ومرتاحة ونحن نخدمك ولا يعجبك شيء!!!

أشعر بالظلم وسوء الظن، لم أطمع في أكثر من حقي، في العيش بكرامة ولو كنت فقيرة طوال عمري، وأن أربي أولادى تربية راقية، أريدهم أن يكونوا أفضل مني.

أنا لم أطلب من زوجي حتى أن يسافر للعمل في الخارج، ولم ألح عليه في ذلك رغم الفرص المتاحة كي لايتركنا ويترك أمه. لكن الظروف لا تتحسن، والوضع أصبح صعبا.

لقد تعبت، أريد أن أترك البيت وأترك كل شيىء، ولكن خوفي من الله يمنعني، وخوفي من خسارة زوجي أيضا. ماذا أفعل أفيدوني؟

آسفة جدا على الإطالة، أردت أن أتحدث معكم يا أصدقائي لأنه لم يعد لي من يستمع إلي.

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى