قصص جدي مع الجن
ويتوسط البيت بئر دائما مملوء بالمياه .. |
نبدأ الحكاية من زمن يبعد عن اليوم اكتر من نصف قرن . في ذلك الزمن كان جد أمي من الرجال الصالحين في البلد ، كان معروفا بتلاوته للقرآن و بعبادة الله بأحسن وجه ، يؤدي فرائضه بدون أي إهمال حتى و هو على فراش المرض . المهم تروي لي جدتي أنهم كانوا يسكنون في بيت قديم معروف الآن بمعالمه وتحفه الأثرية التي تعود لعصور قديمة مثل نسخ نادرة من القرآن الكريم معروضة اليوم في المتاحف الوطنية . ويتوسط البيت بئر دائما مملوء بالمياه .
ولقد روت لي جدتي بعض القصص الغريبة التي وقعت في ذلك البيت ، ففي ذات يوم كان أبوها يتلوا القرآن في جمح الفجر و هو جالس على الحصير فإذا به يضرب الأرض بعصاه قائلا بلهجة غاضبه قوية كأنه يخاطب شخصا : " أيتها الناسية هذه المرة العاشرة التي تخطئين تلاوة القرآن اغربي عن وجهي " . ثم سمعت جدتي صوت أقدام تسرع نحو البئر للاختباء.
وفي فجر اليوم التالي تروي كان أبوها يتوضأ استعدادا للصلاة عندما سمعته وهو يقول : " أهلا بقدومكم يا معشر الجن المؤمن " .
وعلى ما تروي لي جدتي فأن أباها كان يرى الجن ، وعند حلول الفجر كانوا يأتون إليه لتلاوة القرآن و يستعدوا للصلاة و من يحاول منهم الأذية يضربه بالعصا فيجري هاربا للبئر للاختباء.
كانت البركة لا تخلو البيت ، كل مهموم إذا قصد البيت ينفرج همه و يذهب كربه .وفي ليلة شاء الله أن تكون ليلته الأخيرة و توفي ، كان يحصل أحداث غريبة مثل حين كانوا يشيعون الجنازة كل الحاضرون لصلاة الجنازة أكدوا أنهم يسمعون أصوات كثيرة تتلو القران معهم و قالوا أيضا أن الغرفة التي كان يصلي فيها الجد يسمعون فيها أصوات بكاء و نحيب لم يتوقف إلا بعد مرور سبعة أشهر .
تاريخ النشر 24 / 07 /2014