قصص وحكايات – الجزء الثالث
قد كان طفلاً لم يتعدى عمره ربما اليوم و كان مرمياً قريباً من جانب الطريق على الحشائش |
أمعنت السمع فإذا بي أسمع صوت طفل يبكي صرت نحو الصوت و كان يأتي من نفس الناحية التي كان يأتي منها صوت المرأة ، و بينما أبحث عن مصدر الصوت ، ما هذا ، ماذا أتى بطفل رضيع إلى هنا ؟ ، لقد كان طفلاً لم يتعدى عمره ربما اليوم و كان مرمياً قريباً من جانب الطريق على الحشائش ، ذُهلت حينها ! كيف ؟ و من أتى بك إلى هنا أيها الصغير ؟ ربما رموك أهلك لأنك نتيجة لفعل حرام ، و لكن كيف لأم أن تتخلص من أبنها بهذه الطريقة ؟ “لعنة الله عليها” ، الحمد لله الذي دلني عليك ،
حملته بين كتفي وتوجهت به إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات والتأكد من سلامته ، وقمت بالاتصال بزوجتي لتحضر الماء الدافئ وبعض الملابس التي كان يلبسها أبنائي في صغرهم وأخبرتها بأني سأروي لها ما حدث لدى عودتي ، ….نعم أيها الطبيب ما الأمر ، أخبرني الطبيب بأن الطفل حديث الولادة وأنه أعطاه بض اللقاحات المستعجلة وأنه على خير ما يُرام ، وقال لي : لقد سخرك الله لإنقاذ ذاك الرضيع فاشكر الله الذي جعلك سبباً في إنقاذ روح ،
تركت الطبيب وأخذت الطفل و ذهبت لشراء بعض المستلزمات وحليب الأطفال من الصيدلية و توجهت به إلى بيتي ، زوجتي صاحت عليَ : نعم هذا ابنك أليس كذلك ؟. هل أنت متزوج من ورائي ، كيف فعلت هذا ؟ كنت أعرف بأنك متزوج ، هدأت من روعها وأخبرتها القصة كاملة ، ربما لم تقتنع فهذا طبع النساء ، و لكنها هدأت بعض الشيء وقالت سوف أسايرك في الأمر حتى أكتشف الموضوع ،
حممنا الطفل وألبسناه بعض الملابس وأرضعناه ، و كان أبنائي الصغار فرحين به للغاية ، ولكن كنت أفكر ماذا سأفعل بهذا الطفل وكيف سأتصرف حيال الأمر ؟ ذاع صيت القصة في القرية وأخذ الجيران والناس يتوافدون لرؤية الرضيع حديث الولادة، و كان لي صديق في العمل كان قد انتقل إلى محافظة أخرى وعلاقتي معه جيدة ، و كان هو وزوجته لا ينجبان الأطفال ، اتصل بي وأخبرني بأنه يريد تبني الطفل وأنه سيتشاور مع زوجته بالموضوع ، قلت له : لكن هل زوجتك ستوافق على الأمر ؟.
عندما سمعنا القصة كنا أول الذين ذهبوا لرؤية ذاك المولود وقد حضرته و رأيته ، كان طفلاً أسمر البشرة قليلاً ، و سبب ذكري للقصة هو أن هذا الطفل جاء هو و والده لزيارة خالي منذ يومين و هو ما ذكرني بها ، فسبحان الله ، و بالأخير لكم حرية التصديق أو التكذيب أصدقائي.
وبينما أنا أسرح في السماء تارة وتارة في الماء وأتفكر ، وإذا بي أنظر بجانبي من الناحية اليُسرى ، كان هناك حجرة أكبر من التي أجلس عليها وكانت قريبة بعض الشيء ، أقسم لكم أني وجدت عليها كياناً ، كان شيبه الدخان ولكنه متشكل و يبدو كقزم ، حجمه صغير ولا يمتلك ملامح أبداً ، قفزت من مكاني لذهولي ولكن لم أخف فشكله لا يخيف ، بدأت أنظر إليه وهو ناظر نحوي وعيناه تشبهان الوهج الأصفر الخافت ولكن لا تظهران جيداً و كانتا بعيدتان عن بعضهما “العين بعيدة عن العين الأخرى” ،
رفع ذراعه وأشار نحو الماء وعندما نظرت لما يشير إليه أقسم لكم لقد رأيت كائن ذو ذيل ليس بالطويل وجسمه رفيع و أعينه برتقالية ، أرجله لها حراشف ولونه مائل للأحمر و كان يتكلم مع كائن يشبهه ، كانوا يتكلمون بلغة غير مفهومة ، أتذكر منها كلمة كانوا يرددونها كثيراً و لا أفضل ذكرها ولكن قد أذكرها لاحقاً إن تطلب الأمر.
تاريخ النشر : 2020-11-07