لقاء وحشتي
أرى نفسي في مكان و كأنه وادي مخاوفي ، أرى مرآةً بقربي |
أرى نفسي في مكان و كأنه وادي مخاوفي ، أرى مرآةً بقربي ، أطالع شكلي عسى أن أفهم ما يحدث فأجد … ليتني لم أجد شيئاً ..
كان وجهي متجمداً في ابتسامة عريضة ، و لم يقلب بصره .. كأنها المرآة تخدع ، و كأنها لم تعكس صورتي الحقيقية ، ينتابني خوف رهيب ، أشعر بأني أتحرك و لكن شكلي في المرآة لا يتحرك .. ما الذي يحدث ؟ أسأل وجهي الضاحك ! و لكن أحسست و كأن الابتسامة قد عرضت ، و نظرة بصري الجامدة قد بدى عليها تغيير لكن ماهو ؟!! لم أستطع فهمه .. أعرفه و لا أعرفه ما هذا الإحساس !
ينتابني التساؤل و عدم تصديق الأمر كأنه شخص جالس أمامي ولست أنا من في المرآة …بلى !! إنها ليست أنا ، و في هذه اللحظات أشعر أن علي كتابة ما يحدث ، فلو خرجت من هذا البركان الغامض لأخبرت من حولي عما جرى لي ..
تحركت مسرعةً لأبحث عن أي ورقة و قلم ، كان المكان مظلماً و لكن يوجد مصدر ضوء خافت .. و أنا في تحرك سريع أتكلم بصوت صامت لكن مسموع بعض الشيء بما جرى كي لا أنسى ، بعد فترة كانت بضع ثوان و لكن شعرت بها و كأنها فترة طويلة كادت تبيد أنفاسي .
و بينما أنا كذلك لاحظت شيئاً قديماً .. اقتربت إليه في خوف فوجدته يشبه الورقة استخدمته بديلاً عنها ، فبقي علي أن أجد القلم لينتهي بحثي ، و بينما أنا كذلك .. التفت بنظرة سريعة إلى المرآة و تركتها .. ثم عاودت النظر إليها مسرعةً لأني لاحظت بها شيئاً غريباً ، فوجدت شبيهتي باقية على جلستها و لم تأتي معي و أنا أبحث ! و لكن قد ذهبت عنها الابتسامه و بدا عليها عدة تعابير لم أفهمها كلها ، و لكن فهمت فقط أنها تمنعني من شيءٍ بإصرار ، و من جهة أخرى و كأنها حزينة محبوسة في المرآة ..
فتذكرت تعبير بصرها السابق ، كانت ..كانت نظرات السخرية و لكن لماذا ؟ تركتها و واصلت البحث بجنون و أنا في تحرك سريع بلمح البصر ، أخشى أن أعاود بصري إلى ما نظرت إليه سابقاً .. و أخيراً وجدت القلم و جلست أمامها ، كانت المسافة التي كنت أبحث فيها صغيرة للغاية ، فلو أرفع بصري لوجدت المكان بعيد المدى و لكن لا أعلم لماذا كانت تحركاتي صغيرة !!
تهيأت للكتابة و لكن لم أستطع أن أكتب و لو حرفاً واحداً ، لأني كلما حاولت ذلك أصدر ضجة قوية بفمي ، و كأني أتكلم بأشياء تافهة بأصوات عالية جداً تزدحم على مسامعي حد الاختناق ، و لكن لا أستطيع اسكات نفسي ، فليس بإرادتي ما يحدث !
نظرت لشبيهتي .. قد عادت ابتسامتها العريضة و سخريتها مني … و هنا اطرقت برأسي و جلست بصمت ، شعرت بأني قد استسلمت ، و إذا بالطبقة السوداء قد عادت تصعد على ناظري حتى أفقدتني البصر ، و لكن هذه المره تأخرت كثيراً و كأن العودة إلى الواقع بعيدة ..
و بينما أنا في الظلام الذي كاد أن يقتلني ، قد عادت الطبقة تذهب شيئاً فشيئاً ، فوجدت الواقع قد عدت إليه و لكن وجدت أشياء غريبة أفقدتني صوابي ! وجدت نفسي وسط الضجيج السابق جالسة و أمامي المرآة تعكس صورتي ، بدا لي كأني ابتسم بابتسامة .. لحظة ! كأني أشبه شبيهتي !! حركت جسدي فهذه المرة تحركت معي أو تحركت معها ” لا أعلم ” ، فوجدت الورقة و القلم التي كانت معي في الوادي السابق فأصابني الغموض ، التساؤل ليس بالشيء المحدد .
فمن هي أنا يا ترى هل من في المرآة ؟ أم أنا التي أحسها أنا !!! … لا أعلم ، إن ما حدث لي هل هو حلم أم شيء آخر !
و لكن علمت بعد مرور الوقت و كلما تأتيني الطبقة السوداء على بصري أعلم أنه …
” لقاء وحشتي “
” انا أو لست أنا “