لمحات من معتقدات الفراعنة الدينية
كان للدين تأثير كبير ومحوري في الحضارة المصرية القديمة |
في الواقع، الآلهة عند الشخص الفرعوني كالبشر، يعبدها و يقدم لها القرابين لإرضائها، و لم يكن للفراعنة كتاب مقدس، بل كانت لديهم كتابة مقدسة ، و هي الكتابة الهيروغليفية و تعني الكتابة المقدسة، و هي عبارة عن صور و رموز. و للدين الفرعوني مئات الآلهة نظراً لأقاليم مصر الكثيرة الى أن وحدها الفرعون نارمر ، و كان الإله الواحد يحمل عديد الخصائص و عديد الألقاب، و تتجلى الآلهة في عديد الصور وعديد الأشكال، فهي خليط جسدي عادة يكون بين الحيوانات و البشر، و كما أسلفنا يوجد العديد من الآلهة، أهمها :
اوزيريس وزوجته ايزيس وابنهما حورس |
أوزوريس : إله الموتى و العالم السفلي و الفيضان ، و يُصور غالباً و هو يرتدي رداء أبيض مع بشرة خضراء داكنة، و يحمل في إحدى يديه أداة دراسة الحنطة و في اليد الأخرى صولجاناً، و هما علامتا قوته و مكانة نفوذه الشاسعة بين الآلهة، و قد ارتبط هذا الإله بعديد القصص و الأساطير التي تتمحور حولها اهم العقائد الدينية الفرعونية. و زوجته هي الإلهة إيزيس ، وقد أنجبا أبنا هو الإله حورس.
إيزيس: معنى إسمها هو العرش ، و هي زوجة الإله أوزوريس ، و صورت على هيئة إمرأة تُرضع طفلها الإله حورس.
حورس: هو إبن أوزوريس و إيزيس، و يصور على شكل صقر أو إنسان برأس صقر و عينه اليمنى هي الشمس و عينه اليسرى هي القمر.
الى اليمين رع اله الشمس .. والى اليسار تحوت اله الحكمة والمعرفة |
رع: هو إله الشمس و إله السماء، ويعد من أهم الالهة عند الفراعنة ، و قد إندمج خلال الحقب التاريخية المختلفة مع عديد الآلهة. وبحسب المعتقدات الفرعونية فأن رع هو خالق كل شيء حي ، أوجد جميع المخلوقات عن طريق استدعائها بأسمائها السرية ، لكنه خلق الانسان من دموعه وعرقه ، ولذلك اطلق المصريون القدماء على انفسهم تسمية “قطيع أو انعام رع”.
تحوت : ارتبط اسمه بالحكمة والمعرفة ، وهو الذي علم البشر الكتابة والحساب والعلوم والسحر ، وارتبط ايضا بالعالم الآخر ومحكمة الموتى ، حيث كان هو بمثابة كاتب المحكمة ، ويصور على هيئة انسان برأس طائر ابو منجل ، وأحيانا برأس قرد الرباح (بابون).
الى اليمين الاله انوبيس .. والى اليسار الاله ست |
ست : اله العواصف والصحارى والفوضى والعنف ، واعتبروه ايضا الها للاجانب ، لا عجب ان اتخذه الهكسوس الها لهم بعد غزوهم لمصر . وقد لعب دورا مهما في اسطورة اوزوريس المحورية في العقيدة الفرعونية ، دورا سلبيا بالطبع. في الحقيقة البعض يعتبر ست الها شريرا ، لكن في نفس الوقت كان ست احد الالهة الرئيسية لطيف واسع من قدماء المصريين وله معابده الشهيرة. ست كان يصور على هيئة انسان برأس حيوان غريب الشكل ، وفي عصور لاحقة أصبح هذا الرأس تجسيدا للشيطان ، خصوصا في اوروبا.
انوبيس : من اشهر الالهة المصرية رغم أنه لم يكن له دور كبير في الاساطير الفرعونية ، لكنه كان مهما جدا لقدماء المصريين لأرتباطه بالحياة الاخرى ، كان حاميا للمقابر واله التحنيط ، وكان يرافق ويقود ارواح الموتى خلال رحلتهم إلى العالم الآخر. ويصور دائما على هيئة انسان برأس ابن آوى أو كلب.
الاله امون والالهة حتحور |
آمون : من اقدم الآلهة واكثرا تأثيرا ونفوذا في الديانة الفرعونية ، هو اله الريح والهواء ، ويشار اليه بالخفي وغير المرئي ، خلق نفسه بنفسه ، راعي الفقراء والمحتاجين. اتحد لاحقا مع رع فصار يعرف بأسم آمون -رع ، وصار بمثابة ملكا للالهة ، يظهر في النقوش الفرعونية في هيئة انسان يرتدي قبعة من ريش النعام.
حتحور: هي إبنة الإله رع و زوجة الإله حورس، و هي إلهة الشمس و المرح و الموسيقى و الرقص.
هناك آلهة اخرى كثيرة يطول ذكرها وشرحها ، وهي خير دليل على أهمية الدين الفرعوني عند المجتمع المصري القديم حيث تعددت المعابد وإنتشرت في الكثير من بقاع مصر.
و يبقى أشد ما آمن به المصريون القدماء هو البعث و الخلود و وجود حياة بعد الموت، وهذا ما دفعهم الى حفظ جثث موتاهم بوساطة التحنيط و دفنها في قبور محصنة جيداً في الصحاري الجرداء، و كان الكهنة هم من يقومون بالتحنيط و يتفنون في ذلك خاصةً لذوي المكانات العالية و المهمة كالملوك وافراد الطبقة النبيلة والكهنة الآخرون، و يتم وضع الطعام و الشراب محفوظاً داخل القبر لإعتقادهم أن الشخص عند إستيقاظه من الموت سيجد ما يؤكل و ما يُشرب، و كانت عملية التحنيط تستغرق حوالي 70 يوم تتخللها عدة طقوس و عمليات تقام للميت، و قد برع الفراعنة في فن التحنيط للغاية، و تتم عملية التحنيط كالآتي:
اشتهر الفراعنة بتحنيط موتاهم |
– يفرغ الجسم من الأحشاء ما عدا من القلب لضمان عدم تسرب الرطوبة الى الجسد و بالتالي تعفنه و يُغمس في الماء المملح حتى تبتعد الجراثيم و البكتيريا و الديدان عنه.
– يستخرج المخ من منخري الأنف بواسطة أداة خاصة، و يتم عمل فتحة في شمال بطن الميت حتى يتم إستخراج الأحشاء منها و كان القلب يبقى في مكانه للإعتقاد أن القلب لازم لإستمرارية الحياة بعد الموت، و تُملأ البطن بالكتان المغموس في الصمغ.
و الغريب أنه يوجد هناك مومياوات من دون أحشاء البطن مع عدم وجود فتحة في البطن و الطريقة المستعملة في ذلك مجهولة حالياً.
– اذا إنكسرت أحد العظام في الجسد، يتم وضع غيرها إصطناعية لضمان ثابت الهيكل العظمي.
– يُدهن كامل الجسم في النهاية بالصمغ السائل و يُلف بعدها بلفائف الكتان المغموسة في الصمغ،و يوضع الجسم في التابوت و تتم عملية الدفن.
الميت يمثل في حضرة الالهة ويحاسب على افعاله .. يوضع قلبه في الميزان |
إعتقد الفراعنة بأن الروح تُحاسب بعد الموت حيث تقف الروح أمام 42 قاضياً من الآلهة يرأسهم الإله أوزوريس ، و تبدأ الروح بسرد أعمال جسدها الحسنة و تحاول تغطية أعمال جسدها السيئة، ثم يوضع قلب الميت في كفة الميزان ، و توضع ريشة في الكفة الأخرى ، و تدل هذه الريشة على ماعت إله الصدق و الحق، فإن ارتفعت الكفة التي فيها القلب عن الأخرى تدل على أن الميت كان صالحاً أما اذا ثقلت كفة القلب عن الأخرى فإن الميت يكون مذنبا وطالحا و يُعاقب برميه إلى حيوان مفترس يدعى عميمت يشبه التمساح يقوم بتقطيع لحمه إرباً إرباً وبذلك تكون نهايته الأبدية.
القط والكلب كانا مقدسان في مصر الفرعونية |
و قد عبد الفراعنة الحيوانات أيضاً، خصوصا تلك المرتبطة بالالهة ، حيث عبدوا الكلب لأرتباطه بانوبيس ولأنه كان بمثابة الحارس الوفي للإنسان ، و عبدوا القط لارتباطه بالربة باستيت ولأهميته في التوازن البيئي حيث كان يحميهم من الآفات كالفئران و الجرذان و الأفاعي و الثعابين التي تفسد المحاصيل و تنقل أمراض قاتلة. و عبدوا كذلك العديد من الحيوانات الأخرى.
مصادر :
– Embalming – Wikipedia
– Ancient Egyptian religion – Wikipedia
– Cats in Ancient Egypt
– Egypt: The Dogs of Ancient Egypt
تاريخ النشر : 2018-12-01