ليلة شتاء حزينة
ونظرت لأجد نفس القطه تحدق بي من خلف الباب |
شعور غريب مخيف بالوحدة ، في ليالي الشتاء الحزينة ، جلست امسح دموع الفراق ، فقد سافر زوجي بعد أن سكنا في منزل جديد يقع في حي عائلة زوجي .
غفوت قليلا ، أحسست ان شيء صغير يلتصق بي ، ابتسمت انه عموره ابني ، جاء لينام في سريري ، احتضنته وحملته لينام مع أخوته في سريره .. لكن المفاجأة أن عموره ينام في سريره هانئا ! إذا من هذا الذي بين يدي ؟ نفضت يدي وأوقعته .. انه ابني وذاك هو أبني .. كيف حدث هذا ؟ .
فتح الطفل على الأرض عينيه وبدأ يبكي : ( ماما ليش وقعتيني ) .
اقتربت منه ليشع ضوء احمر من عينيه فصرخت برعب ورجعت للخلف زاحفة على يدي . فأقترب هو مني وأنا ارتعد خوفا ، جلس على رجلي ، ثم دفعته بقوه ، ليسقط على حافة الجدار ، وهربت لغرفة ابنتي ، وأقفلت الباب خلفي .
استيقظت نغم ابنتي فقالت : ( ماما ليش شكلك خايفه هيك ) .
اقتربت منها وطمأنتها انه ليس هناك شيء فقط صياح القطط في الشارع ، قالت لي : ( لا تخافي ماما القطط حيوانات جميله ) ثم تحولت في الحال إلى قطة سوداء كبيرة وأخذت تصدر صوتا كصوت الفحيح.
هربت بذعر شديد ، لأجد ابني عموره ملقى على الأرض والدم يسيل من رأسه، نظرت لسريره فكان فارغا ، عرفت أني قتلت ابني بيدي .
جلست ابكي فوق دمائه واصرخ ، وكانت القطة تموء خلفي .
صرخت بأعلى صوتي مخاطبا هذا الشبح الرهيب : ماذا تريد ؟ اخبرني ماذا فعلت بأطفالي نغم وماهر والصغير حماده ،
فلم اسمع إلا المواء المزعج من تلك القطه ، فقمت وفتحت باب غرفة نومي ،فرأيت نغم وماهر مقيدان وظهورهما للسرير ، أما صغيري حماده فكان في سريره نائما .
حاولت الذهاب اليهم ، ولكني لم استطع عبور باب الغرفه ،كأنه جدار خفي يفصلني عنهم .
سمعت صوت جارتي تناديني من خلف باب المنزل وهي تقول : (اخرجي قبل ان تموتي) .
قلت لها : ( ارجوكي ساعديني اطفالي في الداخل ما هذا ؟ ) … وأخذت ابكي .
فقالت : ( هل اختارت من اطفالك احد؟) وتابعت قائلة : ( هذه روح لأم وجدت ابنها ميتا عند الحائط ولم تعرف من قتله فماتت من شدة حزنها لتسكن روحها في هذا البيت المشئوم ، ومنذ عشرون عاما لم يسكن احد هنا ، بعد أن مات ابن احد المستأجرين بنفس الطريقة .. وقد تكرر ذلك معكي الآن ) .
فقلت: ( كيف اخرج ؟ )
فظهر صوت الشبح صارخا فنظرت نحو الصوت الصادر ارجوه يتركني وأطفالي
ثم سمعت الصوت رق قليلا لأسمع بكائه ثم قال الشبح : ( ابني قتل بسب أحد الضيوف زارنا فدفع ابني لأنه سكب عليه القهوة ساخنة فسقط ميتا على الأرض … ولكني لن اسامح ! ) .
…
…
فتحت عيني وكأني أرى النور أول مرة ، كان كابوسا فظيعا ، تفقدت أولادي فكانوا نائمين كالملائكة ، وكان عموره ينام قربي ممسكا بثوبي ففرحت جدا ، ثم اتصلت على جارتي التي رأيتها بذلك الكابوس البشع لتخبرني أن القصة حقيقية والروح مازالت تسكن هذا البيت فاغلقت الهاتف وذهلت لقد كان هذا تنبيها .
ونظرت لأجد نفس القطه تحدق بي من خلف الباب ، ولكني حنوت عليها وقلت : ( شكرا فقد نبهتيني ) .
وجمعت اطفالي الصغار وخرجنا من ذلك البيت دون عودة .
تاريخ النشر : 2015-11-23