نبات السلفيوم الأسطوري
صار مثار جدل بين الباحثين والعلماء اليوم |
هذا النبات يسمى السيلفيوم، وهو نبات لا ينمو سوى في ليبيا ، وليس كل ليبيا بل مدينة “قورينا” أو شحات حاليا ، ولا ينمو إلا في الأماكن الشبه صحراوية.
بحسب السجلات والوثائق التاريخية القديمة فأن هذا النبات لديه ساق طويلا نسبيا وتدلى الأوراق على جانبيه وفي الرأس أعلى النبات توجد زهرة وهي التي تميز هذا النبات.
كان ذو قيمة كبيرة لديهم لدرجة انهم نقشوه على عملاتهم |
أسطورة هذا النبات تكمن في أنه كان هبة من الآله “أريستايوس” وهو أبن الآله “أبوللو” من الحورية قوريني. وأشتهر هذا النبات في كافة العالم حتى أنه وصل الصين.
وقد عثر العلماء على الكثير من العملات النقدية من تلك الحقبة وعليها صورة هذا النبات مما زاد شهرته وأصبحت المواني القورينية تزدحم بالسفن، وزادت التجارة وازدهار المكان.
لقد تم ذكر هذا النبات من قبل الاغريق كثيرا، فلقد ذكره الشاعر أرسطوفانيس في مسرحيته الشعرية “بلوتوس” وذكره أيضا أرسطو في “تاريخ الحيوان” وغيرهم.
لماذا أشتهر هذا النبات إلى هذه الدرجة؟
معبد زيوس في شحات بالجبل الاخضر .. ليبيا كانت مستعمرة اغريقية ثم رومانية |
لأن هذا النبات حسب أقوال القدماء يعالج أي مرض. يداوي السعال والتهاب البلعوم والحمى ويسكن المغص واوجاع المفاصل وآلام الجسم ويزيل الدمامل وآفات الجلد اضافة إلى شهرته كمنشط جنسي قوي.
وإلى جانب استعمالاته الطبية فلقد كان الرومان والاغريق يستعملونه أيضا في الطبخ، وأيضا مسهل وفاتح للشاهية ، بالمختصر هذا النبات علاج لجميع الأمراض ومنشط للجسم.
وكان لكثرة الطلب عليه يخزن جنبا لجنب مع الذهب والفضة.
أين هو الآن؟
يعتقد العلماء أن النبات كان شبيها في شكله بنبات الكلخ |
انقرض هذا النبات مع بداية القرن الأول الميلادي، ومن شبه المستحيل أن تجد هذا النبات اليوم، حتى أن بعض الناس يظنونه أسطورة خيالية ، لكن جميع المخطوطات القديمة تؤكد أنه نبات حقيقي ، وبحسب المؤرخ الروماني بليني فأن أخر نبات من السيلفيوم تم تقديمه إلى الامبراطور نيرون. ويعتقد العلماء أن النبات كان من فصيلة الخيميات وشبيها في شكله بنبات الكلخ (fennel).
أما عن سبب انقراضه فتوجد الكثير من الروايات بعضها خيالي وبعضها قابل للتصديق ..
النظرية الأقرب للمنطق هي أنه في ذلك الوقت كانت ليبيا مستعمرة اغريقية وكانت الأغريق يفرضون الكثير من الضرائب على الليبيين ، وقد وافق الأغريق على قبول السيلفيوم كبديل للنقود، مما دفع الناس إلى جمعه بسرعة لسداد ضرائبهم به ، فكانوا لا ينتظرون أكمال دورة حياة هذا النبات مما أدى إلى انقراض هذا النبات لأن المحصود أكثر من المزروع .. بأختصار شدة الطلب على النبات كانت وراء انقراضه ..
رمز القلب مأخوذ من بتلات هذا النبات |
سبب أخر ذكره المؤرخون الاغريق والرومان هو صعوبة وفشل زراعة هذا النبات في الحقول ، فهو من النباتات التي تحتاج ظروف وتربة خاصة .. لذلك فأن جمعه المكثف من البرية ادى لانقراضه ..
العلماء اليوم يقولون أن تغير المناخ في سواحل شمال افريقيا ربما كان السبب الرئيسي في انقراض هذا النبات السحري.
جدير بالذكر أن رمز القلب المتعارف عليه بين الناس والذي يتبادله المحبون مأخوذ من شكل بتلات زهرة هذا النبات.
مصادر :
تاريخ النشر : 2021-01-12