وما الحب إلا للحبيب الأول
ذهب كل في طريقه .. |
قصتي معها بدأت يوم لمحتها تخرج من بيت مقابل , كانت تشاطر القمر في بهاءه وتنافس الشمس في طلتها واصفرار شعرها كأنها كثبان في كبد الصحراء وعينها كانعكاس زرقة السماء في البحر . لم اعرها اهتماما في بادئ الأمر ومرت الايام هكذا حتى يوم وجدتها في منزلي وعلمت منها أنها ساعدت أمي في العودة للمنزل بعدما أحست بدوار عندما كانت في السوق .. وهنا بدأت حكايتي معها …
بعدما دخلت أمي لترتاح بغرفتها وبينما نحن نتناول أطراف الحديث علمت منها انها مجروحة القلب وهاربة من معركة اسمها الحب , ثم رأيت بريقا في عينيها ولم احتمل رؤية دموعها لأن العاشق يعيش في جنة مع المحبوب ويوم الفراق عذاب كأنه يشنق بحبل من نار وكما قال عنترة : أعاتب دهرا لا يلين لناصح واخفي الجوى في القلب والدمع فاضحي , فأخبرتها أن الحب حياة ثانية يعيشها اثنان وحدهما في عالم آخر لكنها كانت في مسرحية تلعب فيها دور ساندريلا وقد أكلت تفاحة مسمومة وسيأتيها فارس ليأخذها على صهوة حصانه الأبيض , ثم قلت لها أن ليس هناك شخص يرى البدر أمامه ولا يعشقه ويرثي لغيابه فاحمرت وجنتاها ورأيت القمر في أبهى طلة له .
وهكذا مضت الايام وعلاقتي بها تأخذني الى عالم الاحلام , لكن الاحلام ليست دائما جميلة لأن يوما جاء بما لا يهوى القلب يوم رأيتها تجلس مع شاب في احد المقاهي عندها احسست ان القلب انفطر وكان الف سكين غرست في جسدي وتصلبت في مكاني حتى لمحت عيناها تدمعان من بعيد بعدما صرخ في وجهها الشاب وغادر , فأخذتني ارجلي اليها من دون شعور فوقفت امامها متصلبا وهي تحاول ان تخبأ دموعها وهمت بالرحيل فمسكتها من يدها وسألتها من يكون فردت من دون تفكير هو من خدعني وغلبت عليها الدموع , ثم سألتها الذهاب معي فأخذتنا أرجلنا الى الشاطئ , ثم فتحت لي قلبها وأخبرتني بأن من كان معها حبيبها القديم وقد سألها الرجوع لمصاحبته فقالت بأنها لا تستطيع , دهشت لهذا الحديث لأنها اخبرتني من قبل بأنها كانت تحب الذي كانت معه ولا تستطيع نسيانه , فسألتها عن السبب , قالت بأن عشقا جديدا دخل قلبها , فتغير لون وجهي فأجابتني بأني المقصود بكلامها , فصعقت من الفرحة وسألتني اذا كنت أبادلها الشعور فتكلم لساني لوحده أنت والخمر سيان الا أن شارب الخمر يصحى بعد سكرته والمدلل بهواك طول العمر سكران , عيناك بحر دخلته ولم اعرف المخرج , وعندها احمرت وجنتاها كالقمر وقد زاد بهاء واذا بها تأتي في حضني وتقول لي بأن اخذها بعيدا عن هذا العالم الأسود وكانت تلك أجمل لحظة في حياتي أحسست بأني بين السحاب وتزيدها قطرات الندى جمالا وروعة .
ومن هنا بدأت اول قصة حب لي وبدأ قلبي في ضخ الحب والأحاسيس الدافئة لكن ككل قصص الحب في هذا الزمن من جمعهما الحب فرقهما كلام الناس ومطبات الحياة . ومرت سنة من احلام مع حبيبة القلب وعشت فيها الحب بكل معانيه لكن جاء اليوم التي جاءتني والدمع في عينيها وقالت بأن والدها يريد تزويجها بالقوة , وكأن ألف خنجر غرست في قلبي في تلك اللحظة وأخبرتني بأن هذه هي نهاية حكايتنا وعرضت بأن آتي لمقابلة والدها , فأجابتني بأن انساها وأنسى حكايتنا , فشل لساني ولم يتحرك ساكنا , لكن تعابير وجهي أجابتها , وهمت بالمغادرة , مسكتها من يدها فنظرت إلي وأجابتني عيناها بأنها غارقة في بحر الهموم وأخذتها أمواج الظلام فذهب كل في طريقه . لكني علمت أن والدها زوجها لأن عرف بأنها على علاقة بشاب لا يملك من الحياة شيئا وهو كان صاحب مال وشأن , ولم ترد إخباري بالحقيقة لكي لا تجرح مشاعري في عالم الحب التقينا وكتبنا حكايتنا بدم من القلب في حائط الأحزان
تاريخ النشر : 2016-03-02