تجارب من واقع الحياة

إبني المراهق يعذبني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أصدقائي رواد موقع كابوس ، جئتكم اليوم بمشكلة لي تأخذ جل تفكيري وتؤرق مضجعي وتبعد غمضة النوم عن عيني .. هي مشكلة خاصة بإبني المراهق التي لم أجد لها حلا ..

أنا سيدة شارفت على الأربعين ، ربة منزل تزوجت منذ ثمانية عشر سنة . أنجبت ابني البكر هذا وثلاثة ذكور آخرين ، فالله تعالى لم يرزقني بالفتاة التي كنت أتمناها ، سبحانه ، لا اعتراض على حكمه .

زوجي يعمل سائقا في إحدى الشركات الحكومية ، مرتبه على قدّه كما يقال ، ونعيش ولله الحمد عيشة رضية ولا ننشد إلا الكفاف .. ففي هذا الوقت الصعب محافظة الشخص على وظيفته ووجود مرتب يكفينا الحاجة والسؤال هو إنجاز في حد ذاته .

إقرأ أيضا : كيف أشجع إبني على الدراسة ؟

لكن ابني بعدما كبر ودخل المرحلة الثانوية لم تعد تعجبه عيشتنا! ، أصبح يهتم بمظهره فوق اللزوم ، و يأتي لي بأفكار وتساؤلات غريبة مثل : لماذا لا أرتدي من الماركات مثل بعض أصدقائي؟ ، لماذا نصف ملابسي من (البالة) ، وهي سوق للملابس المستعملة ، إذ أننا نشتري الجديدة فقط بالأعياد . حسنا .. وقتها عرفت أنه متأثر ببضع أبناء ممن حالة أهاليهم فوق الريح يدرسون معه ، لأنه لا توجد مدارس خاصة في منطقتنا ليدرسوا فيها .

المهم .. حاولت أن أقنع إبني أن الله يقسم الأرزاق كما يشاء ، وكل شيء من عنده نحمده عليه . حاولت أن أوضح له بأن الملابس والمال لا تصنع الرجال بل العكس . أخبرته أن يدرس لينجح في حياته ويحقق ما عجزنا عنه .. لكن ، وكأني أكلم حائطا! ، كل ما قلته كان يدخل من أذن ليخرج من الأخرى ! .

وتغير إبني وتغيرت أفكاره ، وتراجعت دراسته . وأصبحت لا أسمع منه إلا المقارنات بيننا وبين أولئك أو هؤلاء . بل حتى الأكل لم يعد يعجبه .. بالفعل ، أكلنا البسيط الشعبي أصبح دون مستواه ولا يستطيع هضمه ، أصبح الفاست فود وأكل المطاعم هو أكله المفضل ، فإما أن يعزمه أحد أصدقاءه أو يجب أن أوفر أنا له ثمنه الباهظ .. بل والله أنه أحيانا يمضي يوما كاملا دون أكل لدرجة أنه أصبح نحيفا وأقرب للهزال ..

إقرأ أيضا : أحب إبنة عمي الصغيرة

أعلم أن إبني لا يتبع أصحاب سوء رغم معرفتي بمكالماته الطائشة للفتيات ، ومنذ أيام جاءني بحال يرثى لها .. لم أفهم مابه ، حاولت أن أكون صديقة له ليفتح لي قلبه .. فشمر عن ذراعه لأجده جرح نفسه بأداة حادة! . أجهشت بالبكاء واشترطت عليه إخباري بسبب فعل ذلك لنفسه ، لكنه أخبرني بقصة لم تقنعني أنه يحب فتاة وتركته من أجل آخر .. فانتقم لنفسه ولن يكررها .

ستتساءلون أين زوجي من كل هذا ؟ ، هو رجل يعمل نصف اليوم ويمضي أغلبية النصف الآخر بالنوم . عدا عن أن طبعه صعب وحاد ، ولن يتفهم المرحلة التي يمر بها الولد ، سيلجأ للعنف والترهيب وهذا سيزيد حال الفتى سوءا ، وأنا يكفيني الخوف والقلق الذي أعيشه . أما الطبيب النفسي فأحاول تدبر بعض المال من أجل إرسال إبني إليه ، فعلّ وعسى .

أتمنى أن تفيدوني بنصائحكم ، وجزاكم الله خيرا .

التجربة بقلم : زهرة

guest
53 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى