سؤال الأسبوع

الإنعزال أم الإختلاط؟

في ظل تسارع وتيرة الأحداث ، وما بين مشاكل سياسية واقتصادية وثالثة إجتماعية . وغيرها من المشاكل التي تجابهنا مرغمين وتواجهنا بكامل قوتها . وفي ظل انقطاع صلة الأرحام بيننا نجد البعض منا يفضل الإنعزال . ويتخذ من التقوقع على نفسه ملاذا ومن ذاته خليلا يحادثها وتحادثه ويأنس بها .

في حين يسعى آخرون لصنع علاقات جديدة باستمرار وتوسيع نطاق معارفهم . وذلك بالإختلاط مع كافة أنواع طبقات المجتمع وتوطيد الصلة معهم . وفي ذاك تكمن سعادتهم كأنها هواية من نوع ما مثل حب البستاني لتجميع الورود بحديقته من حيث الكثرة وتعدد الأنواع .

في المقابل ، يفضل آخرون الإنعزال والإبتعاد عن الناس والعيش في عالمهم الخاص . يحبذون الوحدة ويجدون الراحة والسكينة في عزلتهم ، غير مهتمين بما يجري خارج نطاقهم .

وتختلف الآراء عما إذا كانت هذه الميول عائدة للفطرة الإنسانية أم هي سلوكيات مكتسبة ، لكن الراسخ أنها ناتجة عن قناعات فردية تدعمها تجارب شخصية للأفراد المتبنين لهذه الأفكار والتصرفات .

فغالبا ما يتسم الأشخاص الإجتماعيون بالمرح والإنفتاح ، كما يعرفون بالثرثرة لأنهم بطبعهم يسعون للإختلاط بالناس و يسعون كثيرا للفت الإنتباه والتباهي . 

ولديهم القدرة على إبداء آرائهم بكل جرأة حتى وإن مزجت بلمسة من الوقاحة أحيانا . وإن باءت الكثير من علاقاتهم بالفشل فهم يسعون دائما لإنشاء أخرى . كما أن لا نقاشاتهم لا تخلو أحيانا من نشر الأسرار ومحاولة إيجاد حلول لمشاكل ربما ليس لهم بها أي صلة لا من قريب ولا من بعيد .

إقرأ أيضا : ظلم المرأة .. تخلف إجتماعي

أما محبو الإنعزال والعزلة ، فيعتبرهم المجتمع إنطوائيين، سوداويين، متشائمين . أو ربما حتى مرضى نفسيين . وكل ما بالأمر أنهم يفضلون الوحدة ويكرهون تسليط الأضواء عليهم . ينبذون فكرة اختلاطهم مع الناس وجعل حياتهم للعلن و يتوارون عن الأنظار قدر المستطاع .

تتميز حياتهم بالجدية والهدوء والسكينة . لديهم فكر عميق وأبعد ما يكون عن السطحية ، هدفهم العام هو صقل ذواتهم ولا يهمهم أبدا رأي الغير بخصوص تصرفاتهم أو لبسهم أو حتى تفكيرهم .لذا تسود النظرة النمطية عنهم بأنهم مثيرون للشفقة وذو شخصية ضعيفة وعديمو الثقة بأنفسهم .

إن الإنعزال والإختلاط سمات متباينة ومتناقضة ، إلا أن لكل منها جانب إيجابي وآخر سلبي . والفصل بينهما يعتمد على التمييز العادل وليس التفضيل . فالاجتماعيون نكهة المجتمع الحلوة التي تضيف المتعة لحياة المحيطين بها ، أما الإنطوائيون فهم يفضلون الإهتمام بشؤونهم قبل الإلتفات لحياة الآخرين ، وهو يعد رقيا إن صح التعبير .

وفي الأخير أعزائي القراء :

_ إلى أي الفئتين تنتمي؟ .

_ وهل تفضل الأشخاص الإنطوائيين أم الإجتماعيين؟ .

_ وما مدى تأثير الشخص بتصرفاته على المحيطين به؟ .

فكرة : محمد زيدان (أبو يوسف) – مصر

guest
48 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى