تجارب من واقع الحياة

الانتقاد والتنمر: لا أحد ولد ناجحا

إن الفشل ليس نهاية الطريق، و الانتقاد لا يكلف شيئا ولكنه يهدم آمال المجدين . هل سمعتم بشخص نجح من أول مرة؟ لا، ولكن مع المحاولة يأتي النجاح.

تعرفون بندقية AK-47 مخترعها ميخائيل كلاشنيكوف. كان جنديا غير متعلم و لا يعرف عن تصنيع الأسلحة شيئا و تلقى المساعدة، و لكن رفض طلبه لعرض سلاحه ليدخل الخدمة في الجيش السوفياتي.. لكنه لم يستسلم أطلق بضع طلقات على برميل. عندما اختبر المسؤولون سلاحه وافقوا بعد ثلاث اختبارات ناجحة .

من السهل انتقاد الأخرين و لكن لو حاولنا وضع أنفسنا مكانهم كيف سنشعر إذا تعرضنا للانتقاد أو الحكم على ما نفعل بأنه غير جيد؟ هذا هو التحدي الحقيقي أن نحاول تفهم الأخرين.. حينها سيصير العالم أفضل ربما.

أنا مثلا حاصل على الإجازة في شعبة الدراسات الفرنسية، كانت تسمى شعبة الآداب الفرنسية بميزة مقبول. ينتقدني الجميع بسبب عدم اشتغالي بشهادتي لكن الحمد لله.. رغم ذلك أقول في بعض المرات كلاما عميقا؛ كالمرة التي كنت فيها في دكان أخي و قد سألني شخص كان جالسا معنا عن رأي في الحجاج بن يوسف الثقفي ، أجابته”ذاك أمر يتناطح في الوعول” و يمكن تعويض الوعول بالتيوس ، فعلق السائل لقد أنهيت الموضوع .حيث أن جوابي كان كافيا لتوضيح حقيقة الجدال حول هذه الشخصية.

إقرأ أيضا: كيف أنسى التنمر ؟

إن كل الناجحين حول العالم تعرضوا للانتقاد و مع ذلك نجحوا. ويعتبر المتنمرون تافهين برأي و بلاقيمة بسبب جبنهم.. وهذا ماكان يضايقني فحتى أنا كنت ضحية للتنمر و لكن مر الأمر بسلام .

سأروي لكم حادثتين حصلتا لي؛ الأولى في الكلية حين كنت واقفا حينما سخر طالب من شكل أذني.. فأجبته و صدمته “لأسمع خطى الجمال حين يمشي” و لن أشرح لكم ما عنيت.

والثانية حين كنت أبيع الخبز و قام أحد الشبان بالتنمر علي.. فأطبقت بذراعي على رقبته و لم أتركه حتى تدخل مسير الفرن و فرق بيننا. رغم أنني صدمت مع الأرض و لكن المضحك أن المتنمر صار وجهه أحمر و كاد أن يفعلها في سرواله. هو جالس القرفصاء و أنا بقيت واقفا منذ ذلك اليوم صار الجميع يتجنب التنمر علي لأنني لن أتساهل مع أي أحد .

إقرأ أيضا: حياة الدراسية من أوج نجاحاتها إلى فشلها

ما يثير دهشتي حين يقع متنمر في مشكلة بسبب أفعاله يصبح مذلولا و يستعطف عائلته و الناس أجمعين ليخرج من المشكلة.. و لايعرف أنه فقد كرامته و باعها بأرخص ثمن لينقذ نفسه. ماذا كان سيحصل لو كانت معاملته للناس أحسن. إن الشرطة حين تقع جريمة على حد علمي يبحثون عن ذوي السوابق أوالأشخاص المعروفين بذاك النوع من الجرائم قبل أن يبحثوا عن فاعلها. رأيت منذ وقت قريب دراجة ثلاثية العجلات كتب خلفها ” اجعل من رآك يدعو لمن رباك” بينما هناك من شعاره في الحياة “اجعل من رآك يدعو على من رباك” .

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا

التجربة بقلم: عدنان – المغرب

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى