تجارب ومواقف غريبة

الحمام المسكون: أين الفتى ؟؟

أنا ام لولدين ..
قصتي غريبة بعض الشيء .. سأتحدث لأني اشعر بالضيق والقلق الدائمين لن اتجاوز هذه المحنة وتلك المصيبة ولا اعلم بأنكم ستتقبلون ما سأقول فأنا احترم مستوى عقولكم ، فلكم حرية تقبلها أو عدمه فأنا بدأت اشك بما حدث لولا ان الاحداث حدثت أمام عيني .


في ذلك اليوم .. وعلى حركة رجال الشرطة في بيتي كنت جالسه على سريري مصدومة ابكي بحرقة وكلي دهش وعقلي لا يتوقف عن التفكير ، كانت فاجعة بالنسبة لي .. ولدي صغيري الذي لم يتجاوز الثالث عشرة سنة من عمره .. اختفى ، نعم اختفى من على وجهه الأرض .. لا ليس مفقودًا ولم يهرب او يتم اختطافه .. جميع تلك الحالات تدرك بأنه موجود ، ولكن ولدي لم يعد موجودا ..


سالم وسعيد هما ابني رزقني الله برهما وحبهما الشديدان لي ، كنت ام سعيدة بوجودهما من حولي ، ولكن كنت قلقه عليهما وحريصة ان ينشأ في بيئة حميمة دافئة .


ابوهما رجل متفهم حازم جاد ، وكان دائما ينزعج من تصرف أبننا سالم كونه الأخ الأكبر ، وكثير من الأحيان يكون ردة فعله فيها شيء من الشدة بحيث انه يوبخه أمام أخيه الأصغر أو امامي ، أعلم بأن التربية متعبة لكن اشعر كذلك بأن ابني يتضايق ويكتم في قلبه ذلك ، اكتشفت مؤخرًا بأن ابني كلما شعر بالضيق يجلس في دورة المياه طويلاً ليبكي .
في بداية الامر ازعجني ذلك كون هذه العادة الدخيلة عليه ، ولكن لاحظت انه بات احسن حالا في الآونة الأخيرة .


في إجازة الربيع وفي فترة عطلة المدارس استأذن الولدين ابوهما ان يلعبا بالخارج مع اصحابهم وألحا عليه في الطلب وافق أخيرا على شريطة ان لا يتأخرا .. ولكن كسرا وعدهما وتعدت الساعة الواحدة ليلاً وكانت كارثه ، حيث أن ابوهما كان غاضبًا بشدة وقام بتوبيخهما وزاد وشدد على سالم كونه الكبير .. حدث امر غريب ولأول مرة .. قام سالم بتهكم على غضب ابيه ورد بصوت خافت بأنه مجرد ساعات ولا يحتاج للغضب او الصراخ . فحدث الذي كنت أخافه .. فكانت ردت فعل ابيه أن صفعه على وجهه بقوة وبشكل مفاجئ.

اسقطت اسنانه الامامية وبشكل هستيري هرب الفتى إلى الحمام واغلق الباب وهو ممسكاً فمه والدم يسيل من بين يديه ، وبسرعة تبعه والده وطرق الباب وطلب ان يفتح الباب ولم يستجب ابني له ، بدأ يطرق الباب بقوة ويصرخ ويطلب منه ان يخرج ، ولكن بقي الفتى ساكناً لا يجيب ، مما زاد حنق ابيه وكاد أن يكسر الباب لولا انني اوقفته وطلبت منه ان يهدى وان يتركه قليلا وانه سيخرج .

وفجأة .. نسمع صياح ابني سالم وهو يقول مستنجد باكيًا : امي ساعديني بسرعة .. هم يسحبونني .. هنا طار عقلي وبدأت كالمجنونة اطرق على الباب مصدومة من كلامه الغريب واطلب منه ان يفتح الباب وانا اسمع صراخة المستميت ومحاولته التفلت وهو يقول : لا اريد اتركوني .. أمي أنا اسف .. ويبكي بصوت عالي هنا كنت منهارة وانا أحاول فتح الباب حتى دفعني ابوهم وقام بركل الباب ودفعه بكتفه مرة ومرتين وثلاث والرابعة .. تحطم الباب وتهشم ودخل ابوهم يتلفت من حوله مندهشا وقال وهو يضع يده على رأسه : الولد اختفى . كانت صدمة دخلت مسرعة ولكن لم اتحمل الامر سقطت مغما علي .. أين ابني .. أين صغيري .. ؟؟ لا أحد في الحمام .. فقط قطرات الدم .. اختفى .. اختفى من على وجه الأرض .

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى