الرهاب الاجتماعي دمر حياتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا من المغرب في الثلاثينات من عمري. باختصار منذ طفولتي المبكرة ظهر علي الرهاب الاجتماعي أو الخجل المرضي.

عندما كنت ألعب مع الأطفال وأبناء الجيران كنت خجولا للغاية في شخصيتي وفي كلامي وفي شجاعتي. وماأدراك ما الأطفال الغرباء، لن ألعب أو اختلط بهم أبدا. وهكذا كنت في المدرسة أيضا خجولا جدا، وأحب المقاعد الأخيرة، ولا اشارك في القسم أبدا ومستحيل. وعندما يشير الي المعلم للاجابة على سؤال أو للنهوض الى السبورة أرتعد وأتعرق، وضربات قلبي تتسارع، واتعلثم. والى غير ذلك من أعراض الرهاب المرضي.

يكاد يغمى علي أحيانا، شعور غريب ومدمر، وكذلك كنت أعاني من نفس الشيء ومن نفس أعراض الرهاب في المرحلة الإعدادية. وهذا المرض كان السبب في خروجي من المدرسة.

وفي سن 15 سنة تطور هذا الخوف والرهاب الى اكتئاب ووساوس. كنت أعمل مع الوالد، وكانت نفس تلك الأعراض وهذا الخوف بل وأكثر من ذي قبل. فشلت في التعليم. فشلت في عملي. ضاعت طفولتي ومراهقتي وشبابي بسبب هذا الخوف .

إقرأ أيضا : تجربة الأدوية النفسية ..

ذهبت الى طبيب اختصاصي في الأمراض النفسية، ووصف لي ادوية خاصة لعلاج الرهاب الاجتماعي و استعملتها، وكانت النتيجة كالسحر. أول مرة أشعر بالحياة والثقة في النفس منذ ولادتي. لكن لم يدم الأمر، مع السنين لم يعد الدواء يعمل كما كان في البداية، وعدت كما كنت وأكثر. حاولت تجربة المواجهة والعلاج السلوكي المعرفي ولكن لم ينجح معي.

توقفت عن الأدوية ثم كنت أعود اليها وهكذا كانت تمشي الأمور. أنا الان أخذ دواء أنافرانيل بجرعة صغيرة 25 مغ، لم يساعدني في علاج الخوف لكنه ساعدني في تحسين مزاجي واكتئابي قليلا وذهب الرهاب الاجتماعي قليلا.

حاولت الانتحار أكثر من مرة لكنني فشلت خوفا من خالقي. دائما تراودني الأفكار الانتحارية. لا أخرج من البيت الا نادرا، مع الذهاب الى المحلات او الادارات. لا أستطيع السفر وحيدا أبدا، هذا الخوف دمرني بالكامل. أنا نكرة في هذه الحياة، سنوات عمري ضاعت بسبب هذا الرهاب القاتل.

هل من علاج لهذا المرض؟ وارجوكم لاتقولوا لي أن علي اللجوء للمواجهة أو للعلاج السلوكي المعرفي، لأنه لم يعمل معي. أنا خلقت مع هذا المرض، ليس كشخص يصاب به في السنوات الأخيرة ثم يعالجه فيها بسرعة.

أعتذر لأنني لا أعرف كيف أكتب، هكذا أنا بسبب هذا الخوف والرهاب الاجتماعي. أرجو بالذي مر بنفس حالتي وشفي منها أن يساعدني لعلاج هذه اللعنة التي ولدت بها .. وشكرا للجميع.

التجربة بقلم : الروح الضائعة